لاحظت من خلال بعض التدوينات المتداولة في مواقع التواصل الإجتماعي ، أن هناك جرعة عالية من الحقد والكراهية والعدمية والشعبوية والإقصاء والفاشية ومشاعر العنف، والرغبة في التقزيم والتشهير، والتشويه والتمييع ،والتشفي والإنتقام ، وإلغاء آلآخر دون سبب منطقي يذكر، وتوزيع تهم مجانية بأسلوب فيه تحامل كبير، وبطريقة متعالية. بل هناك من يسمح لنرجسيته وعدوانيته بأن تتحول إلى مصدر استبداد ، ويجد متعة استثنائية في إلحاق الأذى بمجموعات وتنظيمات وأشخاص لمجرد أنهم يعبرون عن فكرة او يذكرون بحدث أو أن لديهم قناعات لا تتماهى مع قناعاته . و يتمنى في قرارة نفسه ، لو كان وحيدا مطلقا ليتحكم في اللغة والأفكار، و ليحدد حجم وطبيعة المشاعر، وليملي المواقف التي يجب أن يتخذها هذا الشخص أو ذاك .و يحلم لو كان بمقدوره إعادة رسم مسارات التاريخ ،ليلغي ماكان وما تحقق ، وليختزل هذا التاريخ فيما ينجزه وما سيصنعه هذا النوع من الأشخاص .
مثل هذه السلوكات لا يمكن إلا أن يؤدي إلى التفكك الاجتماعي والاحتراب والتطاحن الهوياتي في الوقت الذي تحرص فيه المجموعات الوطنية في أكثر من رقعة جغرافية، على التماسك والتلاحم والتضامن ونبذ كل أشكال العنف والتطرف والأصوليات السياسية واللغوية والهوياتية والعقائدية والمجالية . أخشى أن يصبح الحقد مغربيا بامتياز.