أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب حول اتفاقية الشراكة للفلاحة والصيد البحري لتقول للعالم بالواضح أن كل ما تُرَوِّجُ له البوليساريو وتنشره وسائل الصرف الصحي للدولة المافيوزية الجزائرية بأنه مجرد أكاذيب يلفقها البوليساريو لمفوضية الاتحاد الأوروبي ، وما هي هذه الأكاذيب ؟ كان البوليساريو يُرَوِّجُ بأنه " على مفوضية الاتحاد الأوروبي أن تَعْرِضَ على البوليساريو ( الممثل الشرعي الوحيد للأشباح ) في كل مراحل مفاوضاته مع المملكة المغربية نتائج المفاوضات حول اتفاقية الفلاحة أو الصيد البحري ليعطي البوليساريو موافقته أو رفضه حتى يتم تطبيقه أو رفض تطبيقه على الصحراء المغربية "... ( الله أكبر أصبحت شردمة المرتزقة تفرض على الاتحاد الأوروبي شروطها ومن ضمنها عرض مراحل التفاوض مع المغرب في كل شيء ، بمعنى أن البوليساريو ضَمِنَ اعتراف الاتحاد لأوروبي بكونه عنصرا مهما جدا جدا في كل عمليات التفاوض حتى على ما يجري داخل الصحراء المغربية !!!!!... لكن ماذا جرى هذه الأيام ؟
في الوقت الذي كانت ولا تزال تجري مفاوضات للشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية لم تعطي مفوضية الاتحاد الأوروبي أي قيمة ولا وجود للبوليساريو بل أغلقت الباب في وجهه أثناء مفاوضاته مع المغرب، وهي أكبر صفعة ( اعترف بها البوليساريو نفسه فيما سيأتي في البيان ) بل طعنة قاتلة في صميم قلب البوليساريو ومن معه ، وأبشع فضيحة لم يستطع البوليساريو الرد عليها لأنه ظهر للعالم وليس لإفريقيا وحدها بأن وجود البوليساريو هو مجرد أكذوبة وكل ما يُرَوِّج ُ له ليس سوى ركام من الأباطيل والأساطير والأكاذيب التي تتكسر على صخرة اسمها واقعية المملكة المغربية في علاقته مع الاتحاد الأوروبي ، وصدق أقواله وأفعاله حتى مع أعدائه ومنهم البوليساريو نفسه .
أولا : إليكم هذا الخبر الصاعقة التي نزلت على البوليساريو والمافيا الحاكمة في الجزائر :
سننقل الخبر حرفيا من خلال البيان الصادرعن وكالة الأنباء الصحراوية الرسمية ( وكالة البوليساريو )
بئر لحلو 16 يوليو 2018 (واص) ـ " أخذت جبهة البوليساريو عِلْماً بالقرار الذي اتخذه مجلس الاتحاد الأوروبي اليوم بالتوقيع على تعديل لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ، موجه للتطبيق على إقليم الصحراء الغربية ، معبرة عن إدانتها الشديدة لهذا القرار.
وأكد بيان للجبهة أنه "بعد صدور حكمي محكمة العدل الأوروبية لسنتي 2016 و2018 ، اعترفت أخيرا كافة الأطراف بسلطة وقوة قرارات المحكمة ، وأن أي اتفاق مبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا يمكن تطبيقه على إقليم الصحراء الغربية ، ولكي يتم تطبيقه على هذا الإقليم يلزم الحصول على موافقة ممثل الشعب الصحراوي جبهة البوليساريو ، وهو ما جعل هذه الأخيرة ومباشرة بعد صدور قرارات المحكمة تتوجه إلى القادة السياسيين الأوروبيين لإبرام مثل هذا الاتفاق.
وأكد البيان أن المفوضية الأوروبية التي فوضها المجلس ، رفضت أي اتصال مع الجبهة واقتصرت على الإحاطة بالمناورات أو المغالطات المغربية القوة العسكرية التي تحتل الإقليم. "
وبعد التباكي على ما حل بالبوليساريو من ظلم من طرف مجلس الاتحاد الأوروبي ينهي البوليساريو بيانه باتخاذ القرار التالي :
" وأكدت جبهة البوليساريو أنه "وعلى ضوء موقف المجلس هذا ، فقد طلبت من محاميها تقديم طعن أمام محكمة العدل الأوروبية للتعويض عن الأضرار التي لحقت بالشعب الصحراوي ، وبما أن الاتحاد الأوروبي يرفض أي حوار ، ولم يعد هناك أي داعي للانتظار ، فإن جبهة البوليساريو تطالب محاميها بالشروع في عمله بأقصى قدر من التصميم والصرامة ، وهذه الإجراءات قد تتوقف فور موافقة القادة الأوروبيين على تطبيق الحكم الصادر عن المحكمة في ديسمبر 2016 ، واستشارة وموافقة جبهة البوليساريو حول أي اتفاق يتعلق بالأراضي الصحراوية"
محاولة تحليل هذا الخبر / البيان :
1) البوليساريو يعترف صراحة في هذا البيان بأن ما يجري من تفاوض بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية هو " اتفاقيات شراكة " وليس اتفاقيات عادية ، والبوليساريو بجهله لا يفرق بين اتفاقية عادية واتفاقية شراكة ، فالشراكة معقدة ولا يمكن فسخها بسهولة ولو بحكم قضائي لأن إجراءات فسخ اتفاقية الشراكة معقدة جدا جدا وبنودها لا تبنى على الأهواء والأمزجة بل على دقة مصصوغات القوانين وليس التصاريح والقرارات المزاجية أو السياسوية ، فهي شراكة متبادلة بين الطرفين ، ولكل طرف الحق في مساءلة الطرف الآخر حول كل تقصير ، لذلك فالأوروبيون مُطْمئنون لأنهم يعلمون علم اليقين أن اتفاقية الشراكة تعطيهم الحق في معرفة مسار تنفيذ الجانب المالي من الشراكة ، والمملكة المغربية لا تتهرب من تنفيذ بنوذ الشراكة وخاصة ما يتعلق بتنفيذ الجانب التنموي في الصحراء المغربية بإشراك الممثلين الحقيقيين لساكنة الساقية والوادي ..( والله إن مدينة الداخلة في العمق الصحراوي المغربي أجمل وأروع بكثير من العاصمة الجزائرية فاسألوا من زارها عدة مرات في إطار منتدى كرانس مونتانا يا من لا يعرفه ) ....
2) تبخرت أكذوبة أن أي اتفاق مبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا يمكن تطبيقه على إقليم الصحراء الغربية حسب ادعاءات البوليساريو ، ولكي يتم تطبيقه على هذا الإقليم يلزم الحصول على موافقة جبهة البوليساريو ( يا سلام على الأكاذيب والأباطيل ) ... نسأل هؤلاء المشعوذين من البوليساريو : متى كان الاتحاد الأوروبي مُلْزَماً بالحصول على موافقة البوليساريو حتى يتم تطبيق أي اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي على الصحراء المغربية ؟ فالمغرب كلما فاوض أو يفاوض أو سيفاوض في المستقبل فهو يفاوض كدولة ذات سيادة من طنجة إلى لكويرة ، ولا يشاركه في سيادته تلك أية دولة أخرى ، فما بالك أن يشاركه في السيادة بيادق من البوليساريو ؟ إنها مهزلة واستغلال جهل كثير من الناس بتعقيدات قضية الصحراء المغربية التي يستغلها البوليساريو ويبني عليها الأكاذيب تلو الأكاذيب ...ولكن البوليساريو لا يراكم إلا الهزائم تلو الهزائم. ومن الأكيد أن تراكم الهزائم يُفْرِغُ هذه الجبهة من الداخل شيئا فشيئا حتى تصبح ذات يوم قريب مجرد هيكل أجوف أضاع عليه الشعب الجزائري ملايير الدولارات ذهبت إلى جيوب المجرمين من حكام الجزائر ومن مرتزقة البوليساريو أما أكذوبة ( الشعب الصحراوي ) فليس هناك شعب صحراوي ، هناك متشردون من الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي مع بعض الأفارقة الذين عَلِقُوا في الصحراء .
3) تعلن البوليساريو بغيظ وحنق أنها أخذت عِلْماً بالقرار ( وتعبير أنها أخذتِ عِلْماً بالقرار يدل على أنها علمت بالقرار وهي مكثوفة الأيادي ، وفي وضعية لا ولن تستطيع التحرك ولن تستطيع فعل أي شيء والمغرب يتحرك بحرية بل و يفرض على الاتحاد الأوروبي شروطه وهو ما نتج عنه ما علمتْ به البوليساريو من قرار اتخذه مجلس الاتحاد الأوروبي اليوم وهي مَشْدُوهَةٌ مُسْتَغْرٍبَةٌ أن كل الأمور تسير عكس ما تُرَوِّجُ له هي وحليفها الفاشل . ( وقد يكون هذا الاندهاش من طرف الجزائر والبوليساريو مجرد مسرحية لأنهم يعرفون أولا أنهم يكذبون على الشعب الجزائري ويعرفون نتائج المفاوضات مُسبقا ، وذلك الاندهاش ما هو إلا رسالة موجهة للمغفلين من مساجين مخيمات الذل بتندف وبعض الشياتة الجزائريين ) ....
4) يعلن البوليساريو بنفسه أن المغرب والاتحاد الأوروبي قد وقَّعَا على ( تعديل ) اتفاق للشراكة ، وهذه الشراكة كانت وسوف تبقى بين الاتحاد الأوروبي والمغرب إلى ما شاء الله ، وهو اعتراف من البوليساريو بأن المغرب والاتحاد الأوروروبي لن تستطيع قوة ( عسكرية أو قانونية ) أن تقف في وجه مفاوضاتهم حول مصالحهم الاستراتيجية العليا حتى ولو كانت محكمة العدل الدولية ، فاستعدوا أيها البوليساريو لإظهار الإشهار المبتذل المعروف وهو التهديد برفع السلاح للمرة الألف بعد المليون ...
5) والتعديل المذكور أعلاه : هو قلب الطاولة على البوليساريو ومن معه بحيث تم إخضاع الاتحاد الأوروبي للخط الأحمر الذي وضعه المغرب قبل بدء هذه المفاوضات الأخيرة لتعديل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية وهو :" إن المغرب يرفض التوقيع على أي اتفاقية لا تتضمن صراحة أنها تشمل صحراءه المغربية "
6) ويتضمن بيان البوليساريو بكل حرقة التعبير ، بل تصوير الجنجر الذي غرزه الاتحاد الأوروبي في صميم قلب البوليساريو ومن معه ألا وهو التنصيص صراحة على أن تعديل الاتفاق القديم " مُوَجَّهٌ للتطبيق على إقليم الصحراء الغربية " هكذا هو منصوص عليه حرفيا ... أليس ذلك اعترافا بسيادة المغرب على صحرائه الغربية المغربية ؟
لم يبق للبوليساريو غير التعبير عن إدانته الشديدة لهذا القرار. وماذا نفعتها مئات الألاف من التنديدات بالانتصارات التي حققها المغرب ولا يزال يحققها ؟ فمزيدا من الانتصارات للمغرب ولتذهب تنديدات البوليساريو أدراج الرياح كما ذهبت بناتُ عَمِّهَا طيلة 43 سنة ( قرابة نصف قرن من الذل والمهانة ) ...
لا بد من تذكير البوليساريو من الطعنة التي تلقاها من محكمة العدل الأوروبية والتي ضربت قرار محكمة الاتحاد الأوروبي في الصفر حينما أكدت محكمة العدل الأوروبية " على عدم توفر جبهة البوليساريو على الصفة والأهلية القانونية التي تخولها الطعن في قرار مجلس الاتحاد الأوروبي." فالبوليساريو ليست له لا الصفة ولا الأهلية القانونية التي تخول له الطعن في قرار مجلس الاتحاد الأوروبي ( وهذا المجلس هو الذي أنكر وجود البوليساريو وأثبت أن البوليساريو كان يكذب على الناس حينما كان يردد " ضرورة عرض نتائج المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوروبي على البوليساريو ، وهذا الاتفاق الأخير أكد بما لايدع مجالا للشك أن الاتحاد الأوروبي لا يعتبر أن البوليساريو هو الممثل الوحيد لساكنة الصحراء المغربية لذلك فهو يفاوض الممثلين الحقيقيين للشعب المغربي من طنجة إلى لكويرة ، ولا فرق في ذلك بين أمازيغي أو عربي أو إفريقي أو أندلسي أو حساني أو يهودي مغربي الأصل ...
ثانيا : قصص البوليساريو مع محاكم الدنيا :
ليست هذه هي آخر انتكاسة للبوليساريو مع محكمة العدل الأوروبية أو مفوضية الاتحاد الأوروبي بل كانت البوليساريو تتلقى الصفعات تلو الصفعات من هنا وهناك ، وكلما تلقت انتكاسة أو هزيمة منكرة كانت تعمد إلى تشغيل أسطوانة العودة إلى رفع السلاح وإعلان الحرب على المغرب ( وكأنها ترعب الأرانب ) ، ولما تكسرت هذه الأسطوانة وأصبحت في خبر كان ولا قيمة لها واستنفذت مدة صلاحيتها ، من هنا أفتى عليهم عناصر المافيا الحاكمة في الجزائر أن يلتجئ البوليساريو إلى المحاكم في كل أنحاء العالم لأن تهديد البوليساريو كل مرة بحمل السلاح ليس لعبة صبيان مثل الصبي الجزائري السفيه عبد القادر مساهل وأخوه جمال ولد عباس الذي قال بلا خجل بأن الجزائر أفضل من السويد والدانمارك والنرويج !!!!
وهكذا جربت البوليساريو أول دعوى قضائية لها مع المغرب خارج الاتحاد الأوروبي برفع طلب للقضاء بدولة جنوب إفريقيا من أجل حجز سفينة محملة بفوسفاط مغربي في إحدى موانئ جنوب إفريقيا ، وإذا قلنا جنوب إفريقيا فكأننا نقول " الجزائر " وبلا مبالغة .... لكن المفاجأة وهي أنه لما حكمت محكمة بجنوب إفريقيا بحجز سفينة محملة بالفوسفاط المغربي بميناء بورت إليزابيت ، في نفس الفترة رفض القضاء البنامي ( لدولة بنما ) دعوى بحجز سفينة أخرى محملة بالفوسفاط المغربي أيضا ، لم يفهم البوليساريو الدرس : إذ كيف لمحكمة تقبل حجز سفينة محملة بالفوسفاط المغربي ومحكمة أخرى ترفض نفس الدعوى لنفس القضية وهي سفينة محملة بفوسفاط مغربي أيضا ؟ وبين القضيتين معا علاقة واحدة ، لكن وكيف يختلف قرار محكمة جنوب إفريقيا التي قبلت الدعوى وحكمت لصالح البوليساريو بينما ترفض محمكة بانامية الدعوى لنفس السبب ؟
حينما استبدل البوليساريو صُرَاخَهُ وشطحاته بالعودة للسلاح و استبدلها بالمحاكم والدعاوي ضد المغرب فإن 99,99 % من هذه الدعاوى ترمى في سلة المهملات لأن رافعي هذه الدعاوي ليست لهم الصفة والأهلية القانونية التي تخول لهم رفع الدعاوي في العالم كله على دولة عضو في الأمم المتحدة من طرف جماعة لا تحمل أي صفة ، وإلا فسيقع العالم كله في فوضى لا نهاية لها ، فكل فئة اجتماعية لم ترض بأحوالها في بلدها يمكن أن ترفع دعوى على بلدها ( مثلا فئات عريضة جدا من الشعب الجزائري لا ترضى بظروف أحوالها المعيشية في الجزائر فهل لها الصفة القانونية لرفع الدعاوي خارج البلاد على حكام الجزائر ؟ ) لا تقبل الدعوى عند دولة أخرى إلا إذا كانت هذه الأخيرة متورطة مع المافيا الحاكمة في الجزائر في بِرْكَةِ البوليساريو العفنة بالفساد...
ثالثا : قصة البوليساريو مع القضاء في جنوب إفريقيا وبنما :
إذا عدنا لقضية السفينتين المحملتين بالفوسفاط المغربي اللتين قدمت البوليساريو دعاوي ضدها على اعتبار أن المغرب يستغل ثروات لا يملكها حسب القانون الدولي ، فقد فشل القضاء في جنوب إفريقيا بحركاته السياسوية البهلوانية التي جعلته أضحوكة العالم لأنه سار وراء تخاريف دولة الجزائر المافيوزية التي وسوست لجنوب إفريقيا بأن تصادر باخرة الفوسفاط المغربي بميناء بورت إليزابيت بجنوب إفريقيا ، وبعد سنة وجد القضاء الجنوب إفريقي نفسه قد تورط في قضية مفبركة بخيوط العنكبوت فقرر فسقط في عيون العقلاء ، وللخروج من هذه الورطة المُخْزِية عرض هذا القضاء الجنوب الإفريقي البئيس الفوسفاط المغربي المحجوز لديها للبيع في المزاد العلني ، لكن الصدمة الكبرى التي تلقاها القضاء الجنوب إفريقي ومن ورائه النظام الحاكم في جنوب إفريقيا وكذلك حكام الجزائر أن لا أحد من الذين يهتمون بالفوسفاط في العالم قد تقدم لشراء هذا الفوسفاط ولو بسنتيم واحد ( قيمة الحمولة الحقيقية تفوق 50 مليون دولار ) لأنهم جميعا يعرفون جيدا أن ذلك الفوسفاط مسروق من مالكه الأصلي وهو المغرب ، ويعتبرون القضية برمتها عملية قرصنة دولية قامت بها سلطات جنوب إفريقيا بإيعازٍ من دولة الجزائر المافيوزية حيث لم يتجرأ أي أحد من المهتمين بالفوسفاط بذلك لأنه يدرك جيدا أنه سيشتري بضاعة مسروقة ، فحتى جنوب إفريقيا والجزائر لم يتجرآ على شراء ذلك الفوسفاط ولو بسنتيم واحد ، ويعلمون أنها مغامرة لصوص دَبَّرُوهَا بِلَيْلٍ، وقد كان القضاء البانامي أذكى منهم حينما أدار ظهره لعملية القرصنة تلك لأن دولة بنما لها خبرة في القانون البحري الدولي بسبب وجود قناة دولية بها ، ورفض قضاؤها قبول الدعوى لأنه فوسفاط مسروق من المياه الدولية .
وكما دبروا المؤامرة بليل ( المافية الجزائرية الحاكمة + دولة جنوب إفريقيا ) ، فقد اختفت تلك السفينة المحملة بالفوسفاط المغربي ذات ليلة عائدة إلى المغرب بصمت ، وبما أن المملكة المغربية كانت تهدف إلى العودة للاتحاد الافريقي في تلك الفترة فقد سكتت هي أيضا عن هذه الفضيحة المجلجلة حتى لا تحرج جنوب إفريقيا خاصة وأن رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي في ذلك الوقت كانت هي دولاميني زوما من جنوب إفريقيا ، فسكت الجميع عن الجميع . .. ليس في كل محكمة قضاة وليس كل القضاة في أي محكمة ملائكة بل كما تشترى البهائم تشترى ضمائر القضاة مثل قضاة جنوب إفريقيا ....
رابعا : صفعة الاتحاد الأوروبي للبوليساريو على مسمع ومرأى محكمة الاتحاد الأوروبي :
وهذه قصة البوليساريو مع محكمة الاتحاد الأوروبي الذي اعتبرها البوليساريو مافيا جزائرية أخرى وجنوب إفريقيا أخرى وجماعة مُغَفَّلَةً أخرى ، فابتداءا من بعد ظهر يوم الإثنين 16 جويلية 2018 بدأت تطالعنا أخبار صحافة الصرف الصحي العفنة سواءا لدولة الجزائر المافيوزية أو لجبهة البوليساريو ،وكلها تدين توقيع مجلس الاتحاد الأوروبي في اليوم المذكور أعلاه على تعديل اتفاق الشراكة بين الاتحاد والمغرب وذلك على مرأى ومسمع المحكمة الأوروبية التي يتشدق الطرفان المذكوران بإنجازاتها التي تطعن في الوجود المغربي في الصحراء المغربية ، لكن هذه المحكمة الأوروبية لا تذكر في أحكامها أن هناك جماعة بشرية أخرى – غير المملكة المغربية - لها الحق في منازعة المغرب في استغلال الموارد الطبيعية لهذين الإقليمين ( الساقية الحمراء ووادي الذهب ) لذلك فالأمر قد اختلط على البوليساريو :هناك فرق كبير بأن تقول المحكمة بأنه ليس للمغرب الحق في استغلال ثروات الصحراء الغربية وأن هناك شعب اسمه الشعب الصحراوي هو الذي له الحق في استغلال هذه الثروات !!!! فالمحكمة الأوروبية لم تقل بذلك قط في الحكمين معا ، بل كانت تقف عند ما يلي : " ليس للمغرب الحق أن يستغل ثروات المنطقة المسماة الصحراء الغربية " وتسكت ، وكأن المحكمة تعطي رأيا استشاريا لا تذكر حتى أصل النزاع وحيثياته لأنها لو دخلت لتلك المتاهة لخرجت بحكم يقضي " بأن يبقى الوضع على ما هو عليه " لكنها وهروبا من ( صداع الراس ) سكتت عن أصل النزاع وحيثياته وألقت للبوليساريو والجزائر قطعا من عظام الكلاب يقضقضونها ويتلهون بها إلى أجل غير مسمى ، أما الاتحاد الأوروبي فله من الاختصاصيين في القانون الدولي ما يخرجه من عين الإبرة ، من هنا نجد الاعتراف الصريح للبوليساريو وهو يندد و يدين توقيع مجلس الاتحاد الأوروبي على تعديل اتفاق الشراكة بين الاتحاد والمغرب وذلك على مرأى ومسمع المحكمة الأوروبية ، أي يعترف أنه لم يدرك معنى ومنطوق حكم محكمة الاتحاد الأوروبي ، كيف يعترف من خلال الإدانة والتنديد ؟ يقول البوليساريو بعظمة لسانه " أن المفوضية الأوروبية أثناء مفاوضاتها مع المغرب كانت تكتفي فقط بتبليغ البوليساريو بنتائج مفاوضاته مع المغرب ولا تعيره هو أي اهتمام ، وكلما حاولت البوليساريو الاتصال بالمفوضية للرد أو التعليق على سير هذه المفاوضات كانت تجد الأبواب موصدة في وجهها ولا يعيرها أي أحد أي اعتبار أي كانت المفوضية الأوروبية ترفض أي اتصال مع الجبهة ، وتقتصر على إخبارها بما يجري فقط " .... وتقول الجبهة : " إن الاتحاد الأوروبي يدير ظهره للعدالة من أجل حماية المصالح السياسية والمالية على المدى القريب " ... طبعا أيها الأغبياء ، ليس العيب في الآخرين بل العيب في جهلكم يا حثالة الانفصاليين ...
خامسا :الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالبوليساريو ممثلا وحيدا لساكنة الساقية الحمراء ووادي الذهب :
ما يجمع الاتحاد الأوروبي والمغرب هو الوضوح الصارم ، فإن كل اتفاق أوروبي مع المغرب يذكرون فيه الصحراء المغربية إلا ويضع الأوروبيون شروطا واضحة تتمثل في مدى استفادة ساكنة الصحراء المغربية من هذه الاتفاقيات والمغرب يرد وبنفس الوضوح بأنه يقبل ذلك ولا يعمل إلا على تنمية أقاليمه الجنوبية لتلحق بأقاليمه الشمالية ، لأن الحالة التي تركها عليها الاستعمار الاسباني حالة مزرية ، أما الجزائر والبوليساريو فيسعون أن تبقى الصحراء كما بقيت الجزائر منذ الاستقلال خرابا يبابا إلى يوم القيامة رغم 56 سنة من حصد آلاف ملايير الملايير ولا يزال الناس في غرداية يموتون بحسرة معيشتهم في الظلام والغاز تحت أقدامهم ، إنه الدرس المغربي الأوروبي ويعني ذلك بالواضح أن الأوروبيين يسعون والمغرب يقبل بصدر رحب الدفع بعجلة التنمية الاجتماعية في المناطق الجنوبية للمملكة بل وتسريع وثيرتها حتى تظهر نتائج الخيرات الصحراوية التي يستغلها الاتحاد الأوروبي ، بل وأن تظهر بسرعة وجلاء على مستوى تنمية المنطقة ومعيشة ساكنتها ، وهذا مبرر واضح وصريح على إغفال البوليساريو لأن الصحراوي أصبح عند الأوروبيين هو الذي يعيش في الساقية الحمراء ووادي الذهب ، والأوروبيون يرون بأم أعينهم ما يُنْجَزُ هناك وما لا ينجز أي يعقدون اتفاقيات تدخل فيها الصحراء المغربية لكن تحت مراقبة صارمة للاتحاد الأوروبي ، وعليه فالأوربيون يكتفون بإخبار البوليساريو بنتائج المفاوضات سواءا الفلاحية أو الصيد البحري ، ويكتفون – وكما قال البوليساريو نفسه – " نحن نأخذ علما بذلك فقط والأبواب مغلقة أمامنا سواءا للرد أو التعليق على أي بند من بنود الاتفاق "... وهذا موقف من الاتحاد الأوروبي لا يفهمه المُغفلون أمثال البوليساريو ، فكأن الاتحاد الأوروبي يقول للبوليساريو : " نحن سنعمل على تنمية أراضٍ نعرفها ونعرف أهلها وساكنتها وندخلها ونراقب ما ينجز فيها مما نعطيه للدولة المغربية ، أما أن نتحدث مع جماعة هُلامِية لا نعرف لها أصلا ولا فصلا ولا فضاءا محددا ، ولا نعرف عددها ، ولا نعرف لها جنسية معينة بل هي فئة بشرية محاصرة في مخيمات تندوف قد فَرَّ منها الأغلبية الساحقة وتعمل الجزائر على إعادة توطينها بالماليين والنجيريين ومشردي موريتانيا والجزائر ، فهذا غير ممكن ، نحن نعطي المال لمن هو ثابت في مكان معين يمكن مراقبته ومتابعة تنميته بشريا وعمرانيا لا أن نعطي أموالا نجهل مصيرها ولا أين ستصرف وفي ماذا ستصرف ....
عود على بدء:
إن الاتحاد الأوروبي يتحرك ببطء للاعتراف بالممثل الشرعي الحقيقي و الوحيد وهم السكان القاطنون في الساقية الحمراء ووادي الذهب أي في المحافظتين الجنوبيتين للمملكة المغربية فقط دون غيرهم أما البوليساريو فمصيره أن يبقى صفرا على اليسار ، وإذا عدنا إلى هرطقة البوليساريو بعد صدور حكمي محكمة العدل الأوروبية لسنتي 2016 و2018 نجد البوليساريو يتبجح بكون المحكمة الأوروبية - حسب رأي وقراءة البوليساريو المنشور في وكالتهم الرسمية - الذي يقول بكون المحكمة الأوروبية: " تعتبر أن أي اتفاق مبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا يمكن تطبيقه على إقليم الصحراء الغربية ، ولكي يتم تطبيقه على هذا الإقليم يلزم الحصول على موافقة ممثل ( الشعب الهُلامي لأشباح جبهة البوليساريو) ، وهو ما جعل هذه الأخيرة ومباشرة بعد صدور قرارات المحكمة تتوجه إلى القادة السياسيين الأوروبيين لإبرام مثل هذا الاتفاق." انتهى رأي البوليساريو المنشور في وكالتهم الرسمية ليوم 16 جويلية 2018 ... السؤال هو لماذا أغلق الاتحاد الأوروبي جميع الأبواب على البواليساريو أثناء المفاوضات مع المغرب ؟ الجواب هو أن الاتحاد الاوروبي لا يعتبر البوليساريو هو الممثل الوحيد لساكنة الجنوب المغربي وكفى .
لقد أدرك الأوروربيون أن أي اتصال بالبوليساريو سيكون عنصر تشويش على سير المفاوضات مع المغرب ذي المصداقية و اكتفوا فقط بتبليغ البوليساريو بمسار تلك الفاوضات مع المغرب مع الحرص الشديد على عدم الإنصات إلى البوليساريو ، وكأن الاتحاد الأوروبي يعلنها صراحة :" هاهي الصحراء المغربية تسير بثبات ورصانة وأمن واطمئنان نحو التنمية وعلى يد أهلها وساكنتها من المنتخبين حسب الجهات ، فمن أراد من المنتسبين حقيقة لهذه المنطقة أن يلتحق بها فَـبِهَا وَنِعْمَتْ ، ومن أراد أن يستمر في الخوض في تخاريف وخزعبلات سبعينات القرن الماضي فإننا كأوروبيين لا يمكن أن نسقط في فخ التدليس والمؤامرات والدسائس التي تقودها دولة مافيوزية ظهرت للعيان وبالبراهين والحجج ( 702 كلغ من الكوكايين تصل من البرازيل إلى ميناء وهرا ن ) و ( 1500 كلغ من الكوكايين تدخل من الجزائر إلى المغرب بسرعة قياسية أي أقل من أسبوعين على فضيحة 702 كلغ الموجهة لوهران ) يقول الخبر عن مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر : " استطاعت عناصر التدخل السريع مشاة ( المغربية ) التابعة للواء العسكري "تشلا"، تمكنت من إلقاء القبض على ثلاث جنود ينتمون للميلشيا العسكرية للبوليساريو المرابطة بتيندوف وبحوزتهم 1500 كلغ من الكوكايين " ....
إنه الدرس الأوروبي للدولة المافيوزية الجزائرية الذي يؤكد أن مصلحة شعوب أوروبا الذي يبلغ أكثر من نصف مليار نسمة فوق مصلحة لوبيات تشترونها وتبيعكم الأوهام ...إن القيل والقال في كل ما هو ضد مصلحة الشعوب الأوروبية مجموعة يعتبر لغوا لا قيمة له وعلى رأسه قاذورات التفرقة والتشتت ونشر الكراهية والدعوات الانفصالية التي تعيش بها الدولة المافيوزية الجزائرية وتعتقد أن في تفرقة الشعوب المحيطة بها قوة لها بل إنها نقطة ضعفها هي قبل غيرها ...
كنت سأختم بدعوة المساهل للتفكير في فلسفة الوحدة الأوروبية لكنني تذكرت أنني سأخاطب مخلوقا بِدَائيا لا يزال يمضغ الشمة ويستنشق النشوق وتلك مكونات عقلٍ أَوْصَلَ الشعب الجزائري إلى الحضيض السياسي والاقتصادي والاجتماعي ...
فهل ستعود البوليساريو إلى حمل السلاح ؟
هل ظروف الشعب الجزائري تسمح له بأن يعيش فظائع الحرب زيادة على مصائب المعيشة التي لا تزداد إلا تفاقما واختناقا ؟
هل سُدَّتْ في وجه المافيا الحاكمة في الجزائر كل السبل وعلينا أن ننتظر منها مفاجأة بحجم 702 كلغ من الكوكايين ؟
وما رأي البوليساريو والمافيا الحاكمة في الجزائر في سياسة أروقة المحاكم والدعاوي ؟
وهل سيقبل ساكنة مخيمات العار بتندوف بتمطيط معاناتهم بعد أن جربوا التهديد بالسلاح والتهديد بالمحاكم ؟؟
وإلى محكمة ( بايخة ) أخرى ....
سمير كرم