شهدت نهاية السنة الماضية وبداية العام الحالي أحداثا غير مسبوقة في تاريخ مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تمثلت في انتشار المشاكل العائلية الخاصة ببعض المشاهير المغاربة، بعدما فشل أصاحبها في الحفاظ عليها داخل أسوار البيوت الأسرية، مساهمين في نشرها عبر خرجات إعلامية ربما لم يكن لها أي داعٍ.
من المعلوم لدى عموم الناس أن أغلب المنازل الأسرية أو العائلية لا تخلو بتاتا من الخلافات والمشاكل، لأن الحياة لا تظل وردية طيلة أشهر السنة، بيد أن مسألة نشر تلك المشاكل، التي غالبا ما تكون بين الآباء أو الإخوة، أثار إزعاج واستياء النخبة المغربية الواعية، التي بدا لسان حالها كأنه يقول إن الخلافات العائلية حينما ينشرها أصحابها عبر شبكات التواصل فإنها تتحول إلى فضائح.
ولعل أبرز المشاهير المغاربة الذين أعلنوا عن مشاكلهم العائلية الخاصة، والذين ساهموا في نشرها عبر خرجات إعلامية يقول عنها البعض إنه لم يكن لها أي داعٍ، نجد على سبيل المثال الفنان الشعبي عبد العزيز العرباوي (الستاتي) وابنته إلهام، والإخوة عبد العالي ومحمد الغاوي، بالإضافة إلى العداء السابق سعيد عويطة ووالده والممثل محمد عزام (بهلول) وزوجته...
بكل أمانة، فإن هذه الخلافات العائلية التي تحولت إلى "فضائح"، على حد وصف المتابعين، جعلت الرأي العام المغربي يقف أمام العديد من التساؤلات: هل المشاهير المغاربة عاجرون عن التكتم على أسرارهم؟ هل هي تأدية لضرائب الشهرة؟ أم أنها رغبة في العودة للشهرة والأضواء حتى ولو كان ذلك على حساب السمعة والمكانة؟
ولإيجاد أجوبة وتفسيرات للتساؤلات المطروحة، اتصالنا بخبير التحليل النفسي، جواد مبروكي، الذي صرح بأن بوح المشاهير بأسرارهم يعود لثلاثة أسباب رئيسية.
وقال مبروكي: "السبب الأول هو النموذج المغربي؛ «والله حتى نشوه بيك عند كلشي»، فبعض المغاربة مع الأسف لا يتمتعون بنوع من النضج، لذا تجد الفرد عاطفيا واندفاعيا وانفعاليا بدرجة عنفية، ونرى كيف تتطور النزاعات الزوجية والعائلية وكذا مع زملاء العمل والجيران، كلها صراخ وقذف وكلمات نابية وتهديدات مثل «والله حتى نبهدلك في خدمتك وبين جيران وعند العائلة»، ونسمع المرأة تخرج إلى باب المنزل أو النافذة وتضع أصبعيها في أذنيها ثم تصرخ "ويك ويك أ عباد الله"، مضيفا: "لا شيء قد تغير بين الماضي والحاضر سوى أن وسائل التواصل باتت تساهم في نشر الوقائع بسرعة أكبر".
وتابع خبير التحليل النفسي: "السبب الثاني قد يكون الرغبة في العودة إلى الشهرة وجلب الأضواء، فنحن نعرف جيدا أن بعض الفنانين يعانون من اضطراب الهوية والشخصية ويسعون دائما إلى الحصول على الاهتمام من لدن متابعيهم، ولهذا فهم يلجؤون إلى مؤامرات التعرض للفضائح عمدا مثل الطلاق أو الخيانة الزوجية... وهذه الفضائح تجعل كل الإعلام يسلط أضواءه على الفنان المعني بالأمر، وبالتالي فهذا نوع من أنواع الماركوتينغ أو الترويج".
وأردف جواد مبروكي: "أما السبب الثالث، فهو رغبة خصوم الفنان في الانتقام منه، لذلك قد يعمدون إلى نشر أسراره، وذلك بغاية تشويه صورته ومكانته، خصوصا إذا كان الضحية يتمتع بأخلاق عالية ويحظى بسمعة طيبة. فهم يحاولون إسقاطه من سلم النجاح لنوايا تختلف من حالة إلى أخرى".
وفي ظل كل هذه المشاكل العائلية الخاصة بالمشاهير، تبقى نقطة الضوء الوحيدة هي وصولهم إلى الصلح في نهاية المطاف، وهو ما يأمل Le360 أن يظل عليه مشاهيرنا، فنحن إعلام يسعى لتسليط الضوء على النجاحات والإنجازات، لا على خلافات غير المجدية لقرائنا بأي نفع.