إسماعيل واحي.
ما لا يعرفه المغاربة هو أن النزاع المفتعل حول الصحراء ليس سوى شجرة صغيرة تخفي خلفها غابة سوداء من الأطماع التوسعية للجزائر الفرنسية في شمال إفريقيا هذه الأطماع الغير محدودة باتت اليوم تهدد بشدة وحدة التراب الوطني و ما تحركات جنرالات العسكر الجزائري الأخيرة إقليميا و دوليا إلا إنذار بوجود مخطط جزائري وشيك لإشعال فتيل الحرب بين المغرب و البوليساريو تمهيدا لنقل رحاها إلى مناطق حدودية شمال المملكة ما يهدد الأمن القومي الداخلي للمغرب بشكل مباشر.
فإنطلاقا من مايتم تسريبه من داخل كواليس القرار الدولي بخصوص قضية الصحراء المغربية يمكن رصد تحركات مكثفة لعدد من المتداخلين الذين يريدون تقويض مساعي المغرب لإيجاد حل سلمي و الدفع بالمنطقة نحو حرب إستتزاف مفتوحة تعيد توازن القوى بمنطقة شمال إفريقيا بعدما إختلت موازينه لصالح المغرب على حساب الجزائرهذه الأخيرة التي أنفقت ملايين الدولارات لعقد صفقة مع شركة العلاقات العامة David Consulting المملوكة لمؤسسها David Keene، الذي يعتبر من بين الأصدقاء المقربين للمستشار الرئاسي الأمريكي جون بولتون بهدف تغيير التوجه الأمريكي حول الصحراء المغربية الداعم لمبادرة الحكم الذاتي و دفع البيت الأبيض إلى تبني خيارات ضد مصلحة المغرب و هو ما تجلى في الصغط الذي بدأ يمارسه بشكل مباشر جون بولتون على المغرب و بشكل غير مباشر.
لوبي السلاح الأمريكي فقد حذرت تسريبات من باحثين عاملين في الجامعة العسكرية الأمريكية من خطورة تحركات في كواليس البيت الأبيض يجريها لوبي السلاح، من أجل إشعال فتيل حرب في الصحراء، وذلك بالسعي إلى إبراز بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو”، نموذجا لفشل البعثات الأممية في مهامها. و هو ما تستغله جبهة البوليساريو الإنفصالية للقيام بخروقات متتالية لإتفاق وقف إطلاق النار فقد قامت قوات تابعة لها بالتورط في تجاوزات خطيرة داخل المناطق العازلة وصلت حد إجراء مناورة بالذخيرة الحية و العتاد الثقيل في منطقة "مهيريز" المشمولة بإتفاق وقف إطلاق النار فبالرغم من تحذيرات مجلس الأمن الدولي من قيام المرتزقة بمثل هذه المناورات إلا أن مضي البوليساريو في عملياتها العسكرية بالمنطقة هدفها إفشال المفاوضات الأخيرة التي أطلقتها الأمم المتحدة و الدفع بالمنطقة إلى المزيد من التصعيد و كانت قبلها المخابرات العسكرية المغربية قد كشفت تواطئ البوليساريو و حزب الله في الإعداد لعمليات عسكرية مشتركة ضد المغرب و حفر لأنفاق مؤدية إلى ماوراء الحزام الأمني على شاكلة أنفاق حزب الله و حماس مع إسرائيل لكن لحسن الحظ أن يقظة الأجهزة الاستخباراتية المغربية نبهت دوائر القرار في المغرب إلى أن كل المؤشرات الأخيرة تشير إلى إحتمال توريط المرتزقة للمغرب في حرب سوف يكون مجبرا لخوضها دفاعا عن وحدة أراضيه و هو ما تعيه القيادة المغربية جيدا بل إنها إنكبت على التحضير له سياسيا و عسكريا فبحسب ما أوردته عدة منابر إعلامية مغربية فإن القيادة الجنوبية للجيش أعلنت النفير العام في القطاعات العسكرية المتاخمة للمنطقة العازلة و قامت بتوجيه جميع الصفقات العسكرية الأخيرة نحو مدن الصحراء إضافة إلى تعزيز التواجد العسكري للقوات المسلحة الملكية بالقواعد الخلفية بأعداد كبيرة من الجنود . كما أن الصفقات العسكرية الأخيرة عرفت تطور نوعيا يعكس الوعي الإستباقي لقيادة الجيش بالتحدي الأمني المطروح فبالإضافة إلى إقتنائها لدبابات متطورة و أجهزة ذاث تكنولوجيا عالية للرصد المبكر و ردارات متقدمة فقد تعاقد المغرب على طائرات عسكرية من جيل جديد تتميز بالتفوق الإستراتيجي و قاذفات قنابل و مروحيات مقاتلة و طائرات للإعتراض الجوي مما يوحي بأن التتسيق العملياتي بين القيادة السياسية و العسكرية لذى المغرب بلغ مرحلة كبيرة من الإستعداد للتدخل لأي طارئ و تحت أي ظرف كان وصل إلى حد تحضير الجيش لمناورات عسكرية كبيرة تحاكي عمليات تدخل قد يقبل عليها مستقبلا.هذا الحجم من الإستعداد و اليقظة التي لم ينفيا المجهودات السياسية الجبارة التي يبذلها المغرب على المستوى الديبلوماسي و الأممي و عمله الحثيث و الصادق على التوصل إلى حل سلمي يجنب المنطقة حربا هي في غنا عنها و لا تخدم سوى مصالح الغرب و هو ما دفع به مؤخرا إلى إطلاق قمرين صناعيين عملهما أمني إستخباراتي بإمتياز و يبقى من أهم الأهداف الإستراتيجية الكامنة وراء إطلاقهما هو قطع الطريق على جهات معينة داخل دوائر القرار الأممي و الدولي من التواطئ مع الميليشيات الإنفصالية لدفن المجهودات الديبلوماسية المغربية و إظهار خيار الحرب كبديل واقعي لتسوية النزاع .