الآلة الإعلامية للتيار العالمي للإخوان المسلمين، تشتغل، بضراوة، هذه الأيام، تريد، بإصرار، أن تصنع من عبدالإله بنكيران " إكشوان إنوان"، بعد أن أخفق في تحقيق هذه "الشهرة" طيلة توليه رئاسة الحكومة، و اتخذ قرارات قسمت ظهر المواطن، بدءا بالتقاعد... و انتهاء بتحرير أسعار المحروقات، بمبرر أن ما حسم فيه، كان مكتوبا في لوح الغيب، أي قضاء وقدر.
ولقد انطلت على الكثير من المواطنين المساكين، هذه الحيلة، فظنوا أن بنكيران، هو مجرد رئيس حكومة، لا يمكن أن يواجه ما أنزلته السماء عليهم من اقتطاعات و زيادات.
ولإقناع الناس، بهذه الفكرة، تجندت كتائب الحزب، في المساجد والمدارس و الأسواق من أجل نشر هذا الفكر الاستسلامي لمشيئة حزب، يريد أن يوهمنا أنه يحكم بمشيئة الله، كما تجند فقهاؤه، وعلماؤه لتمرير هذا الخطاب، كلما تحدثوا عن فرائض الوضوء والصلاة والصوم، و عن الذئب الحلال والذئب الحرام، بينما كانوا يوزعون المناصب ويقتسون الغنائم بينهم، وتجندت أيضا حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب، ونشطت في الأحياء الشعبية تنفق بسخاء في مآثم العزاء، و حفلات الختان، و تدق على البيوت موزعة الأكباش والدفاتر المدرسية و اللباس.
و وفر بنكيران لهذا المجهود، التغطية اللازمة من خلال إلهاء المواطنين بإقامة "حلقة" كلما أدلى بحديث أو حل بالبرلمان، من خلال خطاب تهريجي، يروم دغدغة العواطف، والبكاء أحيانا لاستدرار الشفقة، باستعمال قاموس مبهم وغامض، عن العفاريت والتماسيح، يمعن في ترويجه بعد كل صلاة عشاء أو ُصبح، مريدو "" إكشوان إنوان" الكثيرون.
الواقع أن بنكيران، هو المؤسس الفعلي، والحقيقي لظاهرة "إكشوان إنوان"، التي تجعل الناس منبهرين بالتفاهة، وفاغري أفواههم أمام خطابات لا تحمل أي معنى أو رسالة، و مع ذلك تنتزع ضحكاتهم، لأنهم في حاجة إلى الضحك، والأخطر هو أن يصبحوا مقتنعين بهذه الخطابات تماما، كما حدث لفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، الذي يعاني من "أنفلونزا" لا تنفع معها كل لقاحات الأمين العام للحزب، بعد أن أصبحوا حاملين إيجابيين لفيروس "إكشوان إنوان".
وبما أن تعليمنا ضعيف جدا، لا يمنح المواطن شحنة تفكير، و لا يدربه على إعمال العقل، فقد صدّق الكثيرون قصة الدفاع عن اللغة العربية، التي تجند لها الكثيرون، و حاولوا أن يضللوا المواطنين، فأطلق بنكيران، الذي درس، كل أبنائه، في البعثات الفرنسية والجامعات الفرنسية، العنان للسانه، زاعما أن القانون الإطار الذي ينص على تدريس أبناء الشعب المواد العلمية باللغة الفرنسية، كما كان معمولا بذلك إلى غاية آوخر الثمانينات من القرن الماضي، يريد أن يدمر اللغة العربية، وتبعه في ذلك امحمد الخليفة، الوزير الأسبق الذي لا يعرف فك رموز اللغة الفرنسية...
و اتسعت جوقة " إكشوان إنوان"، و تبعها الطبالة والغياطة، والنكافات، في بث مباشر على "يوتوب"، توحدت في نقله المواقع التي تلعق من معون "الإكشوانية الإنوانية".
و من المؤسف جدا أي يعجز برلماني عن الحسم في قضية تبدو محسومة أصلا، فاللغة ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة للتلقين، و اللغة العربية يجيدها اليوم، جيلنا الذي درس كل المواد العلمية، باللغة الفرنسية، أحسن من بنكيران، و أولئك الذين يعرقلون التصويت على مشروع قانون، ويدافعون عن اللغة العربية، من دون أن يتقنوا قواعد النحو والصرف والتركيب والإعراب...
اللغة ملكة، والدفاع عنها يبدأ بإتقانها، لا مجرد إدعاء أنها لغة القرآن الكريم، لأن هذا موقف إيديولوجي، وليس موقفا علميا.
المصطفى كنيت