فجرت صحيفة "الاسبانيول" الاسبانية، في تقرير أعدته الصحفية الشهيرة صونيا مورينو، قنبلة مدوية تتعلق بالروبرطاج المفبرك الذي اعدته قناة “كواترو” الإسبانية حول تجارة المخدرات بين المغرب وإسبانيا، والذي قدمت فيه بطريقة معيبة ومشوبة بالتحريف حارسا للسيارات بطنحة على أنه “بارون مخدرات يجني أموالا طائلة من تجارة الأقراص المخدرة المهربة”.
وكتبت ذات الصحفية المكلفة بدول المغرب الكبير، في تحقيق صحفي، أن طاقم القناة الاسبانية تحلل من المسؤولية و الالتزام الواجبين خلال انجاز هذا الروبرطاج كما أخل بالضوابط المطلولة، موضحة بأن صحفيين بمدينتي سبتة المحتلة و طنجة رفضوا التعاون مع طاقم القناة الاسبانية، بعدما ادركوا بأن الأمر يتعلق بخطة محبكة و سيناريو مدروس مسبقا يحاول من خلاله طاقم القناة الاسبانية إيهام حارس السيارات بأن الأمر يتعلق بتصوير فيلم يتناول حياة مهرب مخدرات مقابل مبلغ مالي مغري.
كما ابرزت ذات الصحفية أن أعضاء الفريق لم يقوموا في الحقيقة بإجراء أي اتصال أو تحقيق قبل وصولهم إلى المغرب، وإنما جاؤوا بسيناريو معد مسبقا، بعدما رفض صحفيين مغاربة و اسبان التعاون معهم لانجاز هذا التحقيق المفبرك، قبل العثور على حارس للسيارات و الذي جسد دور “الاسكوبار المزعوم” حيث ادعى على أنه الموزع الرئيسي للأقراص المهلوسة، التي يستريدها من إسبانيا، ويستهلك أغلبها مراهقات ومراهقين في المدارس المغربية. كما شددت صونيا مورينو على أن طاقم القناة الاسبانية دخل التراب الوطني دون الحصول على أي ترخيص لإجراء التحقيق حول تجارة المخدرات بين البلدين.
وفي الختام تساءلت صاحبة المقال بنبرة ساخرة كيف تمكن طاقم القناة الاسبانية، الذي لا يتحدث باللغة العربية، من التواصل مع الشخص المستجوب و الذي ليس إلا حارس للسيارات بحي المجاهدين في مدينة طنجة، المجاور لمقبرة يتم استغلالها كمكان للتعاطي للمخدرات. و كان حارس السيارات المستجوب قد قدم نفسه، خلال الشريط المصور، على أنه "تاجر مخدرات" و على "ان هذه التجارة تدر أرباحا مالية ضخمة تصل حد ملياري سنتيم سنويا، في غياب أي مراقبة أمنية أو ملاحقة قضائية، لأنه يملك نفوذا كبيرا داخل المؤسسات الحساسة، ويقدم الرشاوي لكافة المسؤولين من أجل التغاضي عن أفعاله الإجرامية".