اعلنت القيادة البحرية في مرفأ ليفورنا الايطالي ومسؤول محلي السبت ان حوالى اربعين شخصا ممن ادرجت اسماؤهم على قوائم ركاب سفينة كوستا كونكورديا التي غرقت ليل السبت قبالة جزيرة في توسكانا لم يتم العثور عليهم بعد.
واوضحت القيادة البحرية ان الفارق بين الاشخاص الذين تم التعرف اليهم برا واعداد الركاب واعضاء الطاقم يبلغ حوالى 40 شخصا لكن من غير الممكن التحدث عنهم كمفقودين لانهم "ربما لم يسجلوا اسماءهم" لدى وصولهم الى البر.
وتحدث رئيس بلدية غروسيتو غويسيبي ليناردي من جهته عن "41 شخصا لا يزال يتعين العثور عليهم". وقال "اعمال التحقق تتواصل، انه عمل طويل سيستمر هذه الليلة".
واضاف ليناردي " من اصل الركاب ال4232 الذين كانوا على متن السفينة، تم العثور على 4191 حتى اللحظة".
وقفز الركاب في البحر مذعورين في حين تدافع آخرون للحصول على سترات النجاة بعد جنوح سفينة سياحية ايطالية وميلها وتسرب المياه اليها مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الاقل وفقد عشرات آخرين.
ووسط الفوضى التي أعقبت الحادث مساء الجمعة قرب جزيرة جيليو قبالة ساحل توسكانا لم يتمكن المسؤولون الإيطاليون من تحديد عدد المفقودين من الركاب وافراد الطاقم البالغ عددهم 4229 على متن السفينة كوستا كونكورديا.
وانفجرت أنونييتا سينتولي (65 عاما) في البكاء وهي تروي تفاصيل الحدث قائلة "كنت على يقين من أنني سأموت. كنا في قوارب نجاة لمدة ساعتين نبكي ونتشبث ببعضنا البعض".
واضافت "كان الناس يحاولون انتزاع سترات النجاة من بعضهم البعض. تمكنا من الحصول على سترات للأطفال فحسب".
وقال مسؤول شارك في عملية الانقاذ ان سائحين فرنسيين وأحد أفراد الطاقم من بيرو لاقوا حتفهم. واصيب نحو 70 شخصا اثنان منهم على الاقل في حالة خطيرة.
وقالت وكالات انباء ايطالية أن الشرطة اعتقلت قائد السفينة فرانشيسكو شيتينو وفتحت السلطات تحقيقا جنائيا بتهمة القتل غير العمد. وقالت الشرطة ان القبطان نقل الى سجن في مدينة جروسيتو انتظارا لاستكمال التحقيقات.
وقالت شركة كوستا كروسيير المشغلة للسفينة وهي تابعة لمؤسسة كرنفال كورب أند بي اكبر مشغل للرحلات السياحية في العالم ان السفينة كانت تبحر في طريقها المعتاد عندما ارتطمت بصخور مغمورة تحت الماء. وفي مقابلة تلفزيونية قال قائد السفينة إن الصخور غير موضحة في أي خرائط بحرية للمنطقة.
ومع ذلك لا يزال من غير الواضح كيف يمكن ان تجنح السفينة البالغ طولها 290 مترا في المياه الهادئة على مقربة من الشاطئ.
وقال فيليبو ماريني وهو متحدث باسم خفر السواحل "سوف نتمكن من ان نقول ذلك في نهاية التحقيق. سيكون من السابق لأوانه التكهن بهذا الأمر".
وقال مسؤولون السبت ان ربان السفينة قاد السفينة مقتربا بشدة من الشاطيء بطريقة خطرة.
وقال لوشيانو نيكاسترو وهو متحدث آخر من خفر السواحل لتلفزيون سكاي تي جي 24 "حدث اقتراب خطير يحتمل بشدة ان يكون هو السبب وراء الحادث الا ان التحقيق هو الذي سيثبت ذلك تماما".
وتركت السفينة مستقرة على جانبها في مياه يتراوح عمقها بين 15 و20 مترا وغمرت اجزاء من سطح طوابقها في مكان غير بعيد عن الشاطيء. ويظهر شرخ كبير على جانبها.
وقال مسؤولون ان البحث سيستمر خلال الليل على الرغم من الصعوبات الناجمة عن الظلام وبرودة المياه.
وقدم مسؤولون مختلفون تقديرات متفاوتة لعدد المفقودين حيث تحدث البعض عما يصل الى 70 مفقودا لكن مازالت هناك شكوك كبيرة حول عدد المفقودين فعلا وكم عدد الاشخاص الذين لم يتم ببساطة احتسابهم في ظل حالة الارتباك.
وقال إنيو اكويليني رئيس عملية الانقاذ "لسنا متأكدين من الأرقام.. لا يمكننا استبعاد عدم احتساب بعض الناس.. في الواقع هذا محتمل جدا".
واضاف "يمكن أن يكونوا عشرة او 20 وصولا إلى 40 ولكن لا يمكنني أن أقول أي شيء بشكل أكثر دقة من هذا. هناك احتمال ألا يكون هناك مفقودون".
وكان الركاب قد جلسوا للتو لتناول العشاء بعد بضع ساعات من مغادرة ميناء سيفيتافيتشيا بالقرب من روما في رحلة سياحية مدتها اسبوع الى برشلونة ومايوركا عندما قطع دوي ارتطام عزف لاعب البيانو وبدأت الباخرة تغوص.
وقال احد الركاب يدعى لوتشيانو كاسترو "سمعنا دوي ارتطام وسقطت الاكواب والاطباق فوق الطاولة ومالت السفينة وانطلق وميض".
واضاف "تبع ذلك مشاهد رعب واناس يصرخون ويركضون.. كانت بالقرب منا شابة حامل في شهرها الخامس تبكي في حالة رعب".