عبد العزيز المنيعي
في اولى جلسات الإستئناف في قضية توفيق بوعشرين، وكان أحدث ظهور علني للمتهم المحكوم إبتدائيا ب 12 سنة سجنا بسبب جرائم جنسية.
كان وصف احد المواقع التي تطبل له ولعشيرة من يأكلون الغلة و يسبون الملة، ان "بوعشرين بدا قويا ونشيطا ومبتسما وبمعنويات مرتفعة". هذا كلام موقع محسوب على سدنة معبد الضرب في الوطن، بمعنى أصح أنه شاهد من اهل المتهم.
طبعا "هيومن رايتس ووتش"، المنظمة الحقوقية التي تسير دائما ضد الدول مهما كانت إلا من رحم المزاج من سلاطة تدخلاتها المجانبة للصواب، لم تنتبه لمثل هذا الوصف، الذي يبدو من خلاله بوعشرين يعيش في سجنه ما يعيشه باقي السجناء، وينال كامل حقوقه دون إستثناء، وإلا لكان منهارا وغير قادر حتى على الوقوف وليس تحية الحاضرين من "رفاقه" في قاعة المحكمة.
مناسبة هذا القول هو تقرير أو مقال أو إدعاء نشرته "هيومن رايتس ووتش"، وزعمت فيه أن توفيق بوعشرين منع لأكثر من عام من الإتصال بالحراس و السجناء".
ووصفت المنظمة المذكورة، هذا الوضع "بسجن صحفي في عزلة مسيئة".
قبل الخوض في مثل هذا الإدعاء، لنقلب الآية، ونقول إن إدارة السجون جعلت الحراس يتصلون ببوعشرين، فأكيد أن "هيومن" ستسمي ذلك تحرشا للحراس به.
ومن جهة اخرى لو بقي بوعشرين على إتصال بباقي السجناء، لسمي ذلك أيضا تعذيب له وزج به مع سجناء الحق العام، وهو منهم طبعا بسبب جرائمه. صحيح هو صحافي، وكان يمارس المهنة إضافة إلى أنه كان يمارس الجنس على كل من اشتهى من العاملات لديه وتحت التهديد و الضغط والترهيب و الترغيب وإستغلال ضعفهن وقلة حيلتهن ورغبتهن في الحفاظ على لقمة العيش ولو كانت مغمسة في مرق الذل.
على "هيومن رايتس ووتش"، أن تنتبه إلى التسريبات الخاطئة و المغالطات التي تتوصل بها، هذا إن كانت تنوي المصداقية و"المعقول" كما نقول نحن المغاربة، اما إذا كانت تريد فقط البهرجة و التطبيل الفارغ المزعج، فهي تحقق ذلك من خلال هذا التقرير الذي يحمل اكبر كذبة في التاريخ الحقوقي.
وقبل أن نسأل عن ماهية المغالطات في هذا المقال، نسأل لماذا هذا المقال من طرف "منظمة حقوقية قيل انها تدافع عن المظلومين والمعذبين في الأرض". هذا ما قيل والله أعلم، لكنها اليوم تنبري للدفاع عن شخص أجرم ومرغ كرامة نساء بأسرهن وأطفالهن في الوحل، نساء لا زالت بصمة العار ترتسم فوق جباههن ولو مرت سنوات و عقود.
على "هيومن.." أن تتامل الفيديوهات و الصور، وأن تتجول بنظراتها وتتفحص مليا بوعشرين وهو يصول ويجول في مكتبه، ويعري قضيبه وويغمسه في شرف النساء.
عليها أن تتأمل تلك الملامح الخائفة لسيدة و هي تجلس فوق أريكة وقد إنطوت على نفسها، تحمي جسدها بما تبقى من امل، وقد عراها بوعشرين وإحتك بها ومارس عليها الإغتصاب بعينيه قبل جسده.
على "هيومن.." أن تعرف ان ما تتحدث عنه لا علاقة له بمغرب الحداثة و الحقوق والحريات، عليها أن تتأكد إن كان تقريرها حديثا ام انه نقل من تقرير قديم وتم تغيير الأسماء و التواريخ فقط، من بلاد أخرى غير المغرب.
طبعا المنظمة المذكور، إستدلت في مقالها، بتقرير مجموعة العمل التابعة للامم المتحدة، و التي صمتت عن الكلام والترهات بعد إنكشاف امرها وفضح إنحيازها لطرف ضد الطرف الأخر و هو المتضرر. لذلك يجوز على هذا المقال وصف انه غريق في وحل الاكاذيب تشبث بغريق اخر في وحل الترهات.
من خلال المقال المحبوك بخبث، من طرف هذه المنظمة، يظهر جليا أنها تعارض الحقيقة بزيف الوهم، فهي في تقريرها قالت أن بوعشرين طلب الإختلاط بالسجناء، وكان أن طلبت منه إدارة السجن أن يجمع امتعته وحاجياته وينتقل إلى زنزانة جماعية، لكن بوعشرين رفض. هذا اوردته المنظمة في تقريرها ولا نفهم سبب تشبثها بالعزلة المسيئة وما إلى ذلك.
وأضافت المنظمة أن السلطات تمنح بوعشرين عدد من الإمتيازات منها التلفزيون والراديو والجرائد والمكالمات الهاتفية والدوش الساخن وما إلى ذلك.
وطبعا هيومن مثل ذلك الولد المدلل الذي لم يجد ما ينتقده في منزل والديه فانزل سرواله وقال لأبيه "واش هادي ختانة"..
عموما يبقى مسمار جحا دائما معلقا، ولو قامت إدارة السجون بالعجب العجاب سيكون هناك دائما من يقول "واش هادي ختانة"..