ثلاث قضايا كبرى تجعل المغرب على الخط الأمامي لجبهة الحرب، وهي: الإرهاب، التطرف والصحراء، هذا ما يستنتجه المحقق الصحافي الفرنسي "ألان جوردان"، في كتاب صدر له حديثا بنفس العنوان وترجمه إلى اللغة العربية الكاتب والصحافي عبد العزيز كوكاس.
يعتبر جوردان النموذج المغربي في محاربة الإرهاب، "نموذجا يتوطد بناؤه حول طموح جماعي ممهور بتاريخ عريق يعود لأكثر من ألفى سنة هو تاريخ المملكة الشريفة"، ويؤكد أن التزام النخب المغربية بمكافحة التطرف العنيف "وشكل مقاربة المغرب المتعددة الأبعاد لا غنى عنها بالنسبة لنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، هذه المعركة ستضع المغرب على خط الجبهة غير المرئية للحرب الداهمة حيث أصحاب العلم والحكمة وجها لوجه أمام دعاة الحقد والكراهية".
يعتبر الكتاب عملا تاريخيا وتحقيقا صحافيا يرصد الإستراتيجية المندمجة والشاملة للنموذج المغربي في مواجهة التطرف والإرهاب، ويذهب ألان جوردان إلى أن موقع الملكية وإمارة المؤمنين في قلب النظام السياسي، والتعدد الثقافي واللغوي الذي ميز المغرب عبر تاريخه وإرسائه لثقافة العيش المشترك، وكذا النجاعة التي قدمتها المقاربة الاستباقية في المجال الأمني الاستخباراتي والأمن الروحي، جعلت جل دول العالم تلتفت إلى أن هناك مقاربة مغايرة ذات فعالية في الجنوب الغربي من المتوسط.. أي المغرب.
هذا البعد هو ما حدا بالمدير التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب ونائب الأمين العام للأمم المتحدة جان بول لابورد يقول: "تعتبر مقاربة المغرب في مجال مكافحة الإرهاب مثال على ما نريد القيام به " كما ورد في كتاب "المغرب على الخط الأمامي لجبهة الحرب".
ليس المغرب منشأ معظم الجهاديين الذين التحقوا بداعش وقبلها بالقاعدة أو نفذوا عمليات إرهابية بمختلف العواصم الأوربية، إنه أيضا بلد عانى من ويلات الإرهاب مبكرا منذ عام 1994، ولا زالت جراح مذبحة شمهروش طرية في الجسد المغربي، ولا زالت أجهزته تفكك بشكل مستمر خلايا إرهابية قبل انتقالها إلى الفعل.. وما يستقطب الانتباه في كتاب ألان جوردان هو حجم المعلومات التي يحفل بها من مصادر موثوقة في الداخل والخارج، باعتباره مراسلا للأمم المتحدة، ومحققا صحافيا مشهورا بفرنسا وسويسرا، وأيضا رؤيته التبصرية التي تتناول المقاربة المغربية المتميزة للتطرف والإرهاب وأشواك قضية الصحراء بشكل شمولي.
بالنسبة لمترجم المؤلف الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس، في تصريح لمنبرنا فإن ما جعله يترجم كتاب "المغرب على الخط الأمامي لجبهة الحرب"، هو عمق مؤلفه الذي يجمع بين الكتابة التاريخية والتحقيق الصحافي، وأيضا حجم المعطيات التي لا يتوفر عليها الصحافي والباحث المغربي، وأيضا طبيعة المقاربة المنهجية لألان جوردان للقضايا الشائكة التي تجعل المغرب على الخط الأمامي للحرب الداهمة في مجال التطرف والإرهاب والصحراء، في مختلف الجوانب السياسية والأمنية والروحية والثقافية والاجتماعية..