شرع حكام الجزائر في تصدير تجربة الاستحمار إلى الشعوب الإفريقية ، بعد أن نجحت فكرة استحمار الشعب الجزائري طيلة 56 سنة ، وبعد أن انتهت فترة البحبوحة المالية التي استفاد منها كثير من رؤساء إفريقبا على شكل رشاوي لدعم المواقف الجزائرية حتى ولو كانت عن باطل ، واليوم بعد حلول عصر ( الميزيريا ) في الجزائر وجدت مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر أنه لماذا لا تبدأ في تصدير استحمار شعوب إفريقيا تحت غطاء : بداية الجزائر في التخلص من الريع النفطي والغازي وبداية عصر الإنتاج الفلاحي والزراعي والصناعات المتنوعة ( يا سلام بين عشية وضحاها أصبحت الجزائر من الدول ذات مصادر الدخل المتنوعة ) والله إنه الباطل والكذب بعينيه !!!!! .
أولا :خرافة حكام الجزائر للتخلص من ريع الغاز والنفط تبدأ من موريتانيا ومنها إلى أعماق إفريقيا:
سيبقى حكام الجزائر مخلصين لسياسة الكذب وإنتاج التخاريف والنصب والاحتيال على الشعب الجزائري ، بل وفكروا في تصدير تخاريفهم وأكاذيبهم وخزعبلاتهم لاستحمار شعوب إفريقيا بعد أن نجحوا في استبغال الشعب الجزائري بنسبة كبيرة ....
كان وزيرَا داخلية الجزائر وموريتانيا قد وقّعا في نوفمبر 2017 على اتفاقية معبر حدودي هو المعبر الأول في تاريخ البلدين ، وسيكون هذا المعبرفي الجنوب الغربي للجزائر من جهة تندوف ، ومعلوم أنها أغرب طريق عبر أغرب معبر حدودي في الدنيا ، فمن تندوف إلى نقطة الحدود التي اختارتها السلطات الجزائرية حوالي 100 كلم وبعدها ستنطلق المسيرة نحو المجهول في الأراضي الموريتانية أي وسط ( حوالي 800 ألف كلم مربع وهي كل شمال موريتانيا أي ما يقارب 80 % من أراضيها ) وهذه المساحة الشاسعة هي التي قررت السلطات الموريتانية العسكرية قبل أكثر من عام قد أعلنتها منطقة محظورة على المدنيين لأنها خطيرة جدا وكان ذلك بقرار عسكري موريتاني ، لِـيَـتَـبَـيَّنَ فيما بعد أنها منطقة تسيطر عليها مافيات حكام الجزائر على مختلف أنواعها منها مافيات المخدرات الصلبة : الكوكايين والهيرويين ومافيات تجار البشر ومافيات تجار السلاح وغيرها كثير جدا ، إذن هي منطقة خرجت من تحت سيطرة الجيش الموريتاني الضعيف أصلا ، وبالمناسبة فهذه المافيات بكل أنواعها وقوتها العسكرية تسيطر عليها جنرالات الجزائر وتأتمر بأمرها مستغلين في ذلك بروباغاندا محاربة الإرهاب ، وقد وافق الغرب على هذه الحيلة. الغرب بما فيه أمريكا الذين يشيدون بمجهودات الجزائر في سيطرة حكام الجزائر على هذه المافيات التي هي مافيات تخضع لأوامر مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر التي تتعامل معهم وتُـيَـسِّـرُ لهم أنشطتهم الإجرامية في تلك المنطقة شرط ألا ينقلوا أنشطتهم التخريبية إلى أوروبا أو أمريكا ( وما يحدث في أوروبا وأمريكا من أنشطة إرهابية فهو منتوج محلي وقد يكون بعضه مغاربي وهي في الحقيقة أبشع عملية ابتزاز يقوم بها حكام الجزائر لدول أوروبا وأمريكا ، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح اليوم هو : هل ستوظف الجزائر هذه المافيات الكثيرة التابعة لها لخدمة استراتيجية غزو إفريقيا لمواجهة الغزو المغربي لإفريقيا اقتصاديا وتجاريا وفق القوانين الدولية ؟) وهو أمر بدأت معالمه تظهر واضحة أولا منذ رفض حكام الجزائر إحصاء ساكنة مخيمات تندوف وثانيا منذ رفض أي تكتل لبعض دول الساحل والصحراء يكون هدفه هو محاربة الإرهاب فإن حكام الجزائر يرفضون مشاركة المغرب فيه لأنه سيفضحهم ويفضح حقيقة صناعة جنرالات الجزائر للإرهابيين في منطقة الساحل والصحراء بالإضافة لحمايتهم لجميع المافيات النشطة في تلك المنطقة بل وتدعيمها بالمال والسلاح وما فضيحة 700 كلغ من الكوكايين إلا الدليل القاطع على تورط الجزائر الرسمية في هذه الأنشطة المحظورة دوليا ...
أولا لابد من إثبات ملاحظة جديرة بالإثبات لأنها ضرورية وهي أن ريع الغاز والنفط هو الذي تخلى عن حكام الجزائر وليس حكام الجزائر هم الذين تخلوا عن ريع الغاز والنفط حتى يقرروا بعد سقوطهم في ( الميزيريا ) التي فرضها عليهم انهيار سعر النفط و يقرروا بين عشية وضحاها أن يصبحوا دولة تُـنَوِّعُ مصادرها الاقتصادية والابتعاد عن ريع النفط وكأنهم يمتلكون عصى سحرية لذلك !!!، لأن الحقيقة هي أن الله قد أعمى بصيرتهم عن التفكير في تنويع مصادر الدخل واستشراف المستقبل ، فهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ لا يعقلون ، والحركة التي جاءت متأخرة جدا لتنويع مصادر الدخل هي مجرد هذيان المَرْضَى بالنرجسية والغرور وتغطية سلاسل الفشل التي حصدوها طيلة 56 سنة من الأكاذيب بإنتاج مزيد من الأكاذيب تلو الأكاذيب الموجهة للشعب الجزائري وللخارج ، يضيفون له بعض التوابل مثل تخويف الشعب من العدو الخارجي الوهمي ، فهل يعقل أن تنتقل دولة عاشت طيلة نصف قرن بالريع النفطي والغازي أن تنتقل بين عشية وضحاها إلى منتج فلاحي أو صناعي ؟ لقد كان الجواب المُفْحِمُ للعصابة الحاكمة في الجزائر قد جاءها من أربع دول هي فرنسا وروسيا وكندا وقطر حينما نَصَبَتْ عليهم عصابة حكام الجزائر وصدرت لهم التمور المغشوشة والبطاطا العفنة ، وفضيحة حكام الجزائر التي جاءت في عنوان موحد في كل صحف العالم يقول : " أن كندا ترفض تمور الجزائر.. روسيا وقطر تُعِيدَانِ البطاطا الجزائرية وفرنسا تَحْرِقُهَا ".. فمن شبَّ على شيء شاب عليه . فهم قوم لا يرعوون.
ثانيا : موريتانيا فأر التجربة :
جلس أعضاء المافيا الحاكمة في الجزائر ليفكروا كيف الطريق إلى مَحْوِ صدمة التمور نحو كندا والبطاطا نحو فرنسا وروسيا وقطر ، فكان القرار مرة أخرى هو البحث عن ضحايا جدد لكن هذه المرة نحو قارة إفريقيا ( الفقيرة دوما في نظر مافيا حكام الجزائر وهي نظرة غير صحيحة فكم من دولة إفريقية نهضت باقتصادها بدون نفط ولا غاز )، ثم لماذا لا تكون موريتانيا هي فأر التجربة ؟ لذلك قرر حكام الجزائر أن يبدأوا التجربة بفأر هزيل لا حول له ولا قوة وهو موريتانيا الضعيفة عسكريا واقتصاديا ، وهي الدويلة الوحيدة التي استطاع حكام الجزائر أن يضعوها تحت ( الصباط ) العسكري الجزائري / الموريتاني ... وستكون التجربة من خلال فتح معبر حدودي مع موريتانيا في الجنوب الغربي للجزائر وبالضبط من تندوف ( والفاهم يفهم ) ..هكذا بدأ مخطط الغباوة لحكام الجزائر.
وكما سبق الذكر أن 80 % من أراضي شمال موريتانيا تعج بأخطار الإرهابيين والمافيات المتعددة الاختصاصات والتي لن تستطيع موريتانيا الضعيفة عسكريا مواجهتها وهي التي تعيث فسادا طولا وعرضا في هذه الأرض الشاسعة ، فهل حركة حكام الجزائر بريئة ؟ لا طبعا وخاصة وأن لها عدة أوجه : أولا التدفق الممنهج على الأراضي الموريتانية من طرف ساكنة مخيمات تندوف تحت رقابة عصابة البوليساريو ، وثانيا انتشار بعض عناصر الجيش الجزائري في شمال مالي جعل كل شمال موريتانيا تحت رحمة حكام الجزائر ، لكن القوة المهيمنة والضاربة في تلك المنطقة هي مئات المافيات والحركات الإرهابية التي صنعها حكام الجزائر وأطلقوا لها العنان في تلك المنطقة التي تقول عنها موريتانيا بأنها أصبحت منطقة عسكرية محظورة على المدنيين ، والتي تعترف موريتانيا بنفسها أنها جعلتها منطقة محظورة على المدنيين لأنها تعج بعصابات تهريب السلاح والمخدرات وتجارة البشر وهم – في الحقيقة - ليسوا سوى مافيات من صنع النظام الجزائري ، وبذلك تعتقد موريتانبا أو بِتَوَاطُئ حكام موريتانيا مع الجزائر ضد الشعب الموريتاني ، لذلك تنشر موريتانيا أنها سترتاح من تهديدات الإرهابيين في شمال موريتانيا ( أي من 80 % من أراضيها ) التي تتحكم فيها العصابة الحاكمة في الجزائر عن طريق تفويتها وتفويض أمرها للمافيات التي تعمل تحت أوامر جنرالات الجزائر ... أما النظام الجزائري فهو بعدما فشل في انتزاع الصحراء المغربية من المغرب فقد أعاد حساباته وقرر أن يلتهم موريتانيا بكاملها والعبور منها إلى الحُلْمِ الذي طالما حلمه الذين اغتصبوا السلطة والمال في الجزائر ألا وهو الإطلالة على المحيط الأطلسي من خلال موريتانيا ،إذن ما على الموريتانيين إلا أن ينبطحوا أرضا ويقدموا رؤوسهم للجزار الجزائري ليفعل بهم ما يشاء ، خاصة وأن حكام الجزائر قد شرعوا في الدفع بعشرات الانفصاليين من البوليساريو في اتجاه شمال موريتانيا بل لقد وصل بعضهم إلى الزويرات وبعضهم استوطن أكبر ميناء تجاري في موريتانيا وهو ميناء نواذيبو المطل على المحيط الأطلسي !!! وإذا قلت بوليساريو فهو مخابراتي جزائري 100 % وبذلك ستنخر مخابرات طرطاق بسرعة جسم موريتانيا الهزيل ، فماذا هي فاعلة ؟ لقد سقطت موريتانيا وانتهى أمرها ... وما علينا إلا انتظار ساعة انهيار نظام موريتاني كان يخشى أطماع المملكة المغربية فسقط في حجر جهنم الجزائرية التي لا يعرف حكامها سوى سرقة خيرات كل بلاد حَلُّوا بها ويَمْتَصُّون دماء عبادها ويحطِّمون عظامهم ، فهل سيجد الموريتانيون خيراً في جنرالات الجزائر الذين ذبحوا نصف مليون جزائري من أهاليهم بدم بارد ؟
الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب:
تحت ضجة إعلامية من النوع الذي يتقنه إعلام الجزائر الكريه من طرف الشعب الجزائري نفسه ،انطلقت أخبار عن حركة نحو موريتانيا سُمِّيَتْ قافلة " جسور الأخوة " من الجزائر العاصمة نحو نواكشوط عاصمة موريتانيا يوم 10 أكتوبر 2018 للمشاركة في المعرض الخاص ( وضع خط أحمر على الخاص) للمنتجات الجزائرية ما بين 23 و 29 أكتوبر 2018 بالعاصمة نواكشوط ...و حسب ما صرح به كل من شريف عماري الأمين العام لوزارة التجارة الجزائري وكذا طيب زيتوني الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للتصدير والاستيراد سافكس ، فإن هذه القافلة تتكون من 40 شاحنة تمثل 170 شركة جزائرية ، وتعتبر هذه القافلة سابقة تاريخية بالنسبة للمعارض والصالونات الجزائرية المنظمة على المستوى الدولي ، وستتنقل هذه القافلة التي تحمل المنتوجات الجزائرية والمُدَعَّمَة بسيارة إسعاف وشاحنات للصيانة عبر مسار 3500 كلم للوصول الى نواكشوط، ويُنْتَظَرُ أن يتبعها فوج آخر من المشاركين والتجهيزات التي سَـتُـنْقَـلُ في وقت لاحق جوا انطلاقا من مطار هواري بومدين.... وستتربع أجنحة هذه الصالونات الجزائرية إجمالا على مساحة تقدر بـ4000 متر مربع... وستمر القافلة عبر معبر الشهيد مصطفى بن بولعيد الحدودي بين الجزائر وموريتانيا الذي ينطلق من مدينة تندوف ( هكذا جاء في نص الخبر أي أن هذا المعبر الحدودي ستكون نقطة بدايته من مدينة تندوف إلى النقطة الحدودية مع موريتانيا وهي مسافة تقدر بحوالي 100 كلم وقد سبق ذكر ذلك أما ما جاء في هذه السطور فهو تأكيد رسمي من الدولة الجزائرية حسب الخبر الرسمي الذي جاء مع انطلاق القافلة ) إذن هذا المعبر الحدودي ينطلق من مدينة تندوف والذي تم إنجازه من طرف قطاع الاشغال العمومية والنقل في إطار العملية الواسعة التي تم الشروع فيها لإطلاق منصات لوجيستيكية في المناطق الحدودية ( لابد من وضع خط أحمر على جملة منصات المناطق الحدودية بمعنى أنه ليس نقطة حدودية واحدة تفصل الجزائر عن موريتانيا كما هو جاري به العمل بين دول العالم بإسره ، وسيأتي تفصيل حيثيات تعدد هذه النقط الحدودية أو الجمركية في ثنايا هذا التحليل ) ، واستحداث امتدادات نحو الدول الافريقية. ويندرج معرض المنتجات الجزائرية في نواكشوط في إطار برنامج واسع يهدف الى ترقية الصادرات خارج المحروقات .
ماهي الملاحظات الأولية التي تفضح نفسها من هذا الخبر ؟
1) هو معرضٌ خاصٌ تقيمه دولة الجزائر وحدها في نواكشوط العاصمة الموريتانية ، وستعرض فيه الجزائر ما تشاء من المنتوجات حتى ولو لم تكن من إنتاج جزائري ، لأن عمليات التزوير والنصب والاحتيال ستكون سهلة وبسيطة يمكن أن تنطلي على زوار هذا المعرض الخاص والملغوم ، فلو كانت هناك منتوجات أجنبية أخرى بجانبها ستتيح للزائر فرصة المقارنة واكتشاف التزوير والنصب والاحتيال الذي تتقنه مافيا حكام الجزائر ، والمستهدف هنا هو الزائر الموريتاني الضحية المُغَـفَّـل والذي تتعمد الجزائر اسْتِحْمَارَهُ كما استحمرت شعب الجزائر طيلة 56 سنة .
2) كل نشاط تجاري متبادل بين دولتين مبني على شعارات ديماغوجية مثل " جسور الأخوة " أو " تبادل المحبة " أو " في نطاق الأخوة والمحبة " أو مثلا " سابقة تاريخية " وما شابه ذلك فما عليك إلا أن تبحث عما وراء هذه الشعارات الخادعة الابتزازية والانتهازية ... وقد ذَكَّرَنَا حكام الجزائر بهذه القفزة البهلوانية بالفترة الناصرية التي كانت تقيم مثل هذه الأنشطة الاقتصادية أو التجارية أو الثقافية وغيرها من الأنشطة البينية تحت عشرات الشعارات الأخوية واللغوية والمصير الاقتصادي المشترك ، وكلها كانت تخفي نية الهيمنة والسيطرة السياسية والعسكرية على البلد الأضعف في الحلقة حيث لم تنجُ من الهيمنة الناصرية إلا قليل من الدول وقد كانت أسهل دولة سقطت في فخ الناصرية هي الجزائر ، لكن التاريخ أثبت أن ما يبنى على الباطل سيفضحه التاريخ إن عاجلا أو آجلا لأنه باطل في باطل ، والباطل عمره قصير ..
3) ألا يثير الاشمئزاز بل والشفقة أن تتنقل هذه القافلة التي تحمل المنتوجات الجزائرية والمُدَعَّمَة بسيارة إسعاف وشاحنات للصيانة عبر مسار 3500 كلم للوصول الى نواكشوط، وينتظر أن يتبعها فوج آخر من المشاركين والتجهيزات التي ستنتقل في وقت لاحق جوا انطلاقا من مطار هواري بومدين ... السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو : هل يستطيع أي جزائري أو موريتاني أراد أن يستثمر فكرة هذه المبادرة المُغْرِقَةَ في الخيال بمغامراتها القاتلة في صحراء شاسعة مساحتها 800 كلم مربع ، هل يستطيع أن يوفر هذا المواطن العادي لنفسه عبر 3500 كلم كل هذا الدعم ( سيارة إسعاف مع العلم أنها سيارات إسعاف وليست واحدة - كما جاء في الخبر الكاذب - هي التي يمكن أن تؤمن شروط هذه الرحلة الجهنمية ، وسيارات للصيانة ولتوضيح ذلك للقارئ ، سيارات الصيانة تعني سيارات لإصلاح الأعطاب الميكانيكية التي سوف تتعرض لها هذه الشاحنات حتما وعموم المركبات المرافقة لهذه الشاحنات أثناء رحلتها الطويلة جدا ) هل يمكن لأي مواطن جزائري أو موريتاني أن يستثمر في هذا المشروع الخيالي والذي عليه أن يتسلح بسيارة إسعاف وسيارة الصيانة ؟ فمن الناحية اللوجيستيكية أين ستجد سيارات الإسعاف مستشفيات في خلاء مساحته 800 كلم مربع ، وأين ستجد نقط كثيرة على طول الطريق لمراكز ضخمة لقطع الغيار لضمان كل ما تحتاجه صيانة الشاحنات .. ؟ إذن فهي سيارات للديكور فقط ... ثم هل يمكن أن تتوفر سيارات الصيانة المرافقة لهذه القافلة على كل قطع الغيار التي ستتعطل لهذه الشاحنات أثناء هذه الرحلة السياسية الحمقاء ؟ ... ونحن نعرف أن بعض المدن الجزائرية الكبيرة والقديمة في أقصى الشمال الجزائري دائما ما ترسل طلباتها من قطع الغيار إلى المركز أي إلى الجزائر العاصمة لتأتيها من الجزائر وربما من المصدر الذي قد يكون فرنسا أو ألمانيا أو كوريا الجنوبية أو غيرها من مصانع السيارات في العالم ، إذن هذه أكاذيب ... لا شك ستبقى كثير من الشاحنات والمركبات المرافقة لهذه الرحلة مُعطلة في الخلاء ليسكنها الضباع والذئاء والأفاعي...
4) نفهم من هذا الخبر أن الذي سوف لا يتكبد معاناة مشقة هذه الرحلة ( أو كابوس الرحلة ) الجهنمية إلا فقاقير البلاد من سواق للشاحنات وسواق سيارات الإسعاف وسيارات الصيانة وعمال الميكانيك وغيرهم ممن لم تذكره وسائل الصرف الصحي الإعلامية الجزائرية ، ولا يجب علينا أن ننسى ذكر القوافل العسكرية التي قد تكون بالمئات وربما بالآلاف وهي التي ستضمن أمن الذين سوف يغامرون بحياتهم في هذه ( المِحْنَة وليست رحلة )...أما كراكيز حكومة اللصوص الرسميين الجزائريين فقد فضحهم الخبر حينما زاد قائلا :" وينتظر أن يتبعها فوج آخر من المشاركين والتجهيزات التي ستنتقل في وقت لاحق جوا انطلاقا من مطار هواري بومدين " أي إن عِلْيَةَ القوم من كراكيز الحكومة والشياتة الكبار لن يغامروا بأرواحهم في هذه ( المحنة الجهنمية ) بل سيلحقون بهذه القافلة المتعوسة عبر الطائرات ولن يبقى في القافلة السياسوية سوى الفقاقير المنبطحين لكابرانات فرانسا الحاكمين في الجزائر...
5) ومن المثير لِلرُّعْبِ حقا اعتراف هذا الخبر الرسمي بكون المعبر المسمى معبر الشهيد مصطفى بن بولعيد الحدودي بين الجزائر وموريتانيا ، ينطلق من مدينة تندوف !!! ، وهذا كلام رسمي جاء في كل الأخبار التي تحدثت عن معبر تندوف الزويرات ومنها إلى نواكشوط ، بمعنى أن طول المعبر نحو نقطة الحدود الموريتانية سيبدأ أولا من تندوف أي بما لا يقل عن مسافة 100 كلم كلها عبارة عن معبر حدودي بين دولتين جارتين ، ولولا خطورة هذا المسلك الطُّرُقِي من تندوف إلى النقطة الحدودية العسكرية /الجمركية بين الجزائر وموريتانيا لما كانت المسافة تبلغ 100 كلم ، فهي تدل على أنها كلها أخطارٌ شديدةٌ وَجِدِّيَةٌ بل وفي منتهى الخطورة ، والكل يعلم أن نقط المعابر الحدودية البرية بين دولتين مجاورتين عاديتين في العالم لا تتجاوز قطعة أرضية صغيرة قد لا يتجاوز طول مسافتها 400 متر بين الدولتين معا مثلا منها 200 متر أرض جزائرية و200 متر أرض موريتانية وهي مسافة كافية بين دولتين المفترض أنهما جارتان أرضا وجوا ، وفي مقال تحليلي نشر في موقع الجزائر تايمز يجعل طول هذه النقطة الحدودية ( العبثية ) أكثر من 1500 كلم وكلها محادية لحدود الصحراء المغربية من جهة موريتانيا إلى الزويرات ومنها إلى نواكشوط ، مما سيجعل هذه المسافة بعد نقطة تندوف مباشرة بين البلدين الجارين سيبلغ طولها 1500 كلم داخل الراضي الموريتانية سيجعلها كلها معبر حدودي عسكري / جمركي وهي المشمولة بالحظر الموريتاني على المدنيين منذ أكثر من سنة ولا يزال الحظر ساريا إلى الآن ، ونفهم من ذلك أن هذه المسافة ( 1500 كلم داخل الأراضي الموريتانية ) سيتكلف بضمان أمنها جنرالات الجزائر وعساكرهم من خلال رسم خط معلوم على خريطة معلومة ومتفق عليها بين هؤلاء الجنرالات والمافيات التي تخضع لأوامر الجيش الجزائري ، فهناك معبر طويل ستمر منه هذه القافلة وغيرها تحت أعين وسلاح المافيات التي تخدم مصالح المافيا الأكبر والأعظم قوة ونفوذا في منطقة الساحل والصحراء وهي مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر ...
6) وما يفسر الكلام السابق عن طول مسافة المعبر الحدودي الذي يُعتبر أطول معبر حدودي في العالم ( 1500 كلم ) هو ما جاء في الخبر الرسمي " المعبر الحدودي ينطلق من مدينة تندوف والذي تم إنجازه من طرف قطاع الاشغال العمومية والنقل في إطار العملية الواسعة التي تم الشروع فيها لإطلاق منصات لوجيستيكية في المناطق الحدودية " ( لابد من وضع خط أحمر تحت المنصات اللوجيستيكية) ... ومعنى المنصات اللوجيستيكية هي نقط حدودية عسكرية جزائرية / جمركية موريتانية منتشرة على طول خط الطريق / المعبر داخل الأراضي الموريتانية في شمال موريتانيا المحظور على طول 1500 كلم حتى مدينة الزويرات الموريتانية ومنها إلى نواكشوط العاصمة الموريتانية ، وهي المساحة التي – كما قلنا – تبلغ حوالي 800 كلم مربع . أما الطريق فطولها 1500 كلم . أما مسافة 3500 كلم الواردة في الخبر فلعلها للتوهيم أو لضرورة المرور عبر مدن موريتانية أخرى والذي تسيطر عليها الشبكات الإرهابية التي تعمل تحت سلطة جنرالات الجزائر ، كل هذه النقط أو المنصات اللوجيستيكية كلها ستكون نقطا حدودية عسكرية جزائرية / جمركية داخل الأراضي الموريتانية أي بداخلها عسكر و موظفون جزائريون من جهة ومن جهة مقابلة جمركيون موريتانيون ، إنه احتلال تحت غطاء حماية المنصات اللوجيستيكية في المناطق الحدودية ، وكل من حاول الخروج عن هذا الخط المرسوم داخل الأراضي الموريتانية يعتبر أولا جاسوسا يعمل ضد المصالح العليا للدولة الجزائرية ، أي على المتحرك داخل هذا المعبر الحدودي أن يجتاز عددا من المنصات اللوجستيكية للمراقبة ، ومن الأكيد أنه ستكون بين المنصة والأخرى اتصالات لمراقبة عدد الوافدين وعدد المغادرين ، هذا ليست معبرا حدوديا بل هو صراط مستقيم لا يميل عنه إلا هالك ، وهو تحت سيطرة نوعين من المافيا : الأولى هي المافيا الحاكمة في الجزائر، والثانية هي المافيات المتعددة الاختصاصات العاملة تحت إمرة جنرالات الجزائر والمنتشرة على طول مسافة المعبر السريالي الهزلي . وهنا تأتي مؤشرات حُلْمِ حكام الجزائر حسب الخبر الرسمي المذكور حيث يضيف الخبر " واستحداث امتدادات نحو الدول الافريقية." ...أي ستمتد هذه المنصات العسكرية الجزائرية / الجمركية الموريتانية بعد الأراضي الموريتانية نحو باقي دول غرب إفريقيا التي غزتها المغرب بلا عساكر ولا منصات مراقبة ، أي حسب القوانين الدولية المعمول بها العمل في كل بقاع العالم وبالبساطة المعهودة وبذكاء اقتصادي تجاري محبوك ومتقون وعلى امتداد عدة سنوات ... فلماذا نشكل نحن الجزائريين الشذوذ في كل شيء ؟
7) وأخيرا من أين سنأتي بالمنتوجات التي سنغزوا بها إفريقيا شرقا وغربا ؟ فإذا كَذِبْنَا على أنفسنا وصدقنا أنفسنا بأننا سنغزوا إفريقيا بسلع من إنتاج جزائري مثل المغرب فهذا أمرٌ يَخُصُّنَا مثلما صدقنا ذات يوم أننا يابان إفريقيا حتى أصبحنا اليوم أفقر من أديب انصرفنا عن تنمية بلدنا إلى أن نكون أمكر المتآمرين على خلق الله فوجدنا أنفسنا قد جمعنا كثيرا من الحيل التي لا تساوي مثقال وزن قطمير...طبعا نحن نعلم علم اليقين أننا نعيش مما نستورده من الخارج وليست لنا قاعدة فلاحية أو زراعية أو صناعة تحويلية حقيقية صحيحة وصلبة ، نحن كنا ولا نزال ننفق 99 % من مداخيل الغاز والنفط على المواد الأساسية الاستهلاكية الضرورية للعيش اليومي لنا ، فعلى من نكذب ، وموريتانيا بل أقول العسكر الحاكم في موريتانيا يعلم ذلك جيدا كما يعلمه العالم كله ، إذن ما هي الحيلة الاستحمارية التي سنطبقها على الشعب الموريتاني الضحية ؟ طبعا ستتفتق عبقرية المافيا الحاكمة في الجزائر عن حيل وألاعيب وحركات بهلوانية تجارية بالغش والتدليس كما سرقوا أموال الشعب الجزائري وامتصوا دماءه لابد سيجدون مقالب وحيل للتدليس على الشعب الموريتاني وغير الشعب الموريتاني ما دام الأمر قد دخل في سياسة منافسة المغرب في غزو إفريقيا فلماذا لا تدخل الجزائر بدورها لهذه المغامرة التجارية ولو بالنصب والاحتيال بل ولو بالمزيد من خسران أرزاق الشعب الجزائري وضياعه في التخاريف والخزعبلات ما دام الأمر يدخل في باب الحرب ضد المغرب ، فلتخسر الجزائر آخر دينار حتى ولو أنه لاقيمة له .... هناك عدة سيناريوهات نذكر منها مثلا : قد تبيع الجزائر لدولة موريتانيا سلعا صينية بأثمان هي أقل من ثمنها الذي اشترتها بها من الصين ما دامت الفلسفة العامة لحكام الجزائر هي منافسة المغرب في غزو إفريقيا في إطار التقليد الأعمى وغياب روح الإبداع والابتكار لدى جماعة من شيوخ كابرانات فرانسا تحكم الشعب الجزائري ، وقد تؤسس المؤسسة العسكرية الجزائرية شركات يكون مقرها في إسبانيا أو فرنسا تكون مهمتها تتبع أسعار السلع التي يغزوا بها المغرب إفريقيا وتتصدى لها بشراء نفس السلع وتبيعها لدول إفريقية بأقل من ثمن شرائها من الأصل وليس بالضرورة من الصين فقد تشتري مافيا حكام الجزائر هذه المنتوجات حتى من المغرب عبر شركات جنرالاتها في إسبانيا أو فرنسا أو غيرها من الدول الأوروبية لأن المهم عندها هو أن تزيح المغرب من إفريقيا انتقاما لها من إبعادها بطريقة مذلة ومخزية من هذه القارة حتى أصبحت الجزائر كالبعير الأجرب في إفريقيا ، وهاهم عباقرة الضياع والخسران الجزائري قد وجدوا حلا ستكون أول ضحية له هي دويلة موريتانيا البئيسة، ولا تعدم جنرالات حكام الجزائر حيلة للمزيد من تخلف الشعب الجزائري طالما يخدم ( مانشيط إعلامي يقول : صفعة جديدة للمغرب لقد تم انتزاع السوق الفلاني من الدولة الإفريقية الفلانية من تحت أضراس المغرب في المواد العلانية ) ...لكن هل تمتلك الجزائر في العمق الإفريقي أبناكا جزائرية ؟ وهل تملك الجزائر شركات تأمين جزائرية في العمق الإفريقي ؟ المغرب حينما فكر في غزو إفريقيا تجاريا وضع لذلك بنية تأطيرية قانونية وهي الأبناك وشركات التأمين ، أما نحن فسندخل هذه السوق كما لو أننا سندخل سوق " لعقيبة " ، بل حتى سوقنا الغازي والنفطي لا نزال نتعامل معها كما تتعامل " العجوز" مع مداخيلها ...
مافيا حكام الجزائر يُقْبِرُونَ ثُلُثَيْ بلاد الجزائر في مقبرة التخلف الأبدي من أجل معاكسة المغرب فقط :
من البداية مرة أخرى .. من الأكيد أن مشروع تندوف الزويرات مشروف فاشل 100 % ويعرف الاقتصاديون المتخصصون انا سوف لا نربح شيئا من دولة الإنتاج الداخلي الخام فيها ضعيف عن لم يكن منعدما ، فماذا سيستفيد الريح من القاع الصفصف ؟ لاشيء طبعا ..
لكن أفظع كابوس يَـقُضُّ مضاجع أحرار الجزائر وهو الرعب الذي سيلازمنا طيلة تنفيذ مشروع الاتجاه نحو وسط غرب الجزائر أي من تندوف نحو موريتانيا ، وهو اتجاه سيسرق التنمية من ثلثي وطننا العزيز وسيسقط أكثر من مليون ونصف كلم مربع وبالضبط ( 1.587.827 كلم مربع ) في مقبرة النسيان التنموي يضيفه للأزمة الخانقة التي يعيشها سكان 1.587.827 كلم مربع من التهميش الأبدي وانعدام التنمية في ثلثي بلادي : فإذا تم التوجه نحو الجنوب الغربي للجزائر أي نحو أقرب حدودنا مع موريتانيا من جهة تندوف فهو إِقْـبَارٌ مُتَعَمَّد لِمُدُنٍ مهمة جدا في وسط الجزائر والجنوب وأقصى الجنوب الجزائري وهو حُكْمٌ نهائي بإعدام وتهميش أكثر من ثلثي ساكنة أرض الجزائر وشعب الجزائر وإقبار كل آمال ساكنتها في مقبرة النسيان الأبدي ، ونذكر من هذه المدن على سبيل المثال : غرداية وورقلة وأدرار وعين مقل وبرج باجي المختار وتامنراست والاغواط وقمارو القرارة وزاوبة الدباغ والواطا وقصابي والمطارفة وأم العسل واولاد عيسى وبرج مولاي عمر وعين صالح وبرج الحواس وتيمياوين وتازوق وبلسة وعين عزام غيرها كثير جدا ، كلها سيتم إقبارها نهائيا والدليل هو أن المعبر الذي تتبجح به الجزائر مع موريتانيا سيكون من تندوف عبر الجنوب الغربي للجزائر أي تقريبا من وسط الجزائر في اتجاه المغرب عبر موريتانيا ، وهو قرار غير وطني ولا يضع في الحسبان تنمية المنطقة الوسطى و أقصى الجنوب الجزائري، وكل هذه المناطق النائية عن المركز قد ناضل أهلها ولا يزالون من أجل نصيبهم من خيرات الجزائر التي توجد تحت أقدامهم ، لكن حراسة المرتزقة الأجانب المحترفين لن يتركوا ولو بعوضة تمر معززين بالجيش ( المسمى الجيش الشعبي حاشكم ) سيكون مشروع تندوف الزويرات قطعاً لأرزاق الشعب الجزائري لأنه يسير عكس اتجاه مدن وسط الجزائر واتجاه أقصى الجنوب الجزائري لفك العزلة عن المدن الوسطى والجنوبية المذكورة سابقا في الجزائر ، فمشروع تندوف الزويرات ثم نواكشوط لن تكون له أية فوائد اقتصادية واجتماعية على مدن جنوب الجزائر المذكورة ، إذن هو مشروع سياسي متهور لا يستحضر هموم عموم الشعب الجزائري ، هذا بالإضافة إلى تهميش أقصى الجنوب الشرقي للجزائر الذي مات قبل عشرات السنين وسيتم إقباره نهائيا مع هذا المشروع الكارثة على الاقتصاد الجزائري ، فخريطة تندوف الزويرات نواكشوط تُظْهِرُ النية المبيتة للتهميش والتهرب من حل مشاكل هذه المدن الجزائرية المنفية في الوسط وأقصى الجنوب والجنوب الشرقي للجزائر ، ويؤكد بأنها مدن لا قيمة لأهاليها لدى مافيا حكام الجزائر ..إن كراهية حكام الجزائر للمدن الجزائرية التي تناضل في الجنوب الجزائري من أجل كرامة العيش ، هذه الكراهية تَظْهَرُ في مشروع المافيا الحاكمة في الجزائر مع موريتانيا باختيار نقطة تندوف نحو موريتانيا ، قلنا تبدو كرد فعل على احتجاجات مدن الجنوب الجزائري بل هي انتقام من ساكنة مدن الجنوب الجزائري المناضلة ، لأن سياسة حكام الجزائر لا يهمها تنمية الشعب الجزائري شرقا أو غربا أو جنوبا بقدر ما يهمها ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد لكن شرط الإمعان في إهانة الشعب الجزائري أشد إهانة ، فالأول ظهر مثلا في إقبار الحياة في مدن الجنوب الجزائري والثاتي في سَـدِّ كل المنافذ على مدن الجنوب الشرقي والإمعان في تفقير أهاليه ، والثالث إثارة ضجيج فارغ تافه بأنها ستغزو إفريقيا عن طريق فتح معبر حدودي مع موريتانيا القريبة جدا من الحدود المغربية (عقدة المغرب حاضرة بقوة في هذا المشروع التندوفي) وليذهب الشعب الجزائري برمته إلى الجحيم ، لكن كيف وبماذا ستغزو الجزائر دول إفريقيا ؟ هل بالبطاطا المُهَانَة داخليا وخارجيا؟...مشروع تندوف الزويرات مجرد حركة بهلوانية سيكون المتضرر الأول منه هو الشعب الجزائري في مساحة لا تقل عن مليون ونصف مليون كلم مربع في وسط البلاد والجنوب وأقصى الجنوب ، لكن طالما اتجاد بوصلة حكام الجزائر مشدودة بقوة وعنف في اتجاه الغرب أي في اتجاه المغرب فحكام الجزائر على استعدادا للمشي على جثث كل ساكنة وسط الجزائ وأقصى جنوب الجزائر الذين نرى يوميا أن ساكنتها تحتضر بسبب سوء تدبير مداخيل البلاد سواءا من الغاز والنفط أو من الزفت والقاطران ، فالمهم عندهم أن بوصلتهم مشدودة بقوة نحو عقدة المغرب ، وقد قضوا 56 سنة ضد المغرب من خلال الحدود الكلاسيكية فلعلهم بانبطاح الشعب الموريتاني قد وجدوا منفذا إليه سيقضون فيه نصف قرن آخر أو أكثر من ذلك ، لكن الأكيد أنهم فاشلون في ذلك لأن بوصلتهم الصدئة قد تكسرت في اتجاه الغرب وبقيت كذلك إلى يوم يبعثون ، وأنتم ياشعب الجزائر في الوسط وفي أقصى الجنوب ما عليكم إلا أن تعتبروا أنفسكم خارج الخريطة الجزائرية الرسمية ، فابحثوا لأنفسكم عن حلول تتخلصون بها من هذا النظام الدكتاتوري الأحمق ، لأنه لم يحقق أهدفه مع المغرب طيلة 56 سنة فكيف سيلتفت إليكم بعد أن عاد للرقعة الأولى ليجرب منفذا آخر مع المغرب بدأه في 10 أكتوبر 2018 وقد تمر عشرات الأجيال ولن يحقق عشر مثقال هدفه لأن انطلاقته خاطئة خاطئة خاطئة ... حبذا لو شمر هذا النظام على ساعد الجد لخدمة 1.587.827 كلم مربع فهي جزائرية وأهلها جزائريون وكل سنتيم يصرف على الشعب الجزائري فهو لبنة لخدمة بلاد مليون ونصف شهيد ... ذهب الشهداء وبقيت في الجزائر حثالة الأرذال تحكم البلاد بواسطة المجهول الذي لا نزال نبحث عنه ...
لماذا تأخرت موريتانيا في تقديم فروض الطاعة والولاء لمافيا حكام الجزائر والخاصة بلقاء جينيف ؟
وأنا أبحث عن نهاية لهذا الموضوع نزل خبر زيارة وزير خارجية موريتانيا اسماعيل ولد الشيخ للجزائر فورا أي عليه أن يحضر يوم الاحد 21 اكتوبر 2018 ، طبعا لقد تأخرت هذه الزياة المرتقبة التي كانت من المفروض أن تكون يوم أعلنت الجزائر أنها قبلت حضور لقاء جينيف بصفتها جارا مراقبا لا غير ، كان من المفروض أن تقوم السلطات العليا في موريتانيا بزيارة لقصر المرادية لتقديم فروض الطاعة والولاء لأسياده في قصر المرادية والتزود بآخر أوامِرِهِمْ خاصة فيما يتعلق باتخاد موقف متشنج مكهرب موحد ، ألم تصل قافلة جسور المحبة أو الاخوة أو الله أعلم بشعارها ، إذن لقد سارت أمور الهدايا والمكافآت الجزائرية للموريتانيين ووصلت في نفس يوم وصول وزير خارجية موريتانيا إلى الجزائر العاصمة فما على موريتانيا اليوم إلا أن تقدم التشكرات وتدعمها بتقديم فروض الطاعة والولاء لكراكيز حكام الجزائر وشياتيهم وتبليغ الجميع استعداد موريتانيا المطلق للوقوف إلى جانب الإخوة الجزائريين في محنتهم مع المغرب الذي حسم الأمر عسكريا على أرض الصحراء المغربية وتركهم في حيرة من أمرهم طيلة 43 سنة لأن المغرب حينما ألقى ملف الصحراء في مزبلة الأمم المتحدة عرف أن هذا الملف سيبقى هناك إلى يوم يبعثون ، فحتى محافظة واد الذهب التي جاءت من نصيب موريتانيا فَرَّ منها جنود موريتانيين خوفا من شردمة من ميليشيات البوليساريو فدخلها الجيش المغربي وشَطَّبَ منها الجميع ( جزائريين وبوليساريو )...فاسألوا من يحضر كرانس مونتانا كل سنة الذي اختار حاضرتها مدينة الداخلة الفائقة الجمال .. فهنيئا لحمولة ثقيلة أخرى زادت على ظهر الشعب الجزائري جاءتهم هذه المرة من موريتانيا التي تبلغ مساحتها 1.030.700 كلم مربع والتي أكثر من 800 ألف كلم مربع منها محظور على المدنيين بقرار عسكري ، لكن أي مدنيين ؟ لعلهم المدنيين الموريتانيين فقط أما الإرهابي الذي صنعته الجزائر أو المافيوزي الخارج من ضلع المافيا الحاكمة فتلك أرضه ورثها من عساكر الجزائر فلا خوف فيها عليه فهو تحت حماية جنرالات المافيا الجزائرية..
وإلى اتجاه آخر قد تتجه إليه المافيا الحاكمة في الجزائر وقد يكون هذه المرة من جنوب إفريقيا لتتجه منها شمالا نحو المغرب لعلها تصل إلى قدميه من هناك ....
لكن ما أروع لو تم هذا المشروع في اتجاه الجنوب الجزائري وأقصى جنوبه ... فسنشعر إذاك أن عين قزام وعين امقل وإدلس و أبلسة بأنها مدن جزائرية فعلا ....
مع تحياتي لمناضلي كل الجنوب الجزائري البطل ...
ولا نامت أعين الجبناء .
سمير كرم