أيها المناضلون الأحرار : هذه فرصتكم لتصحيح تاريخ الجزائر المزور :
من الغريب أن أسمع بعض المناضلين من ثوار 22 فيفريي 2019 يقول بأن عُـمُرَ هذا ( النظام ) هو 20 سنة فقط لا غير ، وهذا غير صحيح نهائيا ومن يقول بذلك فهو يجهل أو يتجاهل حقيقة تاريخ هذه السلطة التي كانت تحكم البلاد وهي اليوم تحتضر تحت ضربات الشعب الجزائري بمظاهرات سلمية ومسالمة ، فعلى الشعب الجزائري أولا أن يَتَخَلَّصَ من التاريخ المزور الذي كتبته لهم عصابة بومدين وتعمدت أن تحشر أدمغة الشعب الجزائري بأكاذيبها التي لا علاقة لها بحقيقة تاريخ الشعب الجزائري ، فقد غرق الشعب الجزائري في تاريخ مزور طيلة 61 سنة وهو التاريخ الحقيقي لعمر هذا النظام وليس 20 سنة فقط .....بركات بركاتمن تزكية التاريخ المزور للجزائر ، حان الوقت لمعرفة التاريخ الحقيقي لبلادنا خاصة ما جرى خلال ثماني سنوات من ثورة فاتح نوفمبر 1954 وما بعدها ، عشنا تاريخا صنعته عصابة بومدين ولقنته لعدة أجيال من أبنائنا وهو كله تزييف وتزوير وأكاذيب تخدم استراتيجيةهذه العصابة الحاكمة ... وهذه الاستراتيجية تنقسم إلى هدفين : الهدف الأول: السطو على السلطة . الهدف الثاني : العمل بجميع الوسائل بما فيها ذبح الشعب وتقتيله من أجل الخلود اللانهائي على رأس هذه السلطة . فكان لهذه السلطة ما أرادت حيث بدأت بسرقة ثورة الشعب الجزائري وسرقة تاريخه المجيد وتاريخ الشهداء الأبرار ليتفرغوا – بعد ذلك - لسرقة كل خيرات الشعب الجزائري وثرواته ، لقد تسلطت عصابة بومدين على الشعب الجزائري وتواطأت مع المستعمر لتعويض مستعمر أجنبي بمستعمر محلي .. هذا المستعمر المحلييخدم مصالح المستعمر الأجنبي على حساب الشعب الجزائري برمته ...
1) استطاع بومدين أن يصنع قطيعا من البشر يبلعون أكاذيبه وتخاريفه بسهولة طيلة 61 سنة :
في إطار تنفيذ استراتيجية الخلود في السلطة نجحت عصابة بومدين في العمل على زرع ( القحط الفكري ) في عمق أعماق أدمغة الشعب الجزائري عموما لعقود طويلة ، كما نحجت تلك العصابة وخاصة في زمن المجرم الأكبر بومدين في صناعة رأي لدى الشعب جعل من الجزائريين قطيعا من البشر مشلول التفكير لا يعرف شيئا اسمه ( المنهج النقدي في التفكير ) بل كان شعبا هو عبارة عن صدى لأكاذيب بومدين وتخاريف ديماغوجيته الشعبوية ، صنعت عصابة بومدين شعبا يقدس تخاريف بومدين ، ومما يَحِـزُّ في النفس أن بعض الذين عاصروا بومدين لا يزالون لحد الآن ونحن في عز ثورة 22 فيفريي 2019 يعتبرون بومدين هو الرجل الذي صنع دولة الجزائر !!!! والذين يقولون مثل هذا الكلام فهم يهينون42 مليون جزائري وجزائرية حتى وهم يشاهدون دلائل قاطعة على أنه بسبب تسلط عصابة بومدين على الشعب الجزائري وصلت الجزائر إلى أسفل سافلين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بسبب أن الشعب كان تحت تأثير مخدرات بومدين الديماغوجية لأنه استغل الظروف الإقليمية والعربية وعرف كيف يضحك على الشعب الجزائري برمته هو ومن جاء بعده من عصابته ، كما استطاع أن يصنع من هذا الشعب كتلة من البشر مسلوبة الإرادة و تَـبْـلَعُ أكاذيبَه وتخاريفه وأكاذيب وتخاريف من جاء بعده دون أن تُـمَـرِّرَهَا على مِصْفَاة العقل النقدي ، لأن بومدين كان قد عمل بنجاح على تدمير العقل النقدي لدى الشعب الجزائري الخارج توّاً من حرب مع المستعمر ، لدرجة أن هذا الشعب لم يقف لحظة واحدة للتفكير في كيف ولماذا استفاد الجزائريون من المنحة المسمومة التي قدمها لهم الجنرال دوغول تحت شعار ( تقرير مصير الشعب الجزائري ) وهي كما قلنا وأعدنا عبارة عن مؤامرة على الشعب الجزائري دبرتها عصابة بومدين مع الجنرال دوغول ، لقد كان هذا الأخير يريد أن يتفرغ لبناء فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية ، كان دوغول فرنسيا وطنيا شوفينيا خدم بلاده بجد واجتهاد حيث لا تزال كثير من أعماله وقوانينه التي أسس بها وعليها الجمهورية الفرنسية الخامسة لا تزال مرجعا لدى كل الرؤساء الفرنسيين الذين تعاقبوا على حكم فرنسا بعده وإلى الآن ، لقد كان دوغول في درجة لا تقل عن درجة نابليون بونابارت صانع الدولة الفرنسية الحديثة ، لقد كانت حرب فرنسا مع الجزائر حجرة شديدة الصلابة في وجه تنفيذ مخططات الجنرال دوغول لبناء دولته فرنسا ، لكن الجنرال دوغول كان من الدهاء والمكر بحيث التجأ إلى عصابة بومدين التي كان يعرف أنها مؤهلة لخيانة ثورة فاتح نوفمبر 1954 التي استشهد من أجلها الملايين والتي قدمتْ له الدليل على أنها معه لتحقيق هدفه وهو خنق ثورة فاتح نوفمبر 1954 قبل أن تحقق كامل أهدافها التي وضعها الشعب الجزائري ، وكان الدليل الذي قدمته عصابة بومدين للجنرال دوغول على استعدادها للتواطؤ معه ضد إرادة الشعب الجزائري هو الانقلاب العسكري على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس يوم 15 جويلية 1961 حتى يطمئن دوغول بأن السلطة قد انتقلت إلى عصابةبومدين الخائنة للثورة ... وقد شاء رب العالمين أن نعيش حتى نرى بأم أعيننا هذه الحقيقة ( حقيقة تواطؤ عصابة بومدين مع الجنرال دوغول لتمرير أكذوبة استقلال الجزائر المزيف في جويلية 1962 )... لقد شاهدنا بأم أعيننا كيف استطاعت عصابة بومدين أن تتمسك بالسلطة وتعض عليها بالنواجد حتى ولو قتلوا من أجلها 250 ألف جزائري وأكثر من 50 ألف مفقود ، نعم تمسكت عصابة بومدين بالسلطة في الجزائر باستعمال جميع الوسائل ومنها القتل الأعمى ...وحتى ولو وصل الحال بالرئيس الجزائري أن يكون مشلولا فاقد الوعي ( بوتفليقة) ومحاطا برجال يفتخرون بكونهم رجال المهام القذرة ( أو يحيى مثلا ) الذي قالها بنفسه ...
قلنا كان بومدين قد عمل بنجاح على استعمال كل الوسائل لخلود عصابته في السلطة ( التي يحاول الشعب الجزائري اليوم ونحن في 2019 أن يقتلعها من الجذور ) ومن تلك الأساليب التي نجح فيها بومدين وعصابته هي تدمير العقل النقدي لدى الشعب الجزائري الخارج توا من حرب مع المستعمر لدرجة أن هذا الشعب لم يقف لحظة للتفكير في كيفية استفادة الجزائريين من المنحة التي قدمها لهم الجنرال دوغول والمسماة ( تقرير مصير الشعب الجزائري ) ، كذلك لم يستطع الشعب أن يفكر كيف استطاع بومدين اغتيال كثير من رفاقه ، ولماذا ؟ طبعا لأنهم فَـطِـنُوا لخيانة عصابة بومدين لمبادئ ثورة نوفمبر 1954 ، وأدركوا أن عصابة بومدين قد اغتصبت السلطة اغتصابا ولم يقبلوا اختيار حكم الفرد الدكتاتوري لبومدين ،ولم يقبلوا أن يكونوا أفرادا في قطيع من البشر المسلوب المخ والإرادة ، ونذكر من الذين اغتالهم بومدين أو عصابته من بعده :
محمد شعباني : الذي تم إعدامه من طرف عصابة بومدين في 3 سبتمبر 1963 بدعوى التمرد على السلطة ونشر الفتنة بين أفراد الجيش الجزائري .
محمد خيضر: كثير من الجزائريين لا يعرفون أن المجاهد محمد خيضر مدفون في المغرب بعد أن اغتالته عصابة بومدين في مدريد عام 1967 بحجة أنه سرق أموال الثورة ، وهذه أكاذيب لأن المرحوم محمد خيضر ما فتئ يؤكد طيلة حياته أنه لن يدفع أموال الثورة لعصابة بومدين التي سرقت الثورة الجزائرية ، والدليل على ذلك أنه بموت بومدين اعتقدت عائلة المرحوم محمد خيضر أن استبداد بومدين قد انتهى بموته وأعادت تلك الأموال كلها للشادلي بن جديد معتقدة بحسن نية أن الجزائر قد تخلصت من حكم الاستبداد بموت بومدين لكن مع الأسف لم تكن تدري عائلة محمد خيضر أن عصابة بومدين تعض على السلطة في الجزائر بالنواجد واليوم ها هي تحتضر أمام تصميم الشعب أن ( يرحلو كاملين) في مظاهرات الشعب الجزائري منذ قيام ثورة 22 فيفريي 2019.
كريم بلقاسم: تم اغتياله في مدينة فرانكفورت يوم 18 أكتوبر 1970 ، كان رحمه الله من أكبر المعارضين لعصابة بومدين بعد أن أدرك أن هذه العصابة قد خانت ثورة نوقمبر 1954 وخنقتها بالتآمر مع الجنرال دوغول ، وأصبح من كبار معارضي هذه العصابة واتهمها باختطاف حرية الشعب وأسر القادة الفعليين المدافعين عن الديمقراطية للدولة الوليدة .
محمد خميستي : اغتالته عصابة بومدين بعد أن بدا منه عدم الرضى على النهج السياسي الذي اختارته عصابة بومدين فقرروا اغتياله يوم 4 ماي 1963 ، وعندما تم ضبط قاتله وُجِدَ هذه الأخير مشنوقا في زنزانته حتى تكتمل عناصر الجريمة وتبقى لغزا إلى اليوم .
هذه نماذج من اغتيالات العصابة التي كانت ولا تزال تحكم الجزائر بالحديد والنار ، وقد كانت العصابة التي تقرر في تصفية المعارضين لها هدف استراتيجي وهو الخلود في السلطة والعمل على تخريب الجزائر وتشريد الشعب الجزائري بأي ثمن إلى أن بلغ السيل الزبى فكانت ثورة 22 فيفريي 2019 .
محمد بوضياف :الرجل النقي الطاهر الذي خرج من بين مخالب هذه العصابة ، وكان أول من أعطى الدليل على اختلافه مع هذه العصابة التي استولت على الحكم وتستعد لحكم البلاد بالحزب الوحيد وهو ( الآفة الآن ) ( FLN) وأسس حزبا مستقلا عن ( FLN) بعد شهرين فقط من الاستقلال المزور أي في شهر سبتمبر وكان يسمى ( حزب الثورة الاشتراكية ) وبعده بسنة كاملة أي في سبتمبر 1963 أسس المرحوم الحسين آيت أحمد حزب ( جبهة القوى الاشتراكية ) ... لكن عصابة بومدين لم تغفر للمرحوم محمد بوضياف زلته تلك وعملت على استدعائه من منفاه الاختياري بالمغرب في عز بداية العشرية السوداء أي في 16 يناير 1992 وعملوا على تنصيبه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة مدة ستة أشهر فقط ليتم اغتياله بدم بارد في مدينة عنابة يوم 29 جوان 1992 أمام شاشات العالم كرسالة من عصابة بومدين بأنهم لن يتركوا من يخرج عن طاعتهم أبدا ...
2) فهل يستعيد الشعب الجزائري كرامته التي كان يتمتع بها قبيل قيام ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ؟
كان الجزائريون قبيل ثورة الفاتح نوفمبر 1954 شعبا واحدا موحدا ، له هدف واحد هو تحرير البلاد من المستعمر ، و في 19 سبتمبر 1958 اختار الشعب الجزائري بواسطة قرار للمجلس الوطني للثورة الجزائرية ، اختار حكومة مدنية مؤقتةبرئاسة المرحوم فرحات عباس تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية الذي يمثل الشعب الجزائري برمته ، لكن عصابة بومدين قامت بانقلاب عسكري على هذه الحكومة المدنية المؤقتة يوم 15 جويلية 1961 وأصدر بومدين ما سماه البيان رقم 1 والذي به يعطي لنفسه ولعصابته كامل السلطة على مكونات ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ( يمكنكم الاطلاع على البيان رقم واحد وهو منشور تحت عنوان " استقالة هيئة الأركان العامة ، البيان رقم 1 في الانقلاب على الحكومة المؤقتة ) ... لقد كان من بين مبررات بومدين للقيام بانقلابه على هذه الحكومة المدنية المؤقتة أن كثيرا من عناصرها وكذلك عدد كبير من الثوار الأحرار قد رفضوا رفضا باتا شعار عصابة بومدين الذي يقول ( كل شيء للجيش ) الذي فرضته عصابة بومدين وطالبت من الحكومة المؤقتة أن تتبنى هذا الشعار الذي يحمل في طياته معانٍ كثيرة ، لكن الحكومة المؤقتة رفضت الانصياع - هي وأحرار الثورة الجزائرية الشعبية – رفضوا أن يتبنوا هذا الشعار الذي يعني صراحة ( الهيمنة المطلقة للجيش على الثورة ومستقبل البلاد وكان لهم ما أرادوا ولا يزالون يحكمون بهذا الشعار حتى الآن ) ، وهكذا يتبين أيها الشعب الجزائري أن صراع المدنيين الأحرار مع بعض عناصر الجيش التي كانت منذ ما قبل الاستقلال المزيف ولا تزال إلى اليوم ونحن في خضم ثورة 22 فيفريي 2019 تسعى للهيمنة على الشعب الجزائري ومصيره... فهل سنخرج نحن كشعب حر يريد تقرير مصيره الحقيقي نهائيا ، هل سنخرج من بين أنياب هذا الجيش الذي يحتقر الشعب وإرادة الشعب ويسرق خيرات الشعب ...فهل جاءت الفرصة مع ثورة 22 فيفريي 2019 ؟
3) أكبر خطأ ارتكبه الشعب الجزائري هو قبول استمرار حكم عصابة بومدين عام 1999 مع بوتفليقة
سيقول البعض ملاحظا على هذا العنوان : لم يكن بيد الشعب أي خيار للخروج من مذابح المجرم خالد نزار وزبانيته المجرمين القتلة سوى التمسك بقشة ( بوتفليقة ) حتى ولو كان جبانا انتهازيا عديم الذمة والأخلاق لكنه على استعداد للانقضاض على كرسي السلطة الذي كان يحلم به فور موت بومدين ، بالإضافة لكونه كان من الحرس القديم لعصابة بومدين بل كان أحد عناصرها ويمثل ما يسمى (الشرعية المقدسة ) لدى الشعب الجزائري وهي ( الشرعية الثورية) ، فأي شرعية ثورية تمثلها عصابة بومدين المجرمة؟ فمعناها الحقيقي هو ( شرعية اللصوصية ) أليست هي التي اغتصبت الثورة برمتها وحولتها إلى صك تجاري اغتنى به عدد من الشياتة الخونة من الجزائريين وغير الجزائريين ؟ إذن فالتمسك بقشة ( الشرعية الثورية اللصوصية ) كان واهيا لأن الذين لا يرون استمرار وجودهم إلا من خلال الماضي هم الانتهازيون الفاشلون المصابون بالقحط الفكري والعقم السياسي والطمع في السلطة الأبدية لذلك فهم لايرون المستقبل إلا من خلال مرآة تنظر للخلف مثل مرآة السيارة ، لقد تم تخدير الشعب بأن لا شرعية للدولة الجزائرية إلا من خلال لصوص الثورة الجزائرية الذين سرقوها من الشعب وهم عصابة بومدين التي انقلبت على الشرعية الثورية الحقيقية منذ 15 جويلية 1961 ...
انهار جدار برلين في 9نوفمبر 1989 وقبل عام من ذلك أي في أكتوبر 1988 عرفت الجزائر أحداثا خرج خلالها الجزائريون إلى الشوارع احتجاجا على واقعهم ومطالبين بإصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية ، وخرجت عصابة بومدين لصد هذه الأحداث بالدبابات والمدافع والرصاص الحي واستشهد العديد من الجزائريين في العاصمة قبل أن تنتقل الأحداث إلى مدن أخرى مثل عنابة وقسنطينة ووهران وبجاية وغيرها من المدن الجزائرية ، وكانت هذه الفرصة الأولى لانعتاق الشعب الجزائري من ربقة الاستعمارالمحلي الذي تمثله عصابة بومدين . لقد كانت فرصة ذهبية لثورة حقيقية لتقرير مصير الشعب الجزائري ، لكن المجرمين عصابة بومدين استعملت كل ما في وسعها حتى لا تضيع السلطة من يدها وفشلت انتفاضة الشعب الجزائري لعام 1988 وما كانت لتفشل لو أن الشعب كان على درجة عالية من الوعي كما هو عليه اليوم في 2019 .
وبعد أن تم قمع انتفاضة أكتوبر 1988 بالحديد والنار حاول الشادلي بن جديد إطلاق عملية لذر الرماد في العيون سميت بعملية إقرار دستور جديد ينهي مع مرحلة الحزب الوحيد ويقرر التعددية الحزبية ، ولم تكن تلك الشطحات البهلوانية للعصابة الحاكمة في الجزائر سوى عملية تخدير لربح الوقت من أجل إعادة السيطرة المتينة للقبضة الحديدية لأيادي العصابة الحاكمة ، وكذلك كان ..وعادت ( الحكرة ) والانتقام الشديد من عموم فئات الشعب الجزائري مما زاد الضغط على الشعب .
وحينما أراد الشادلي بن جديد تنفيذ ما وعد به الشعب وجرت انتخابات نهاية 1991 والتي فاز فيها حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية وهو ما كان سببا مباشرا في انقلاب الجيش بقيادة المجرم خالد نزار على أول شرعية انتخابية للشعب الجزائري ، واستعمل المجرم خالد جزار القوة المفرطة التي أودت بحياة ربع مليون جزائري فيما يعرف بالعشرية السوداء ما بين ( 1992 – 1999 ) ....وقد كانت مرة أخرى فرصة ذهبية للشعب الجزائري أن يثور ضد الطغيان وضد عصابة بومدين ، فما دامت الدماء قد سالت أنهارا في عموم الجزائر ووصل عدد القتلى رقما قياسيا لم تبلغه أي دولة ضد شعبها فكان على الشعب الجزائري أن يستمر في ثورته داخل المدن بحركة سلمية احتجاجا أولا على الانقلاب على الشرعية الانتخابية وثانيا احتجاجا على القتلى من الشعب ، لكن خنازير عصابة بومدين عرفوا كيف يشوهون ثورة الشعب ويعملون على تزوير أهداف هذه الحركة الشعبية حتى اختلط فيها الحابل بالنابل ولم تظهر الحقائق التي أكدت أن الجيش هو السفاح الوحيد الذي يتحمل مسؤولية المجازر في هذه الأحداث وشاركت فيها وسائل الصرف الصحي الإعلامي لعصابة بومدين ، لم تظهر تلك الحقائق إلا فيما بعد أن فر كثير من عناصر الجيش إلى اللخارج ونشروا حقائق ما أقدمت عليه عصابة بومدين من مجازر في حق الشعب الجزائري ، لقد وجدت عصابة بومدين نفسها محاصرة بعزيمة الشعب على اقتلاعها من السلطة وإعادة هذه السلطة للشعب فاستعملت أقسى وسائل الردع ألا وهو التصفية الجسدية علانية وبيد عناصر الجيش القذر ( الوسخ ) الذي استمات من أجل استمرار حكم العصابة المجرمة ..كما لعب كثير من الانتهازيين السياسويين الجزائريين دورا مهما في إفشال كل حركة شعبية تهدف إلى استعادة السلطة للشعب خاصة بعد تخفيف الجيش من عمليات التقتيل، فقد ضرب هؤلاء الانتهازيون عصافير كثيرة بحجر واحد ، أولا ساهموا في تبخيس كل الحركات الشعبية والاصطفاف في صف المجرمين من عصابة بومدين وذلك باستغلال وسائل الصرف الصحي الكريهة المسموعة والمرئية وقلبوا ميزان الحقيقية حيث جعلوا من أحرار الشعب الجزائري هم الخونة فَـبَلَعَهَا كثير من أفراد الشعب ، ثانيا استغلوا الفرص للاغتناء من خيرات الشعب الجزائري وتهريب الأموال إلى الخارج ، ثالثا كانت كراهيتهم للشعب الجزائري ناجعة بمساهمتهم في التخلف التنموي الاجتماعي المستدام للشعب الجزائري وتجهيله ونشر اليأس بين الشباب العاطل وتشجيعهم على الهجرة الشرعية وغير الشرعية حتى تبقى الجزائر لهم وحدهم وحتى يَـقـِلَّ عددُ المطالبين بالحقوق ، ومن أجل ذلك ساهمت الدولة في صناعة عدد كبير جدا من الأحزاب السياسية الموالية لها و التي أصبحت تنبت كالفطر حتى بلغ عددها أكثر من 50 حزبا هدفهم هو التغطية على جرائم السلطة ( عسكريين ومدنيين ) وأصبحت دكاكين سياسوية تقتات من موائد السلطة الحاكمة ...
عود على بدء :
لقد كان أكبر خطإ ارتكبه الشعب الجزائري هو قبول استمرار سلطة المجرمين مع بوتفليقة عام 1999 لأن ذلك كان فرصة لعصابة بومدين لتستعيد بعضا من قوتهاو لتستمر في التسلط والجبروت على الشعب الجزائري 20 سنة إضافية ....
بعد الاستقلال المزيف عام 1962 ثار الشعب مرتين ، ثار في أكتوبر 1988 وصدته دبابات الجنرال خالد جزار ومدافعه ورشاشاته ، وثار الشعب مرة ثانية في بداية عام 1992 وكانت ثورة أطول زمنيا من ثورة الفاتح نوفمبر 1954 التي دامت ثماني سنوات فقط ضد المستعمر الفرنسي ، في ثورة 1992 خرجت فيها مرة أخرى عساكر الجنرالات المجرمين بقيادة خالد الجزار حيث دامت مجازره حوالي عشر سنوات كانت كافية لتحطيم إرادة الشعب الجزائري وتدمير قوته الوحدوية والمعنوية والنفسية حتى أصبح الظل يخاف من ظله وعادت الجزائر إلى ما قبل التاريخ ، لكن الفرصة التي أتيحت لعودة القوة لعصابة بومدين جاءت على يد بوتفليقة وقبلها الشعب الجزائري فكانت أكبر خطإ ارتكبه الشعب الجزائري هو قبول بوتفليقة لأن بوتفليقة كان أكبر أكذوبة لإنقاذ الجزائر من مخلفات العشرية السوداء ، لقد استغلتها عصابة بومدين لترميم ما تآكل من قوتها في العشرية السوداء ، وللحقيقة فقد كادت عصابة بومدين أن تنهزم في تلك العشرية لكن أساليب الخداع والمراوغة والأكاذيب أنقذت هذه العصابة ذات الأرواح السبع من الموت المحتوم وما كان على الشعب أن يقبل بوتفليقة ولا غيره إلا بشرط اقتلاع جذور الحكم القديم كاملا ، كان على الشعب الجزائري وقد ضحى تضحية تكاد تكون قريبة من تضحياته في ثورة نوفمبر 1954 ولو استمر في ثورته لاقتلع جذور الخونة من عصابة بومدين من جذورها في تلك السنوات العشر ... واليوم ونحن قد قمنا بثورة مباركة ثالثة سلمية مسالمة منذ الجمعة الأولى 22 فيفريي 2019 فهل سينهزم الشعب الجزائري مرة ثالثة أمام هذه الطغمة الحاكمة خاصة وأنها سائرة في تنفيذ مخططها للاستمرار في التسلط على الشعب عشرات السنين وربما مئات السنين ؟ لقد كانت العشرية السوداء فرصة ذهبية للتخلص من عصابة بومدين لم يحسن الشعب استغلالها ... لم تكن عصابة بومدين أكثر حرجا وحيرة أكثر مما تعانيه اليوم مع الشباب الثائر وللجمعة التاسعة ، وستكون العاشرة إن شاء الله وغيرها فيما بعد حتى لا نعيد الأخطاء السابقة التي ضيعنا فيها تقرير مصير الشعب الجزائري حقا وحقيقة وإلى الأبد إن شاء الله ... لقد خبرنا مناجيس السلطة القائمة وخبرنا حيلها وخداعها وأكاذيبها وتخاريفها ، إذن فالثورة الثورة السلمية حتى اقتلاع آخر جذر من جذورها و يتسلم الشعب زمام أموره بيديه إن شاء الله ....
و لاتنسى أيها الشعب الجزائري أن تعمل منذ الآن على تصحيح تاريخك ابتداءا من تصحيح عمر النظام فهو ليس 20 سنة لأن الجزائر لم تولد مع بوتفليقة فقد كانت قبل أجداد أجداده ، وعمر هذا النظام يبدأ بتاريخ تأسيس أول حكومة مدنية مؤقتة أسسها المجلس الوطنيللثورة الجزائرية يوم 19 سبتمبر 1958 برئاسة المرحوم فرحات عباس والتي قام بالانقلاب عليها رئيس أركان جيش التحرير المدعو محمد إبراهيم بوخروبة المشهور باسم ( بومدين ) في 15 جويلية 1961 دون أن ننسى انقلابه مرة أخرى على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة بن يوسف بن خدة رحمه الله ..
إنهم مجرمون ...
سمير كرم