يواصل حزب -العدالة والتنمية- ممارسة هوايته المفضلة بالدفاع ومعارضة نفس الشيء.
سياق هذا الكلام، هو السجال الذي يعرفه مشروع قانون الإطار المتعلق بالتعليم الذي أظهر إزدواجية رهيبة للحزب الحاكم، بين رئيس حكومة سابق يشن حربا بلاهوادة على المشروع ويحاول شيطنته وإظهاره كخطر على هوية الدولة وعقيدة المواطنين ويطالب برفض النص ولو أدى الامر إلى اسقاط الحكومة وحل البرلمان، ورئيس حكومة حالي يعقد التزامات هشة مع الاغلبية ويعلن دعمه للتوافق والاجماع.
طبعا ما يقوم به قادة حزب المصباح ليس صدفة أو اختلافا في وجهات النظر والتقدير السياسي ما يجري بين بنكيران والعثماني بين الوزراء والفريق البرلماني هو لعبة تبادل للأدوار متقنة بعناية فائقة تترك الجمهور يعتقد أن الصراع حقيقي.
والمتتبع لمجريات الأمور يستطيع أن يلمس خيوط هذه اللعبة المدرة للربح السياسي التي يتقنها البيجيدي ليس فقط في قانون التعليم بل خلال محطات مختلفة.
ومما لا شك فيه أن خطة تبادل الأدوار تسمح للعثماني بربح الكثير من مراكز التفاوض مع العديد من الفاعلين فهو كثيراً ما ينجح في توظيف هيجان بنكيران في اقناع الإغلبية أو صُنَّاع القرار في الدولة بمسايرة بعض قراراته أو التراجع عن القرارات التي لا يريدها.
ولهذا، فان كل من العثماني وبنكيران أصبحا يُحببان لعبة تبادل الأدوار كونها مربحة لكليهما، لبنكيران غزواته الالكترونية تجعله في قلب النقاش السياسي وتحت الاضواء التي يعشقها وللعثماني لكونه يستفيد من بنكيران لإخافة حلفائه ومعارضيه وتذكيرهم بدوره في إيقاف رجل سياسة منفلت.
زنقة 20