أجمل ما في الموروث الشعبي المغربي و العربي، هي تلك الحكايات التي هي عبر و حكم وتمتلك دلالة قوية جدا، لا تنتهي صلاحيتها خاصة مع استمرار الحالات المشابهة لها، ومنها حكاية جحا و حماره.
يحكى أن جحا كان يمتطي حماره، فالتقى أحد المعارف الذي أبدى بعض المفاجأة لدى رؤية جحا، وقال متهكما عرفت حمارك ولم أعرفك. بسرعة البرق رد عليه جحا، الحمير تعرف بعضها.
والواقع أن كل إناء بما فيه ينضح، وكل "سفيه كيقرا ما فيه"، ولا يمكن للكلب إلا أن يرى الكل كلابا.
مناسبة هذا الإنزال الكلبي ، هو ما ورد على لسان مدير موقع "هسبريس"، هناك في الفيلا بدولة الإمارات، حين وصف كل المواقع المغربية وأصحابها والمشرفين عليها والصحافيين العاملين فيها، بالكلاب... نعم وصفهم بالكلاب.
قد يقول قائل ولماذا، ونقول نحن لأنه:
أولا لا يرى إلا نفسه.
وثانيا: لأن المواقع المغربية الأخرى كلها بصالحها وطالحها أشرف منه ومن نواياه ومن سيرته الذميمة.
نقول لمن يسأل عن السبب، أن عليه أن يطل على غرفة نوم هذا النكرة، الذي لا يكاد يرى إلا بمجهر البترودولار، سيجد حتما كل الحبوب المهلوسة، لأنه باع روحه لشيطان الخيانة، وكدس الملايين على حساب الوطن وأبناء الوطن.
ونحن هنا نمارس المهنة، ونمارس حب الوطن و الغيرة على الوطن، ونمارس حق الناس في الحصول على المعلومة، المعلومة الخبرية وليس المعلومة لمن دفع أكثر...
مدير "هسبريس" في ظل السعار الذي أصابه نشر تدوينة على صفحته بـ "الفايسبوك" باللغة الإنجليزية نعت فها كل المواقع المغربية بالكلاب، وهو هناك في دولة الإمارات، يمارس طواف الإفاضة حول بورصة القيم، وحيث تباع المبادئ التي مهما غلى ثمنها فهي رخيصة في عين التاريخ وعين المساومين عليها.
والسبب أن هذه المواقع كشفت إقامته العابرة معنا واستقرار البال والخاطر و"البزطام" طبعا هناك، كل شيء هناك وهنا لا يوجد سوى ما تبقى من دكان أصطلح عليه ب "هسبريس"، دكان لبيع الخردوات، وبيع النجاسة وبيع الذمم.
الآن وقد انكشف الأمر، لم يعد أمام مدير "هسبريس" سوى أن يظن الكل مثله، وأول ما ينطق به كلمة كلاب، ناسيا أن الكلاب، حين يموت صاحبها، تموت بجانبه، اما الوطن فالكلاب أنقى و أطهر في الخوف عليه وحمايته، من أمثال الذين يبيعون كل شيء عند أول مناقصة وأول عرض..
عبد العزيز المنيعي