حرب قذرة بكل المقاييس، تلك التي باشرها قادة الفوضى في أحداث الحسيمة، قبل ما يقارب السنتين من اليوم٠
فبالموازاة مع خطاب الكراهية والعنصرية التحريضي الخطير ضد أمن وسلامة باقي المواطنين المغاربة، بدعوى أنهم "عروبية"، وبالتزامن مع الهجومات العنيفة التي شنها المأجورون المسخرون ضد أفراد القوات العمومية، والمنشآت والمعدات والآليات التي تم استهدافها بالتخريب والإحراق، كانت هناك حرب أخرى في صلب الاستراتيجية التخريبية، وهم الاستراتيجية الإعلامية، أو الحرب النفسية، كما يطلق عليها أحيانا٠
هذه الخطة التي لم ينتبه إليها إلا القليلون، كانت تركز على شن هجمات نفسية على كل مواطن مغربي حر يريد رفع صوت الحق في وجه هؤلاء التخريبيين، وتهديده، ومضايقته بتعليقات مستفزة قصد دفعه إلى القيام بتصرفات أو ردود فعل غير محسوبة العواقب، وذلك من طرف المئات من الكتائب الإلكترونية المسخرة، التي كانت تتقاضى مبالغ ما بين مائة ومائتي درهم عن كل يوم عمل من السب والشتم والقذف في شرف المغاربة والمغربيات الشرفاء٠
وفي خضم كل ذلك، كانت وسائل التواصل الاجتماعي في ذروة نشاطها من طرف المأجورين، وكان الحرص شديدا على الترويج للمغالطات والافتراءات في حق "المخزن"، وتصوير ما يجري في الحسيمة، كأنه في ليبيا القذافي، أو سوريا بشار الأسد٠
فلم تجد كتائب "الحراك" الفايسبوكية، غير أسلوب التلفيق والفبركة والتزوير، لتجاوز الاتهامات الموجهة إليها بالتخلي عن شعارات السلمية، والتعامل بأسلوب عدائي في مواجهة القوات العمومية المسالمة.
وقد لجأت الكتائب الإلكترونية للحراك، إلى جمع بعض الصور التي توثق لإصابات متظاهرين في مصر، والبحرين، ودول أخرى، وتقديمها للمتتبعين، على أنها صور لمصابين من "نشطاء الحراك" في الحسيمة، خلال المواجهات الدامية.
وبمجرد إلقاء نظرة بسيطة على هذه الصور، يتضح أن المصابين ليسوا مغاربة، ولا يوجد أي شيء يدل على "مغربيتهم"، بل إنهم مجرد محتجين من الجمهورية المصرية، والبحرين، وبعض الدول العربية الأخرى..
بل إن هناك أدلة قوية على كذبهم، ومنها رايات خاصة بهذه الدول، في غياب وجود أي راية للرايات المعهودة لنشطاء الريف.
محمد البودالي