|
|
|
|
|
أضيف في 16 مارس 2019 الساعة 33 : 16
هل كتب الله على العرب أن يكونوا الأكثر تقصيراً في حق أنفسهم عبر التاريخ ، أم أن العيب في أحفادهم المفرطين في تراث الأجداد ؟ فقبل الإسلام أقاموا العديد من الحضارات الإنشائية من جنوب جزيرتهم إلى أقصى شمالها في بطن الهلال الخصيب، ولا يكاد اليوم يحفل بحضارتهم غالبية أبنائهم إلى حدّ الغفلة عنها من بعض الشعوب العربية ! ومنذ فجر التاريخ برع العرب في علم الفلك وطبّقوه في أسفارهم بخاصّة البحرية قبل غيرهم من أمم الأرض، ثم هاهم أحفادهم ينسبون هذا السبق إلى غيرهم بين جهل وانعدام بصيرة ! وقبل الإسلام ابتدع العرب الأرقام العربية ونظامها العشري فتعلمهما منهم الهنود أولاً نتيجة للتجارة العربية العالمية مع شبه القارة الهندية ، ومن بعدهم الأوروبيون ، ثم لايزال فضلها يُنسب إلى غيرهم حتّى من أحفاد العرب ! وبعد الإسلام حمل علماء العرب مشاعل الحضارة العلمية التي استقى الأوروبيون منها طويلاً ، ثم إنّ معظم أولئك العلماء يُنسبون زوراً إلى الأمم غير العربية التي عاشوا على أراضيها ، وذلك من خلال الإشارة إليهم ، حتّى من أحفاد العرب ، بـ "العلماء المسلمين" ، وليس: العلماء العرب ! وهاهي اللغة العربية ، أعظم لغات البشر ، تزداد ترهّلاً يوماً بعد يوم على أيدي أبناء بعض كبار الشعوب العربية ! سأتطرّق تطرّقاً سطحياً إلى النقاط سالفة الذكر دون الغوص في أعماق الأدلّة عليها ، ثم أركّز فقط على الحضارة العربية الإنشائية القديمة في الجزيرة العربية لنرى أنّها مجتمعة لا تقل – إن لم تزد – على حضارة قدماء المصريين في وادي النيل. علم الفلك (وهو ملاحظة الأجرام والبُنَى السماوية وحركتها ) لم يكن له أدوات رصد سوى العين المجرّدة قبل قيام العالم جاليليو عام 1609 بصُنع أوّل مِقراب فلكى بنفسه. وليتراكم ذلك العلم لأمّة ما عبر الزمن بالعين المجرّدة لابد أن تكون بيئتها صافية السماء معظم أيّام السنة ، بيئة لا تعرف الأمطار ولا السديم (الضباب ) ولا السحب ، ولا حتّى غطاءً شجرياً طبيعياً يُذكر. فكيف يكون العرب – أصحاب تلك البيئة قد تعلّموا الفلك من الهنود – على حد زعم الزاعمين ، والمرددين له من العرب المعاصرين – في حين أنّ بيئة شبه القارة الهندية مدارية ، مطيرة ومغممة بالسديم أو السحب معظم أيّام السنة ، ويكتسي معظم أنحائها بغطاء شجري طبيعي كثيف؟ ! ! ثم إن القرآن الذي خاطب العرب ابتداءً يؤكّد لأولي الأبصار والنُهى هذه الحقيقة في عديد من آياته مثل: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [العرب]} النحل:16. وكيف يتعلّم العرب الأرقام وحسابها من الهنود الذين تكتب قومياتهم جميعها وعبر التاريخ من اليسار إلى اليمين ، وكان المنطقي لو أنّهم هم الذين ابتكروها أن تتزايد لديهم المواضع العشرية من اليسار إلى اليمين ، في حين أن المواضع العشرية تتزايد من اليمين إلى اليسار وفق الاتجاه اليميني العربي في كتابتهم وفي ثقافاتهم ثم إن القرآن الذي خاطب العرب ابتداءً يؤكّد ريادة العرب لعلم الحساب في أكثر من آية منها: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...} يونس:5. وبعد الفتوحات الإسلامية لبلاد رغدة العيش ، وديعة البيئة ، على خلاف ضراوة البيداء العربية وقساوتها ، هاجر واستقر كثير من العرب – فُرادى أو فاتحين – في تلك البلاد ، خاصّة فارس وما جاورها شرقاً من بلاد – فكان من أبنائهم علماء طبيعيون مثل محمد بن احمد البيروني (أبو الريحان ) ، وعبد الله محمد بن موسى الخوارزمي (أبو جعفر ) ، وأبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (نسبة إلى "الري" في فارس حيث وُلِد ). ولو لم يكن هذا العلمي والآخرون مثله عرباً لما كتبوا مؤلّفاتهم بالعربية ، ولتضمّنت أنسابهم أسماءً محلّية لأهل البلاد التي عاشو فيها ، وهي البلاد التي حافظت على لغاتها القومية وعلى كثير من أسمائها غير العربية إلى يومنا هذا.. ! ! ثم إن البيروني يؤثر عنه قوله: "الهجو بالعربية أحب إلي من المدح بالفارسية" ، الفارسية لغة أهل البلاد التي وُلد ونشأ فيها ؛ فكيف له ولأمثاله أن يكونوا غير عرب؟؟ ثم ماذا لو عرفنا أن كلمة "بيرون" ليست اسماً لبلد في فارس ينتسب إليه أبو الريحان ، بل معناها بالفارسية: بعيد خارجي – من الخارج. أمّا اللغة العربية التي كان من المفترض أن تجمّع الأقطار العربية في تكتّل يُعلي شأنهم أمنياً واقتصادياً وسياسياً وغير ذلك ، كما جمّعت الإنجليزية مثلاً الولايات المتّحدة الخمسين ؛ لا نرى من الأقطار العربية الكبيرة من يتمسّك بالعربية الفصحى على الأقل في إعلامه الرسمي والخاص ليجمع بها وعليها أشقّاءه العرب الأصغر ؛ بل ومن الأقطار العربية الكبيرة ما لا يجيد مسؤولوها غير الدينيين التحدّث بعربية فُصحى ؛ كما يكاد ينعدم فيها معلّم لغة عربية يتمسّك بمحادثة طلابه بها وليس فقط أن يدرسها لهم كما يفعل كثير من معلّمي اللغات الأجنبية مع طلابهم ! ! أما عن الحضارة الإنشائية العربية القديمة ، فإنني أزعم أنها أوّل حضارة عرفتها البشرية ، ومهدها هو الجزيرة العربية.. وليست الحضارة المصرية القديمة هي أوّل حضارة للبشر كما يتصوّر الكثيرون ! ثم إن قدماء المصريين شيّدوا حضارة معمارية في الغالب ولم تواكبها حضارة صناعية ، بمعنى أنّهم كانوا بناة مهرة ، ولكنّهم لم يكونوا صنّاع مهرة بنفس القدر. والدليل على ذلك أن الساقية والطنبور كآلتين زراعيتين ليستا من اختراع قدماء المصريين ، بل أدخلهما اليونانيون إلى مصر وبعد آلاف السنين من وجود حضارة إنشائية في شمال وادي النيل ؛ وأن العربة (العجلة ) الحربية تعلّمها المصريون من (الهكسوس ) ، وهتان الحقيقتان تشهد بهما كتب التاريخ المصرية نفسها. وقد أسفر كشف أثري حديث للآثار العربية الثمودية (في السعودية ) عن رسم واضح للعربة الحربية ثبُت أن تاريخه يسبق وجود العربة الحربية في كل من مصر والعراق. أمّا من تُشير إليهم مصادر التاريخ المصري القديم بالـ (هكسوس ) ، فقد ثبت لي بالبحث أن أولئك القوم لم يكونوا سوى (عرباً ثموديين ) ممن آمنوا لنبي الله صالح ، بعد أن أباد الله كفّارهم في قريتهم: الحِجْر (شمال غرب السعودية ) ، فارتحل مؤمنوا الثموديين – على وجه من الأوجه إلى مصر كمستوطنين ، وليسوا كغزاة ، وهم القوم الذين بيع نبي الله يوسف إليهم. ويقيناً لدي – بعد البحث والمقارنة أنهم نفس القوم الذين تزوّج منهم خليل الله إبراهيم ، جدّ يوسف ، من قبل وعاد بزوجه (العربية الثمودية ) إلى مكّة بالجزيرة العربية حيث أمكنها أن تتعايش بين العرب دون مشكلة في اللغة. أمّا الحضارات الإنشائية العربية القديمة التي سبق بها العرب العالم في مهدهم الجزيرة العربية فيبدو أنّ أوّلها كانت حضارة "عاد" من العرب ، وهم الذين أرسل الله إليهم بالرسل ثم ختمهم برسوله هود ، ثم أباد الله كفّارهم من بعده. يقول القرآن في الآيات 6 – 8 من سورة الفجر: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ؟}. فالآيات تتحدّث عن حاضرة القوم عاد من العرب وكان اسمها: "إرَم ويصفها القرآن بأنّها كانت ذات مبان كثيرة العِماد (عِماد ، وعُمُد ، وأعمدة ، وعواميد ، جمع: عامود ) ؛ ولم يكن لها آنذاك مثيل في البلاد بما فيها مصر الحالية بالطبع.. فهي إذن أوّل حضارة عرفتها البشرية وكانت في الجزيرة العربية. واقرأ أيضاً قوله تعالى من الآية 124 – 130 من سورة الشعراء: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ؟ ... أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ! وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ! وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ !}. ولعل آثارها مدفونة تحت رمال الصحراء العربية تنتظر من يكتشفها. ثم تلتها حضارة الثموديين في "الحِجْر" ديار ثمود (بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك في السعودية ). اقرأ قول الله: كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ: أَلَا تَتَّقُونَ ! ... أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ، وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} الشعراء:141149. والأثريون يؤكّدون أنّ النحوت الجبلية في منطقة الحِجْر هي مدافن ، وليست مساكن ؛ وهنا يختلف الباحثون فيما إن كانت آثار منطقة الحِجْر هي من حضارة الثموديين أو من آثار حضارة الأنباط العرب ! والفصل في ذلك – من وجهة بحثي – يتوقّف على معنى كلمتي "بيوت" ، و "فارهين" اللتين وردتا في آية الشعراء 149 أعلاه. فكلمة "بيت" في العربية وجمعها "بيوت" لا تقتصر فقط على المساكن ، بدليل تسمية الكعبة "بيت" الله الحرام ، وهي لم تُبن ليسكن فيها أحد ؛ كذلك تسمية المساجد – في القرآن آيضاً (النور: 36 ) – "بيوت" الله ، وهي لم تُبن للسكن فيها. ثم إن الآية 74 من سورة الأعراف توضّح أنّ الثموديين قد بنوا قصوراً لسكناهم في السهول ، ونحتوا في الجبال "بيوتاً" (ليُدفنوا فيها ) ، وما ذلك إلاً إمعاناً في الترفّه ، وهو معنى كلمة "فارهين": {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ ، وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً ، وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً ، فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ [نِعَم الله عليكم]...}. ويعاضد هذا المفهوم الآية 9 من سورة الفجر: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} ، أي قوم ثمود الذين صنعوا جيوباً وليس مساكن في الصخور الجبلية الموجودة في الوادي الذي عاشوا فيه. على سبيل المثال ، أو ابحث عن الصور بكلمات مثل: آثار مدائن صالح ، أو بالإنجليزية: remains of Saleh. وربّما جاءت تالية لهم حضارة الأنباط التي امتدّت رقعتها بين ديار ثمود: الحِجْر (في السعودية ) ، والصحراء الأردنية حيث عاصمتهم البتراء ، وكل أو بعض سيناء في مصر. ومما يجدر بالذكر أنّ العرب الأنباط شادوا حضارتهم في ظروف مواتية أيضاً من توفّر الماء من الآبار وتوفّر الأنعام ، مع الثراء من التجارة العالمية إنّ الإشادة بالحضارة العربية القديمة – شأنها شأن كل الحضارت البشرية في العالم – ليست إشادة بكفر أقوامها ، ولكن بالإبداع البشري في حدّ ذاته. أما أهم الأسباب التي تجعل سطوع الحضارة العربية القديمة اليوم في مدارك الناس أضعف صيتاً إلى حدّ الغفلة عنها من أحفاد العرب عموماً ، فمنها: 1 أنّ آثار الحضارات العربية الموجودة موزّعة سياسياً على عدّة أقطار في الجزيرة العربية منها: اليمن ، السعودية ، الأردن ، سوريا ، وغيرهما ؛ ومن ثم فذكرها لا يأتي مجتمعاً بل متفرّقاً مبعثراً بين تلك الأقطار مما يُعطي إيحاءً بضآلتها. 2 أنّ البيئة العربية التي تغلب عليها الصحراء ليست بيئة مواتية لاستدامة الحضارة. فالإنسان الخلاق المبدع يُنشئ الحضارة حين يعيش موفور المأكل والمشرب والملبس والمسكن ؛ بمعنى أن الإنسان الذي يعاني حاجة حيوية في حياته قلّما يستطيع أن يُنشئ حضارة ، أو يُبدع فكراً ؛ لذلك كانت ضفاف الأنهار هي أنسب بيئة لنشوء حضارات كالحضارة المصرية القديمة ، ومع ذلك استطاع العرب أن يقيموا حضارات لهم في جزيرتهم الصحراوية كلّما رغد عيشهم عبر التاريخ حول عيون الماء ، ومجاري السيول. اقرأ قول الله: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ؛ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ؟ ... وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ، أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} الشعراء: 123134. طبيعة العرب الذاتية في عدم ميلهم إلى الكتابة والتسجيل ، مع غياب إمكانياتهما من خامات ، وطقس معتدل في بيئتهم التي يغلب عليها التصحّر ، حالا دون أن تبوح حضارتهم بتاريخها كما باحت حضارة المصريين القدماء الذين كانوا يميلون إلى الكتابة والتسجيل وساعدهم على ذلك توفّر الخامات واعتدال طقس بيئتهم. نالت حضارة قدماء المصريين حظّاً وفيراً من التنقيب عنها لاعتدال مناخ وادي النيل في مصر عموماً ، ولانجذاب المحتلّين الغربيين إلى مصر بحكم موقعها الجغرافي الحيوي ؛ ثم اهتمام أولي الأمر في مصر في العصر الحديث بتلك الحضارة لكونها مصدراً مهمّاً للدخل سياحياً ؛ في حين أن كل تلك العوامل لم يكن لها نفس الحظ في قُطْر كالسعودية ، أو حتّى كاليمن ودول الخليج العربي. المصادر والمراجع بحث كتبته في مقال مستقل بعنوان: "فرعون وثمود14" ، ضمن سلسلة بعنوان: قضايا فقهية. ذهب مفسرون مذاهب أخرى في تفسير معنى: "إرَم ذات العِماد" ، فمن قال إنّ "إرَم" اسم القبيلة ، وأقول: بل "عاد" هو اسم القبيلة أو القوم والذي جاء ذكره عشر مرّات في القرآن. ومن قال إنّ "العِماد" تعني أنّهم كانوا طوال القامة إلى أربع مئة ذراع (ما يعني طولاً بارتفاع بناية من 45 طابقاً ، لو اعتبرنا أن طول الذراع = 50سم ! ! ! ). ومن قال إن اسم الموصول: "التي" ، في جملة: "التي لم يُخلَق مثلها في البلاد" ، عائد على كلمة "عاد" المؤنّثة ، وليس على: "إرَم" ، لأنّ الخلق يكون للقوم.. وأقول: بل على مدينة "إرَم" ، ففعل الخلق لا يقتصر على الكائنات الحيّة ، وإلّا لما قال الله سبحانه عن ذاته: {أحسن الخالقين} الصافات:125 ، فما من أحد غيره يخلق كائناً حيّاً ، واقرأ كذلك: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} يس:81. ثم إنّ الآيتين: 9 و 10 التاليتين للآية: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ؟} من سورة الفجر تُردِفان لنا مثلين آخرين لقومين ممن كفروا بالله مثل عاد ، مقترن اسم كل قوم منهم بما أنشأوا من مبانٍ عِظام: اقرأ: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9 ) ؛ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10 )} ، فثمود نحتوا جيوباً في الصخور ؛ وفرعون يُذكَر مقترناً بالأوتاد (الأهرام – للشبه بينها وبين الجبال كما فسّرها علّامة العربية متولّي الشعراوي ، بناء على: {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} النبأ:7. فيكون من المنطقي ومن سلامة السياق أنّ "إرَم" هي ما أنشأ قوم عاد من حاضرة عظيمة.
سكينة عشوبة طالبة وباحثة
|
|
2141 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|