لا يمكن لأي قلم شريف في هذا الوطن أن يبقى فاغرا فاه، وهو يتفرج على شطحات إخوة الأمس في الخليج العربي، ومحاولاتهم اليائسة للتسرب إلى الشأن الداخلي في المغرب.
ولأن المغرب بلد مسالم، ولا يحب التدخل في شؤون الغير، فقد استغل بعض السابحين في أموال النفط العربي هذا الفراغ، ليتسربوا بأموالهم القدرة إلى جيوب بعض الأقلام والمواقع المغربية، كي يتحكموا في رقابها، عبر شراء أسهم، او منح رشاوي، أو التلويح بإغراءات، تسيل لعاب ضعاف النفوس.
طبعا يحق لبعض المواقع الإعلامية ان تستفيد من غباء بعض التائهين الذين فاضت جيوبهم بأموال النفط، فأغرتهم بأن يغامروا بشراء ألسنة واقلام في إطار التخطيط لمس استقرار البلد، او زحزحته من الداخل. ولكن، ليس من حق أي شخص أو أي منبر إعلامي أن يسخر من ذكاء المغاربة، عبر وضع رجل في الداخل، ورجل أخرى في خارج الحدود،أو عبر الرقص على حبال رقيقة وقابلة للتمزق.
فالمواقع التي هللت وطبلت وغيطت لزيارة البابا للإمارات، هي نفس المواقع التي تناولت زيارته للمغرب بخجل في التحليل والتغطية، والمواقع التي تناولت البيان الصادر عن الملك محمد السادس وأخيه الملك عبد لله ملك الاردن بالاحتيال وحسن التملص خوفا من إقلاق سادتهم في السعودية والإمارات، يجب أن تعلم بأن حبل المراوغة قصير حين يتعلق الأمر بمصالح الوطن، لأنها أسمى وأعلى من كل المزايدات.
أما ذلك المسمى تركي آل الشيخ والذي قال فيه موقع “برلمان.كوم” كلمة الحق حين صمت الآخرون فنؤكد له مرة أخرى أن المغرب لن يسمح لأمثاله بأن يرقصوا فوق ترابه، بمناورات بخيسة، أكل الزمن عليها وشرب.ثم إن محاولاته القدرة لتناول قضايا مغربية من خلال مسلسلات وافلام وسيتكومات ضعيفة المحتوى، لا يمكنها أن تجدي، ولو أنفق من أجلها كل دولارات نفطه.
والآن، ألا يحق للمرء ان يتساءل:ماذا تريد السعودية والإمارات من المغرب؟أليس هو من ظل واقفا إلى جانبهم في كل محنهم،ليحمي أطفالهم ونساءهم وشيوخهم وأمراءهم؟ أليس هو من وقف سدا منيعا لصد التغلغل الإيراني، والاعتداء العراقي أيام صدام، وكل ما يمكن ان يزحزح استقرار إخوته في الخليج؟ فهل هذا هو جزاء دولة جعلت مبادئ الصداقة والأخوة أسمى من الطمع والمال؟وإلى متى تعيث فسادا أهواء شاب مراهق أتى إلى السلطة ليقتل ويسجن ويهدد الأصدقاء، ويبيع كرامته وكرامة شعبه لأمريكا كي يرضي حاكمها؟.
إنها أسئلة صادقة من قلوب طاهرة إلى قلوب جائرة، هدفها توضيح الرؤيا لمن فقد البصر والبصيرة، أما أولئك اللاهثين بغباء وراء أموال هذين الدولتين، فليعلموا أننا لن نقبل بهم إلى جانبنا،كما لن نقبل بكل الأقلام والمؤسسات التي تبيع وطنيتها بورقتي دولار خضراوتين .. وهذه هي كلمة الفصل التي لا نقبل بغيرها بديلا.
أبو أمين