في كل مرة تظهر شخصية جديدة من عالم الويب في المغرب، إلا وكثر الحديث والنقاش حول ظواهر البوز والتفاهة التي تعم المحتوى المغربي، لكن بين فينة وأخرى تظهر بعض الشخصيات التي تثير اهتمام المغاربة، بسبب قصصها الناجحة والمثيرة والطرق التي سلكتها للوصول للشهرة.
ومن بين هذه الشخصيات الفنية التي أثارت قصة نجاحه الكثير من الجدل، والإجماع الإيجابي الذي يحوزه المحتوى الذي يقدمه، نجد الفنان والباحث في التراث الشعبي نسيم حداد الذي يحل معنا ضيفا في فقرة ‘ضيف الأحد على “آشكاين”، لنتعرف عليه أكثر ونقرب متابعيه من مساره الفني والدراسي.
بداية مرحبا بك على موقع “آشكاين”، كيف جاءت فكرة الانتقال من البحث الأكاديمي في مجال الفيزياء النووي إلى دخول المجال الفني؟ أليست صدفة غريبة؟
بداية أشكر موقعكم على هذه الفرصة، وأريد أن أشير هنا أن الكثير يعتقد أنني تركت الدراسة من اجل الفن، لكن الامر ليس كذلك.. بل العكس أخذت وقتي الكافي من أجل الدراسة، والحمد لله حصلت على دكتوراه الدولة في الفيزياء النووي من المركز الأروبي للأبحاث بسويسرا، وهو كان تحدي بالنسبة إلى لكي أثبت أن الفنان يمكن أن يتمم دراساته من أجل سلك مساره الفني، لأنه في النهاية هذا حق من حقوق الإنسان وواجب أيضا، وأنا كمواطن مغربي قبل أن أكون فنان، يجب أن أقدم احسن صورة ممكنة للمجتمع المغربي، فما بالك أن أكون فنان.. وبالتالي فهذا واجب الفنان الذي يجب أن يستكمل تكوينه الدراسي، لأنه في النهاية سيتفيد منه بشكل كبير في مساره.
هل الفنان المثقف له مساحة أكبر في الإبداع؟ أم يكون مضطرا لإعادة نفس المحتوى؟ خصوصا في مجال الأغنية الشعبية ؟
أظن أنه حان الوقت لتكوين فنانين مثقفين ودارسين لمجالات إبداعاتهم، لأنه مع الأسف الحقل الفني وبالخصوص الفن الشعبي المغربي عرف بالهامشية والعشوائية في التعاطي مع تراثنا، ما اثر بشكل سلبي على العملية الإبداعية، وكما يعرف الجميع فالإبداع في الغناء الشعبي توقف منذ ما يقارب العشرين سنة الأخيرة وليس هناك إبداع، هناك فقط تكرارا لما تركه جيل كامل من الفنانين، بالإضافة إلى غياب أي “مسايرة للعصر”، وذلك نتيجة لغياب التكوين لدى الفاعلين في المجال، وبالتالي نحن في حاجة إلى فنانين مثقفين لأنهم يتوفرون على جرأة فنية أكثر، وعلى قدرة كاملة لدراسة الحقل الفني، وهذا ما نحاول القيام به من خلال أعمالنا وتقريب الفن الشعبي للشباب.
ما رأيك في الموجة الأخيرة من الفنانين الذين تركوا مهن مستقرة وولجوا المجال الفني في إطار مايسمى البحث عن البوز؟
البوز هي ظاهرة عالمية، والمغرب بلد ضمن هذا العالم، ونحن أصبحنا نشهد في المحتوى الخاص بنا على الأنترنت مثل هذه الشخصيات والمشاهير اللذين ينتشرون عبر مواقع التواصل الإجتماعي لأسباب مختلفة، لكن مشاكل هذه الفئة خطيرة جدا لأنه بنفس السرعة التي يشتهرون بها، نفسها تلك السرعة التي يغيبون فيها عن الساحة، لأنه لا يقدم أي جديد، ولا يستند على إبداع يشفع له عند الجمهور، بالإضافة إلى غياب الأسس والقواعد الفنية لدى هذه الفئة، وبالتالي سيختفي بمجرد ظهور شخصية أخرى، لأن المجتمع والجمهور المغربي ذكي جدا ويعرف متى يقبل فنان، ويرفض أخر.
هل لديك أعمال ستصدرها قريبا؟
نعم لدي البوم خاص بعنوان “رباعيات الغناء الشعبي” وهو مستوحى من المرددات النسائية، ومجموعة من الأغاني الشعبية، التي ظلت حبيسة الذاكرة النسوية المغربية، وهي الآن ستخرج في قالب فني جديد، دائما في إطار العيطة التي اتميز بها، كما اشتغلت فيه على أنماط موسيقية جديدة من مختلف المناطق المغربية.
كلمة أخيرة ؟
أتقدم بالشكر لموقع “آشكاين” على مواكبته الدائمة لجديدنا الفني والاهتمام بطرح قضايا الفنان المغربي، كما أتقدم بالشكر والامتنان لجمهورنا الحبيب على دعمه المستمر وثقته الدائمة في أعمالنا وفي شخصنا شكرا جميعا.
عن “آشكاين”