فاتح ماي، يوم رمزي يحتفل فيه العمال بعيدهم السنوي، ويكون مناسبة لزعماء النقابات لتقديم حصيلتهم. أتحدث عن النقابات "المناضلة" وليس عن نقابات "السوشي" و"الكالامار" التي تستحم بعرق العمال في "الصونا" وحمامات البخار التركية.
لا أتحدث عن زعمائنا النقابيين الذين يخجل اللسان عن الحديث عن السيارات الفارهة التي يركبونها، وصالونات "النميمة" المكيفة الاي يشربون فيها فنجان قهوة للتقرير في مصير عامل بالكاد يجد ثمنا لشرب قهوة سوداء في مقهى حقيرة..
لا أتحدث عن أولئك الزعماء الذين بالكاد لا يمشون باستقامة، من كثرة "الانحناء" للزمن، و"الانحناء" لإملاءات الحكومة.
حديثي عن نقابات تجعل من "فاتح يوم" عيدا للاحتفال بالحصاد النقابي، وجني الثمار، وليس كي يتقاسم وزراء البيجيدي المنصات لممارسة هوايتهم في "الكذب" و"التضليل" و"المراوغة" لمهاجمة الحكومة في مسرحية "رديئة".
في هذا اليوم "المقدس" يرتفع منسوب "الكذب" و"النفاق"، يبكي "الجلاد" ويصفق "المجلود"!!
في المغرب فقط انزاح اليوم العالمي للكذب شهرا إلى الأمام، من "أبريل" إلى "ماي".
في فاتح ماي "المغربي" يخرج "الحربائيون" من جحورهم، ينزعون قشورهم، يلبسون أقنعتهم، ويلقون الخطب "الرنانة" في احتفال "تنكري" لا تميز فيه بين "الجلاد" و"الضحية"، ولا تعرف من هي "الذئاب" ومن هي "الشّياه"؟!
هكذا أرى فاتح ماي الذي أسقط شهر أبريل "الكاذب".. هكذا أجبرنا شهر ماي كي يكون من "أنذل" شهور السنة!!