منذ بداية الحراك والجماعة تعيش مسلسلا من الكذب الداخلي جوهره الأرقام، كم شارك في المسيرة مائة ألف ويقولون ذلك في وسائطهم الإعلامية وكذا في نشر الدعم والمساندة في الجزيرة
الأمر في البداية كان غير مثير للانتباه، لكن عندما نزل الناس من الصحافيين والمتتبعين المغاربة والأجانب لاحظ الجميع مسلسل الكذب والفضح في الأرقام، إذا كان الفضح يدخل في باب الدعاية لجلب الحصيص من الشعب وفاء لاستراتيجية كوبلز، وزير الدعاية في نظام هتلر فهو أمر مقبول، لكن الأخطر أن قيادة الجماعة التي لا تبرح بيوتها تتعامل مع الأرقام المعلنة بشكل وتوقي، تبني عليها حساباتها الاستراتيجية، واستراتيجية مبنية على النفخ لا تعطي إلا سوء التقدير الذي يولد الخيبة والصدمة وثقافة الانتحار والتقمار
فمن المسؤول؟ إنهم جيل من مسؤولي الجماعة المحليين الذين يتصورون أنهم إن أعطوا أرقاما حقيقية فإنهم ستتعرض صورهم للاهتزاز داخل الجماعة، ولهذا يتبارون في النفخ في الأرقام لأن الذي سوف يعطي رقما كبيرا سوف يظهر أنه الأقوى في تطبيق توجهات الجماعة الخاصة بتجنيد الشعب
الصدق هو الصدق، ومصداقية المؤسسات كل المؤسسات من صدق رجالها فكيف لإنسان تربى في مشروع مبني على الصدق، أن يخون صدقه الذي تربى عليه، ويعتبر أن الأمر عندما يتعلق بالكذب على الخصم فهو كاشير.
الخصم يعرف الحقيقة لأنها في الشارع، والصحافيون بعدما استهلكوا منتوج كوبلز في البداية بدءوا لا ينشرون إلا ما يحصون
تمرير الكذب يحتاج إلى امتدادات داخل الجسم الإعلامي، لهذا زرعت العدل والإحسان مجموعة من الصحافيين التابعين للجماعة في أكثر من منبر وخصوصا المنابر الكبرى حتى تمرر لغة الأرقام، والإشارات والاستخبار حول المجتمع السياسي ... تحت قبعة الصحافي فمن صحافيي الجماعة من له علاقات في الأوساط الأمنية، وغيرها من القطاعات الاستراتيجية، ولا يتوانى في أن يسوق نفسه على أنه صاحب المخزن، ولكنه لا يصحب إلا بلذاء المخزن، لأنه عندما تصل الأمور إلى الفرز كل واحد كيدفن اللي ليه كيف بغا.
قيادة العدل والإحسان ليست في حاجة إلى تجديد الوضوء بل إلى تجديد الخط السياسي الذي يعتبر المجتمع وإطاراته هدفا للاختراق والعدو حليفا إلى حين، لأنها استراتيجية نجحت مرة في إيران ولا يمكنها أن تنجح كل مرة، لأن لكل شعب قواه وخصوصيته، وخصوصية المغرب أن الشارع قد يجمع الصباغ والدباغ، ولكن كل واحد كيعرف بأن عدوه هو خوه في الحرفة، حرفة التغيير كل واحد واحسابو...
التصالح مع الذات بالنسبة إلى العدل والإحسان يبدأ من تصالح برنامجها مع محيطه، ثابته ومتحوله، وإعادة صياغة النظرة إلى أطراف المجتمع والبداية من الجامعة وشارع 20 فبراير، فما معنى أن تزرع الجماعة مستقلين مزيفين داخل المستقلين، والناس تعرف بعضها البعض في الأحياء والجامعات، وتعرف كل واحد وهواه، إنها فضيحة أخرى من فضائح استبلاد واحتقار المجتمع السياسي المغربي
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اخترقت عن طريق الاستمالة أطرا في اليسار الديمقراطي، الذين بلغت بهم بلادة العقم الجماهيري إلى درجة قبول الإملاء والسخرة لفائدة الجماعة بعيدا عن فضول أجهزتهم الحزبية كما هو حاصل مع أحد أبطال معركة كوكا الشهيرة في الدار البيضاء...