منذ سنوات خلت كان حكام دول الخليج يعيشون سمنا على عسل مستفيدين من خيرات بلدانهم وتجمعهم مصالح ثقافية واجتماعية ودينية ولغوية وتاريخية، ولا يستطيع أحد من خارج تلك الدول أن يفرق بينهم لكثرة القواسم المشتركة.
لكن في السنوات الأخيرة القريبة وخصوصا عند صعود جيل جديد من الحكام في بعض دول الخليج خصوصا في الإمارات والسعودية، بدأت حلاوة السمن والعسل تتبخر، بسبب المشاكل الإقليمية المفتعلة، أخطرها التدخل في شؤون بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى درجة التجسس على حكامها بأياد عربية.
وهنا يجب الحديث عن الفضيحة الأخيرة التي كان بطلتها الإمارات، حيث تمكنت الأجهزة الاستخبارتية بسلطنة عمان، العضو الاستراتيجي بمجلس التعاون، من ضبط خلية تجسس إماراتية اخترقت بدعم سعودي مواقع عليا في الدولة بهدف إسقاط السلطان قابوس، والعمل على تنصيب شخص يوالي أبوظبي في الحكم، ما أحدث أزمة دبلوماسية لم تنطفأ نيرانها إلى الآن.
ويرى متتبعون لشأن الخليجي أن سياسات الإمارات والتي باتت تتبعه فيها السعودية تحت ولاية عهد محمد بن سلمان، نزعت فاعلية المجلس وجعلت جدوى وجوده محل جدل، بعد أن أصبح مثخناً بالأزمات، بسبب التدخل في شؤون دوله من طرف الإمارات والسعودية .
وهنا لابد من طرح أسئلة جوهرية فكيف للإمارات والسعودية أن تقوم بخلق مشاكل خطيرة لجيرانها الذي تجمعهم قواسم مشتركة قوية فيما بينهم، ولصالح من تقوم بزعزعة استقرار تلك الدول؟. فيما يرى متتبعون أن مافعلته الإمارات والسعودية بدول الجوار يسمح لها بأن تفعل الشيئ الكثير لدول المغرب العربي الذي باتت تصوب أعينها عليه في الأونة الأخيرة.