حذر رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري ، من الجولات المشبوهة التي قام بها نائب الوزير الأول ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، لمجموعة من الدول معتبرا أنها " تحريض واضح لدول أجنبية ضد الشعب الجزائري " وقال بالحرف في فيديو نشر في موقع الحركة الرسمي " عيب عليك أن تحرض الخارج على اخوتك الجزائريين اذا اعتبرتهم إخوانك، أين هي الأنفة والرجولة”، وأضاف “الذين تسميهم إسلاميين هم جزائريون، لديهم جواز سفر جزائري ومواطنون جزائريون، كيف تسمح لنفسك بتحريض الخارج على إخوانك، الاسلاميون جزء من النسيج الوطني" ، واردف قائلا موجها الكلام للعميل عمامرة ، هناك شريحة عريضة من الاسلاميين الذين هم في الطبقة السياسية، هؤلاء ربما يكونون وطنيين أعظم منكم.. من الاسلاميين من اعتديتم عليهم وادخلتموهم السجون والكثير منهم لا علاقة لهم بما جرى والذين تورطوا في الإرهاب يتحملون مسؤولياتهم”.
للإشارة فقد اثيرت تساؤلات كثيرة حول خلفيات تعيين العميل لعمامرة وطبيعة المهمة الموكولة اليه في خضم الحراك الشعبي الدي بلغ دروته في الايام الاخيرة، بل واكدت وقائع ملموسة - الحقيقة الضائعة- لهدا الشخص المشبوه حيث كشفت وثيقة من أرشيف المخابرات الأمريكية ، والمنشورة في موقع “ويكيليكس”، المختومة بطابع “سري” تسرد فيه عن جوانب غامضة لنائب الوزير الأول وزير الخارجية، رمطان لعمامرة ، خاصة في جوانب من علاقات هذه الشخص مع واشنطن وارتباطه بمسؤولين أمريكان كبار، لحد المراهنة عليه في كسر خطوط حمراء للعقيدة الدبلوماسية والعسكرية الجزائرية.
هدا وتفيد التقارير المنشورة في موقع “ويكيليكس”، فحوى محادثات كان قد أجراها السفير الأمريكي بالجزائر، ريشارد أردمان، بتاريخ 1 غشت 2005 مع الأمين العام لوزارة الخارجية والذي لم يكن حينها سوى رمطان لعمامرة، وتبادل الرجلان في بداية حديثهما الملفات الاقتصادية التي كان مركزا عليها في ذلك الوقت، وكدا الاهتمام الأمريكي بالتعاون العسكري مع الجيش الجزائري، لكن بالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة عبر توقيع اتفاق “سوفا” الذي يتيح عمل جنود أمريكيين في دول أخرى، وذكر السفير الأمريكي أن بلاده ترى حاجة الجزائر للتحرر من المظلة الفرنسية، وهو ما وافق عليه لعمامرة.
غير أن المثير في الوثيقة هو الكشف على انه في نهاية لقائهما، خلص السفير الأمريكي إلى أن لعمامرة " الذي يتكلم حسبه إنجليزية ممتازة" وعمل في الولايات المتحدة كسفير لبلاده في الأمم المتحدة بين 1993 و1996 ثم سفيرا للجزائر في الولايات المتحدة بين 1996 و1999، يبدو “صيدا ثمينا ومحاورا يملك سلطة وتأثيرا في الجزائر”. وأضاف السفير: “خلافا لسابقه على رأس الأمانة العامة لوزارة الخارجية مغلاوي، يعد لعمامرة مقربا من الرئيس بوتفليقة ومن وزيره الأول أحمد أويحيى ومن وزير الخارجية محمد بجاوي”. واعتبر السفير أن لعمامرة كثير الود للولايات المتحدة ويفهم جيدا النظام الأمريكي. وقال إن لعمامرة يصلح محاورا ممتازا لكبار المسؤولين الأمريكان في واشنطن ونحن نشجعه لزيارة الولايات المتحدة من أجل تشجيع التعاون على اعلى مستوى بين البلدين...
يدكر ان هذه المعلومات تعيد الجدل حول شخصية لعمامرة المبهمة ، الذي عرف صعودا لافتا في مشواره الدبلوماسي بعد مروره على منصب أمين عام وزارة الخارجية، خاصة في ظل الحديث المتكرر عن دوره في الخارج ومحاولته تسويق ورقة طريق بوتفليقة للمرحلة الانتقالية ومدى وجود اتفاق خارجي على هذه الورقة التي يرفضها أغلبية الشعب الجزائري...
سليم الهواري