يدور بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، شريكي الحكومة لولايتين، جدل بزنطي حول من سيفوز بالانتخابات التشريعية لسنة 2021، مع العلم أن الحكومة الحالية ما زالت تبارح مكانها ولم تنجز ما وعدت به ولا يبدو أنها ستنجز شيئا. في هذا السياق قال أحد قادة العدالة والتنمية، إن المقعد الأول في الانتخابات محجوز لحزبه، والقائل وزير كبير، وقال محمد أوجار، وزير العدل والقيادي في التجمع الوطني للأحرار إن حزبه سيفوز بهذه الانتخابات وأن أخنوش هو "الساروت" لحل مشاكل المغرب.
لما يريد المغاربة التعبير عن سخطهم من عمل شخص ما يقولون "على زين طيابك". لا نعرف لماذا ستفوز هذه الأحزاب؟ ما الذي حققته حتى تعود مرة أخرى للإمساك بزمام الحكومة؟
لماذا يعتبر قادة حزب العدالة والتنمية أن المركز رقم واحد محجوز لهم؟ المعروف أن الحزب لم يحقق شيئا سوى الجرأة على كل ما هو اجتماعي، بدءًا من تحرير أسعار مجموعة من المواد الأساسية، مرورا بتخريب صناديق التقاعد على حساب الموظف البسيط، ووصولا إلى تكريس الريع السياسي، حيث ضمن الحزب لأبنائه تعويضات متعددة ونال زعيمه السابق تقاعدا أكثر من مريح.
لكن الحزب الإسلامي يعرف على ماذا يراهن كي يعود من جديد لرئاسة الحكومة بعد الفوز بالمقعد الأول. يعرف البيجيدي أنه لن ينجح في الانتخابات، لأنه يتوفر على برنامج اقتصادي واجتماعي، أو لأنه يقدم بديلا سياسيا، ولكن لأنه يستغل الخطاب الديني، وقرب أعضائه من المساجد، وسيطرة جمعيات تابعة له على مجموعة من المرافق ذات الشأن الديني، ناهيك عن استغلاله لشهر رمضان الأبرك حيث يقوم بتوزيع مجموعة من المساعدات عبارة عن قفة رمضان.
أما التجمع الوطني للأحرار فإن الأوهام المتولدة لديه ناتجة من كون زعيمه الجديد أحد أثرياء المغرب، بما يعتبر عامل جذب في العملية الانتخابية، وسيكون فاعلا في استقطاب الأعيان، الذين يتم التعويل عليهم كأرقام انتخابية لأنهم يضمنون مقاعدهم بالبرلمان، لكن الحزب لحد الساعة لم يخلق له قاعدة اجتماعية تتبنى مبادئه.
على العكس من ذلك لقد حاد الحزب عن المبادئ التي رسخها جيل المؤسسين وعلى رأسهم أحمد عصمان، باعتباره حزب الديمقراطية الاجتماعية، فحاول في الآونة الأخيرة أن يتبنى الديمقراطية الليبرالية ففقد هويته، وتحول بالكامل إلى حزب يعبر عن مصالح الأغنياء، فلماذا سيصوت عليه الفقراء ومتوسطو الحال؟
الحزبان يتجادلان اليوم حول فوز وهمي. فهم اليوم في الحكومة، وقبل أن يفكرا في الرتبة في انتخابات 2021 عليهما أن يقدما الحساب للشعب حول ما قاموا به خلال ولاية ونصف من الحكومة.
عمليا إذا لم يستغل الحزبان الرئيسان في الحكومة أدوات من خارج العملية الانتخابية، سواء الخطاب الديني أو القرب من الثراء الاقتصادي، فإنهما سيكونان أرانب سباق لفاعل ما زال مختبئا قد يخلق المفاجآت في الانتخابات المقبلة وينهي قصة الفوز الوهمي.