*عبد المجيد مومر الزيراوي
على إيقاع موسيقى التراث الفرنسي الأريستقراطي ، لاحت صورة الوزير عبد القادر اعمارة و هو يحمل كأسًا ، طرحت السؤال التالي : هل هو كأس خمر أم كأس شاي ؟!
و لأن مائدة الحفل الذي حضره الوزير اعمارة ليست من تنظيم " رحال طْرِيتُورْ " ، فلن تجد لحم الخروف المشوي على الطريقة المغربية و لن تجد معه الكَمُونْ البَلْدِي. و بالتالي أعتقد أن لا حاجة للوزير اعمارة بكأس الشاي الذي نشرَبُه عادةً قصد المساعدة على هضم لِيدَامْ دْيَالْ الغَنْمِي .
هو كَأْسُ خَمْرٍ إِذَنْ ؟!
الله أعلم .. شكل القدح يوحي بذلك ، مائدة الطعام توحي بذلك ، طريقة الشرب توحي بذلك ، الإحمرار الظاهر على بشرة الوزير اعمارة عند الإمساكِ بالكأس يكاد يفضح كل ذلك . نعم هُوَ وزير البيجيدي في ضيافة أغصان الفرَنْكوفونية ، فوق المائدة ألذُّ المأكولات الباريزيَّة ، و أنتم تعلمون أن النبيذ الأحمر عنوان الثقافة الفرنسية و أن النفاق الأسود صفة من صفات التنظيمات الإسلاموية.
لا بأس ، لا بأس .. تْشِينْ تْشِينْ حرام على " ولاد الشعب " و حلال على السيد الوزير المُتَأَسْلِمُ .
ثم أنظروا معي مَلِيًّا .. شاهدوا معي وجه المقرئ أبو زيد يتوسط المشايخ الثرثارين خلال جلسة بين الإخوان الأقْحَاح .فَبَعْد أن إنتهى من سرد تفاصيل رواية حسن السِكِّير ، استَفاض المُتَفَيْقِهُ في ذكر مناقب المُسْتَتَابين المُلتحِقين بِزُمْرة الاسلام السياسي . و دون حياء أرخى اللِّجام عن فَكَّي لسانِه المُسْتَلَب السَّليط لكي يستهزأ الإخواني أبو زيد ب "ولاد الشعب" المهاجرين إضطرارًا إلى استعطاف الكنيسة من أجل الطعام ، إلاَّ أنه سرعان ما اكتشف أن الرُّوجَ و لحم الخنزير يَسْتَقْطِبانِ وزراء البيجيدي الذين يسيل لُعابُهم أمام مائدة غصن رونو-نيسان رغم أنها لا تشبه مائدة سيدنا عيسى التي أنزلها الرحمان المنان.
و من الإطراء الملغوم الموجه إلى كاتب نَثْرِ “رواء مكة” و تعداد مظاهر انحرافه الفكري والسلوكي و الأخلاقي قبل حصوله على صكوك الغفران من فقهاء الإسلام السياسي. تَحوَّل ذاك المُتَشَدِّقُ أبو زيد نحو ترديد لازمَة أغنية ولد الحوات الدكالي " زِيدْ جُوجْ أَ مُولْ الرُّوجْ زِيدْ جُوجْ " في حضرة النابلسي و عمر عبد الكافي و إخوانهم.
أَ رأيتَ يا أ با زَيْدٍ الرِّيَّالِي القَطَرِي ؟! ، ليست الكنيسة هي المُكلفة باستقطاب مرتزقة الإسلام السياسي لأنها لا تحتاج مع أخواتكم و إخوانكم إلى بذل مجهود تبشيري. فقط يكفيكم التعلق بأغصان الفساد التي تُحَرِّكها رياح الطواحين الحمراء و لحوم الخنازير الحمراء و قنينات الخمر الحمراء و ليالي باريس الحمراء...
آه .. كَمْ أنتِ فَتَّانَة يا فرنسا، تفضَحِين النفاق بْلاَ كَثْرَة زْوَاقْ ، تفضحين نفاق الإخوان دون فض اعتصام و لا مراجعة الفصل 47 و لا صرف المليارات من دولارات النفط و الغاز.
آه .. يا فرنسا تذَكَّرِي معي أنه بعد بِضْعِ حِصَصٍ من الترويض الناعم ، استقطبت أزقة الحرية الجنسية بباريس الوزير يتيم و استطاع سحر و غواية المكان تغيير مسار أسرة إخوانية ، بشكل جعل الزوج يتيم اللذات يسترجع قدراته الجنسية المُطْمَرَة ثم يَشُن حملة كيدية ضد زوجته متهما إياها بالتقصير في إثارة غرائزه و خدمة أهوائه الإباحية.
فماذا يا فرنسا ؟! ماذا لو تكلمت الزوجة و صارحت بَعْلَهَا السابق بالكشف عن مكنونات أسرارها ؟! ، ماذا لو أطنبت في سرد تفاصيل معاناتها مع طليقها ؟!. حرام أن يتنكر الداعية اليتيم لأم أطفاله ، فقط لأنها شاخت و بلغت سن اليأس ، فقط لأنها لا تليق بسفريات فرنسا بعد أن تَشَقَّقَت أصابِعُها من شدة الاحتكاك بفخار " قَصْرِيَّةْ لَعْجِينَة " ، بعد أن امتلأ رأسها شيبًا و ظهرت آثار العشرة المُرَّة الطويلة على البشرة السمراء.
نعم .. لا يستطيع الداعية اليتيم أن يتَنَكَّر و لَن يَتَذَكَّر ، بل يؤلمني أن أسمع نداء زوجته السابقة و هي تستعين بأبيات محمود درويش و تخاطب الوزير بالتصرف في قولها :
" تَكَبَّرْ تَكَبَّرْ ..
أنْتَ لَكَ المُدَلِّكَة بفرنسا تَتَبَخْتَرْ
تَكَبَّرْ تَكَبَّرْ ..
أنَا لِي التَّطليقُ يا مَن حَجَّ واعْتَمَرْ .. "
آهٍ يا فرنسا ..
ماذا فعلت بالأمينة ذات العقيدة " التوحيدية الإصلاحية " ؟! . و كيف جَعَلْتِها تكتشف " جمال " صورَتِها و " نعومة" شعرها ، و بياض ابتسامتها الساحرة التي أسقطتها في أحضان الغواية السياسية ثم عَلَّقْتِها فوق أغصان الحقائق الواقعية ؟!.
تلك الحسناء الفصيحة التي اشتدَّ الكُبْتِ الجامِحُ عليها فسارعت إلى كشف عورة الإسلام السياسي . تلك الحسناء التي لم تنفع مع خشونة بَشرَتها كل مساحيق التجميل الفرنسية ، فاختارت نَزْعَ ملابسها و بَسْطَ ذراعيْها مع رَفْعِ رِجليْها في ساحات باريس. ثم عادت إلى المغرب خبيرةً متخصصةً في هجاء رجولة " الإخوان " بعد استكمالها دورة تدريبية في فن التلاعب بلسانها الحُلو الفتان. شاهدوا فيديوهاتها لكي تكتشفوا إبداعاتِها اللِّسانية الجديدة .. شاهدوا كيف صارت تُدخِلُه تارة و تخرجه تارة أخرى !
و لأن الزين كَا يَحْشَمْ عْلَى زِينُو وَ لْخَايْب غِيرْ إِذَا هْدَاهَا الله، هَا نحن نتابع مسلسل فرار جميلات جماعات " الإسلام السياسي" بالمغرب نحو فرنسا الحرية التي كُنَّ يَصِفْنَهَا بالمجون و الإباحية.
أستغفر الله لي و لكم ، و أختم بحكمة الأمثال الشعبية المغربية التي تفيد أن : " الخُوخْ كُونْ كَانْ يْدَاوِي كُونْ دَاوَا رَاسُو يا مرتزقة الإسلام السياسي ".
*رئيس تيار ولاد الشعب