في مقال غريب، يحمل الكثير من نبرة التعصب للفكرة، وتأويل الكلام على غير ما يقصد منه، هاجم الدكتورأحمد كافي، الخطيب الواعظ بعدد من مساجد البيضاء ، وعضو في المنتدى المغربي للوسطية، تدوينة للمفكر محمد جبرون، حاول من خلالها فتح قوس على "أزمة الفقه الإسلامي، في ظل تدهور مناهجه التي لا يختلف اثنان عن كونها تتماشى و سياق نشأتها الذي ربما أصبح متجاوزا اليوم، وما يفرضه الأمر من تعقيدات تتقاطع مع الاختلالات السياسية التي تعيشها الدول الإسلامية اليوم.
تدوينة جبرون التي كانت مقتطفا من ورقة الدوحة، والتي نشرها يوم الأحد (24 مارس)، كان الهدف منها فتح حوار بطريقة هادئة و عقلانية تستحضر أدب النقاش والخلاف، تم التعامل معها كما العادة بطريقة تستهدف الحكم على النيات، وكأن كل دعوة لفتح باب الاجتهاد أو النقاش، هي دعوة إلى "هدم الدين والتهجم على رموزه"، وقد كان المنهج المتعصب في التعامل مع تدوينة جبرون واضحا انطلاقا من المقال الذي اختار له صاحبه عنوان "امحمد جبرون السقوط المنهجي والأخلاقي أمام الإمام الشافعي".
ومع أن المفكر المغربي لم يتطاول على شخص الإمام الشافعي، الذي أشار أنه واضع الأسس الأولى للفقه، لينسب تدهور المنهج إلى المرحلة التالية لمرحلة وضع الأسس والممارسة، و يفتح القوس على إمكانية فسح المجال أمام نوع جديد من التشريع أكثر مرونة ويتجاوز اختلالات الماضي، إلا أن الدكتور كافي الذي نشر مقاله المتحامل والمرتبك في الفهم على موقع المقاصدي أحمد الريسوني، ألصق بجبرون لائحة ثقيلة من التهم التي تصيدتها طريقة فهمه للموضوع، حين اتهم المؤرخ بأنه تطاول على الشافعي حين وصفه بصانع التدهور، و" المؤسس للتخلف القيمي والأخلاقي في أحكام المعاملات، والمتسبب في الأزمة المنهجية والأخلاقية للفقه الإسلامي والمضيع لأخلاقيات الفقه."
و تعليقا على المقال الذي حاول صاحبه التقليل من الوزن المعرفي لصاحب التدوينة الحاصل على دكتوراه في التاريخ، وصاحب عدد من المؤلفات في المقاصد ونقد المشروع الإصلاحي، ومفهوم الدولة الإسلامية .... عبر جبرون عن صدمته من المقال ومن لغته التي وصلت حد "المعيور"، «غلظة الرجل وحدته واتهاماته العديدة التي تدخل في باب "المعيور" ساءني أيضا أن ينشر ذلك في موقع أستاذنا الدكتور أحمد الريسوني الذي نكن له كل التقدير والإحترام. وبهذه المناسبة غير الجميلة أريد أن ألفت انتباه صديقي ومن على شاكلته إلى جملة أمور: أحسست بالحزن للجهد الذي بذلتَه في الكتابة ردا على تدوينة، وتمنيت لو كان ذلك على كتابي "هدي القرآن في السياسة والحكم" الذي يؤسس لأصول فقه مبنية على المقاصد القيمية».
و أوضح جبرون أن ما قصده يخص المنهج في حاضره لا في ماضيه،« هذا الذي نقوله عن علاقة الفقه بالقيم قديم ونبه عليه عدد من المتقدمين ومنهم الإمام الغزالي في الإحياء وغيره وهذا أمر أوضحناه في الكتاب وفي الورقة التي قدمتها للمؤتمر، أما الشافعي رحمه الله فهو غني عن تقريضي، وقد هيأ آلة لزمانه وليست بالضرورة صالحة لكل زمان ومكان .. إنني يا أخي ببساطة أريد أن يستعيد الفقه الإسلامي بساطته، وفطريته، وأخلاقيته، وهذا الأمر يا أخي ليس فوضى بل روح الإسلام وهديه، وأحيلك في هذا الباب على كتابي السابقين مفهوم الدولة الإسلامية وكتاب نشأة الفكر السياسي.. لتقف على ممارسة الإسلام في الزمن المبكر.. وكيف كان أخلاقيا، وفطريا، وبسيطا.«
ولم يخفي المفكر جبرون في ختام تدوينته استغرابه من حجم القذف الذي تعرض له، »والذي أخجل من كونه في موقع رئيس هيئة اتحاد علماء المسلمين .. ليتك نشرت هذا الكلام في غيره من المواقع»
سكينة بنزين