مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


تأملات في علم المنطق


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 15 مارس 2019 الساعة 22 : 10





تأملات في علم المنطق
نبذة عن فلسفة ومنطق أرسطو جدل بين الفلسفة والفقه الإسلامي وإنطلاقاً من الأية الكريمة لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

قصدنا في هذا المقال أن نكشف عن الأصداء المتعددة والمتباينة التي خلفتها الطرق التدليلية الأرسطية عند مفكري الإسلام، فقد توزعت بين متبع لها كابن رشد الذي رفع من شأن البرهان حاذيا أرسطو حذو النعل بالنعل، وبين فلاسفة آخرين حافظوا على استقلاليتهم تجاهه، وكانوا أكثر أصالة واحتكاما إلى عقولهم، "فاعتمدوا طرقا تدليلية لا تنقطع عن خصوصياتهم ومرجعيتهم دون وصاية أرسطو
يمكن القول، دون خشية السقوط في المبالغة، بأن الموضوع الأساسي للفلسفة هو العقل، ففي محاولتها تفسير العالم في شموليته تستعين بالمبادئ التي يتعين اكتشافها في العقل نفسه، ومن أبرزها مبادئ المنطق وقواعده، إذ "ليس في العلوم ما بلغ مبلغه في ضبط موضوعه ولا في تقنين منهجه.
وقد خضع علم المنطق في العالم الإسلامي لما خضعت له علوم الأوائل بشكل عام عندما ترجمت إلى العربية بمبادرة من بعض رجال السلطة السياسية بذريعة استحالة الجمع بين المأصول والمنقول، يقول السيوطي: "فمن أراد الجمع بين علم الأنبياء وعلم الفلاسفة بذكائه فلابد أن يخالف هؤلاء وهؤلاء، ومن كف ومشى خلف ما جاء به الرسل من إطلاق ما أطلقوا، ولم يتحذلق ولا عمق، فإنهم صلوات الله عليهم أطلقوا وما عمقوا، فقد سلك طريق السلف الصالح، وسلم له دينه ويقينه"
لا مراء في أن المشتغلين بالمنطق في ظل التراث العربي الإسلامي كانوا كثرة في عدد من الأقطار، ولم يكونوا منتسبين إلى عقيدة واحدة أو علم واحد، واتسم إنتاجهم بتعدد ألوانه وتنوع أحجامه بين الابتكار والترجمة والتلخيص والشرح، بيد أن هذا الزخم من الإنتاج المنطقي لا يدل على الإقبال العفوي على المنقول المنطقي ولا على الاعتراف الطوعي بمبادئه ومسائله، بقدر ما ينم عن الشعور بالحاجة إلى تقريبه من مقتضيات المجال التداولي العربي الإسلامي لاسيما وأن هذا العلم لقي معارضة شديدة، كما أن المشتغلين به تعرضوا للمضايقة بأشكال متفاوتة في الحدة ومتباينة في الأسلوب  (التجريح والاتهام والإيقاع والمتابعة والمعاقبة ولا يبعد أن يكون الباعث على اتفاق أهل الممارسة التراثية على كلمة سواء إزاء المنقول المنطقي صبغته التجريدية والتي لا تتقاطع مع التوجه العملي الذي تتسم به أصول المجال التداولي العربي الإسلامي

يبقى أن النتيجة التي خلص إليها طه عبد الرحمان عامة تجعل النخبة المثقفة في التراث العربي الإسلامي لا تختلف في النقير ولا في القطمير حيال رفض منطق أرسطو، مما يدفعنا إلى تعقب هذه المواقف وسبرها بمسبار يراعي الوعي بالفروقات بينها، فالحكمة تعلمنا أن الصواب يولد من اختلاف العقول. فلنقل في هذه الأحكام واحدا واحدا مع مراعاة تجنب الإطناب الممل والإيجاز المخل، فقد قيل: إذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيا، وإن كان الإكثار واجبا كان التقصير عجزا.
أ موقف الشراح والملخصين الإسلاميين من المنطق الأرسطي:
تفاوتت وشائج الصلة بأرسطو من فيلسوف لآخر في الإسلام منهجا ومضمونا، وقد لا يكون ذلك عوارا أو منقصة ما دام أن جماع الحكمة قد قيل، فإذا كان الفارابي وابن رشد تعاملا مع نصوص المعلم الأول على نحو يقرب من تعامل الفقيه والمتكلم من النص القرآني، فتم النظر إليها نظرة سلفية غير نقدية، فإن ابن سينا مثلا قرأ الفلسفة اليونانية مخالفا إياها في بعض التصورات رافضا للتقليد بوصفه يمثل سلطة معرفية ( والأنكى من ذلك أن أبا الوليد وخلافا لابن طفيل الذي وصل الفلسفة الأندلسية بأودية البيان العربي عندما وظف الجانب التخييلي في الفلسفة من خلال رائعته "حي بن يقظان قد قضى نهائيا على هذا الأسلوب التخييلي حينما عاد إلى طريق الاستنتاج المنطقي حاذيا حذو أرسطو.

من المعلوم أن المنطق الأرسطي دخل إلى العالم الإسلامي ممتزجا بعناصر مشائية ورواقية وأفلاطونية محدثة، وبناء على ذلك انقسم الشراح الإسلاميون إلى صنفين: الصنف الأول  (اللهم إلا ابن رشد وأبو البركات البغدادي ) لم ير في هذا التراث أي تناقض حتى ولو بلغ إلى علمه أن بعضا منه ليس لأرسطو. صنف ثان نهل من التجديدات الرواقية فيما اختلفت فيه مع الأرسطية، ولكنه لم يذكر أن هذه الآراء تعارض آراء أرسطو، كما أنه لم ينسبها إلى أصحابها الأصليين، ولم يحاول أن يوفق بينها وبين الأرسطية نفسه.

ولا أدل على هذا التباين من اختلاف الشراح الإسلاميين في مسائل المنطق العامة كالبحث في طبيعة المنطق، هل هو جزء من الفلسفة أم هو مقدمة سابقة عليها ؟ فأرسطو لم يحسم في هذه المسألة، لكن الشراح من بعده انتبهوا إلى أنه ليس ثمة مكان للمنطق في نمذجته للعلوم النظرية، ومن هنا خلصوا إلى أن المنطق ليس جزءا من الفلسفة ولكن توطئة فقط لها. أما الرواقية فقد جعلت المنطق جزءا من الحكمة المتضمنة للعلم الطبيعي والجدل  (المنطق ) والأخلاق. وطبقا للمنهج التوفيقي La Méthode Syncrétiste الذي ارتضاه فلاسفة الإسلام سبيلا للدفاع عن وحدة الحقيقة الفلسفية، نلفي الفارابي يموضعه كجزء من الفلسفة في كتابه "الجمع بين رأيي الحكيمين"، لكنه في مؤلفه "التنبيه على سبيل السعادة" يعود ليؤكد على أن المنطق آلة للفلسفة وصناعة يقتدر بها على التفكير الصائب وتجنب التفكير الخاطئ. هذا علاوة على قضايا أخرى اختلف بشأنها متفلسفتنا بحسب التطور الفكري والتبيئة التي شملت فلسفة الإغريق في عقر الدار  (الاختلاف بشأن المقولات هل هي منطقية أم ميتافيزيقية ؟ ).

بإجمال نقول إن الارتباط بالفلسفة اليونانية بدقها وجلها، مسألة لا ارتياب فيها "بحيث إن مختلف المحاولات الفلسفية عبارة عن استعادة للأصل اليوناني على نحو من الأنحاء

ب موقف أصوليي الفقه من منطق أرسطو:

علم أصول الفقه هو منهج البحث عند الفقيه أو هو منطق مسائله، فمكانته بالنسبة للفقه كمكانة المنطق بالنسبة للفلسفة. بدأ المسلمون يذمون المنطق اليوناني في أواخر ق2هـ، وقد كان للشافعي في ذلك القدح المعلى، رغم ما يبدو على رسالته من امتياح من أرسطو في جوانب تنظيمها وتسلسلها. ويبرر معارضته لمنطق اليونان بانبناء الأخير على اللغة اليونانية البعيدة جدا عن لسان العرب، أضف إلى ذلك أن تطبيق منطق اليونان على المسائل الإسلامية أدى إلى نشأة البدع مثل خلق القرآن وقدم العالم... بإيجاز، إن تطبيق المنطق اليوناني على الشريعة الإسلامية يؤدي إلى الخروج عن هذه الأخيرة بالسقوط في الابتداع المؤدي حتما إلى الفتنة، لذلك حرم الشافعي النظر في المنطق وعلم الكلام قائلا "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام". وقد جعلت هذه الفتوى الشافعية الفلاسفة لا يقتدرون حتى على استخدام كلمة منطق في مصنفاتهم، فابن سينا يستعمل مصطلح "العلم الآلي"، كما توسل الغزالي بـ "معيار العلم" و"محك النظر" واستخدم السهروردي "ضوابط الفكر".

ج موقف أصوليي الدين من الأورغانون:

وضع طائفة المتكلمة في خانة واحدة إزاء علم الاستدلال الأرسطي فرية ما فيها مرية ومجرد دعوى مرسلة وتفلجات دون دليل أو برهان. ودونك بيان ذلك. يشكل الغزالي نقطة انعطاف كبرى في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، فقبله وضع النظار المسلمون مناهج تناسب مباحثهم العقدية، ومقدمات عقلية تتوقف عليها الأدلة والأنظار، والحجج على ذلك كثيرة حسبنا منها ما قرره ابن رشد من أنه كانت للمتكلمين طرقا جدلية خطابية، كما أن الغزالي هاجمها لانطلاقها من المشهورات لا البديهيات كما هو الحال مع منطق المعلم الأول  (البرهان ). إن موقف المتناظران من منطق أرسطو شكل همزة وصل بينهما بدل أن يشكل همزة قطع على غرار التصورات الأخرى التي تضادا فيها  (ولا يخرج موقفهما معا من نظرية الفيض عن هذا التحديد، فهي غاية في التنميق اللغوي الذي أخفى معدنها الميتولوجي

إن المتأمل لبعض من مفاصل متن حجة الإسلام يخرج بقناعة مفادها أن الرجل أقر بضرورة إدماج المنطق على مقتضاه الصوري في العلوم الإسلامية كعلم الأصول بنوعيه، وحتى بعد تجربته الصوفية التي كان من المفروض أن تصرفه عن هذا الاعتقاد  (بعد طول تطواف في التفلسف وشرائط الحد والبرهان والكلام )، فإنه ما انفك ينادي ببراءة المنطق من كل شبهة عقدية ويدعو إلى تمام التمسك به "فالمنطقيات لا يتعلق شيء منها بالدين نفيا وإثباتا، كما أنه "من لا يحيط بالمنطق فلا ثقة بعلومه أصلا، وغير بعيد عن ذلك يذهب الغزالي إلى أن فائدة المنطق اقتناص العلم، وفائدة العلم حيازة السعادة الأبدية، فإذا صح رجوع السعادة الأبدية إلى كمال النفس بالتزكية والتحلية، صار المنطق لا محالة عظيم الفائدة وفي تهافته الذي أنتج فيه عجز العقل لاسيما في الإلهيات  (حسب عبارة الباحث المغربي أحمد العلمي حمدان، يقرر أن الفلاسفة لو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين نقية عن التخمين كعلومهم الحسابية لما اختلفوا فيها كما لم يختلفوا في الحسابية

تأسيسا على ما تقدم، إن المنطق لا ينبغي أن يختلف فيه المسلمون عن أهل يونان إلا في الاصطلاحات، ولا مشاحة في الألفاظ.

إن غاية المرام من رفض متكلمي الإسلام للمنظومة المنطقية الأرسطية تكمن في عدم قبولهم لميتافيزيقا أرسطو المخالفة لإلهياتهم، فكان من البديهي ألا يقبلوا مناهج البحث التي استندت عليها هذه الميتافيزيقا

د موقف الفقهاء من المنطق الأرسطي:

يمكن تصنيف الرافضين للمنطق من الفقهاء إلى فئتين: فئة تنتقده من الخارج وذلك بذم أهله أو بإصدار فتاوى لتحريمه على نحو ما نلفي مع ابن الصلاح "وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة ومدخل الشر شر. وعلى النقيض من هذه الفتوى النارية ضد كل مشتغل بالمنطق والفلسفة، ينتصب الفقيه الأندلسي ابن حزم دليلا على العقلانية التنويرية في الغرب الإسلامي، فالرجل غرد خارج سرب الفقهاء عندما دافع عن مشروعية الفلسفة معتبرا إياها تحث على الفضائل والأخلاق الحميدة وحسن السلوك. وليس يخفى على من شدا طرفا بدقائق الفكر العربي الإسلامي ما لهذا الموقف الإيجابي من مغامرة دونها خرط القتد كما يقول أهل اللغة.

وفئة تنتقده من الداخل مستعينة بآراء الشكاك والسوفسطائيين (، فبمجيء ابن تيمية لم يكتف الأخير بالقول إن المنطق يخالف صحيح المنقول، بل اعتبره أيضا مخالفا لصريح المعقول، فضدا على التوجه الكلامي الاعتزالي والأشعري يذهب الحنابلة  (ابن تيمية خصوصا ) إلى أن الدلائل العقلية على المطالب الإلهية جاء بها القرآن بما فيها من الحق، وما هو أكمل منها وأبلغ منها على أحسن وجه، فلا احتياج إلى ما يسميه المتكلمون بالدلائل العقلية، فالأصل في المعرفة العقدية هو المدارك الشرعية (إلى جانب رفضه للفلسفة بحكم اختلاف الفلاسفة في الإلهيات، رفض ابن يتمية علم الكلام والمنطق، لأن الأخير بنظره يؤدي إلى الشك والحيرة، هذا بالإضافة إلى مهاجمته التأويل لأنه المسؤول عن دق إسفين الخلاف بين المسلمين، مناصبة العداء لكل تلك المعارف مؤطر بفكرة عامة عنده: النقل لا يفتقر إلى أية عقلنة ).

وعموما فقد ذكر ابن تيمية العلتين اللتين ذكرهما الأصوليون  (أصوليو الفقه والدين ) وتوسع فيهما ثم أضاف إليهما الأسباب التالية:

المنطق الأرسطي يقيد الفطرة الإنسانية بقوانين صناعية متكلفة في الحد والاستدلال (* ) : أنكر ابن تيمية وجود الكليات بالخارج  (نزعة اسمية )، ومن تم وجود الجنس والفصل كعنصري الحد، إن الغاية من الحد عنده هي التمييز بين المحدود وغيره  (حد لفظي فقط، وفي مجال القياس أنكر الحاجة إلى الحد الأوسط، ولم ير ضرورة للاقتصار على مقدمتين في القياس إذ ينبغي إطلاق الفكر على سجيته وعدم تقييده بقوانين صناعية
اتجاه الإسلام إلى الوفاء بالحاجة الإنسانية المتغيرة بينما المنطق الأرسطي يعتبر قوانينه ثابتة وكلية.
عدم اشتغال الصحابة والأئمة بهذا المنطق مع توصلهم إلى كل نواحي العلم
نلفت النظر إلى أن الفقهاء بعد ابن تيمية ساروا في نفس الاتجاه كابن القيم والسيوطي، بينما اقتفى آخرون  (السبكي ) أثر ابن الصلاح في حرق الأرم على الفلسفة والمنطق دون مواربة أو تلوين.

ولعل النماذج السابقة المفتلذة على سبيل التمثيل والتدليل، قد قربتنا من حقيقة المواقف الإسلامية من منطق أرسطو. بيد أنه لا مندوحة من استحضار الجانب الإنشائي في هذا النقد، وهو المنهج الاستقرائي المعبر عن روح الإسلام الذي زاوج بين النظر والعمل في مقابل المنطق اليوناني المعبر عن روح الحضارة الهيلينية المنتقصة مما هو مادي حسي، وبواسطة هذا المنهج نفهم سر أخذ بعض مفكري الإسلام المتأخرين لبعض العناصر الرواقية ذات المنزع الإسمي الحسي والبعيدة عن رتابة وقتامة الأنوية الميتافيزقية، وقد لا نجانب الصواب إن قلنا بأن مؤاخذات المناطقة المحدثين على منطق أرسطو تكاد تتمفصل مع ما ذهب إليه فطاحلة الفكر العربي الإسلامي في أوج ازدهاره.

مما لا ريب فيه أن العلم الآلي الأرسطي ظل شامخا لعصور طويلة باعتباره تقنية لتسديد الذهن نحو الصواب وتجنب الفكر من التناقض مع ذاته (* ). وإذا كانت الهفوات التي سجلها فلاسفة القرن 17  (ديكارت Descartes، بيكون Bacon... ) على هذا المنطق تمتاز بالتعدد  (منطق قياسي شكلي، عقيم فيه مصادرة على المطلوب، ميتافيزيقي، لغوي كيفي أي قول شارح لا منهج كاشف... ) فإنها تنتظم وفق براديكمparadigme )  ) الحداثة الذي أعلى من شأن الذات كأساس لليقين والتنظير في شتى المجالات  (معرفة، سياسة، أخلاق، قانون... ). إن انهيار الخطاب الأرسطي الطبيعي بظهور النظرية الكوبرنيكية  (حل مشكلات فلكية بتحريك الأرض )، استتبع انهيار ميتافيزيقاه لأنها مؤسسة عليه ضمن سيرورة ارتقائية  (بعد النجوم الثابتة هنالك المحرك الذي لا يتحرك )، وعليه فتجاوز الحداثيين في أوروبا لأرسطو في تصوراته العلمية كان لأسباب تجريبية عينية، لأن الميتافيزيقا لا تهدم الميتافيزيقا، حيث تم تصويب اعوجاجات العقل عبر تقويم المنهج لغاية السيطرة على الطبيعة انطلاقا من ركيزتين: فعالية الرياضيات  (الطبيعة كتاب كبير مكتوب بلغة رياضية ) وخصوبة التجربة الفيزيائية  (المنهج الاستقرائي ). ولا غرابة هنا أن يخضع المنطق لمنظور رياضي صرف  (النزعة الترييضية ) عرف انقلابا سببه الرياضيات نفسها فيما عرف بأزمة الأسس في ق19 المرتبطة بالتساؤل عن أساس اليقين الرياضي،  (جبريا: نقد نظرية المجموعات بانطوائها على مفارقات، هندسيا: إبراز حدود الهندسة الإقليدية ببناء هندسات تقوم على مسلمات مخالفة لنسق أقليدس )، وقد امتدت تأثيرات هذه الأزمة إلى مجال المنطق على يد مجموعة من الباحثين على رأسهم المنطقي الكبير كورت غودل Kurt Gödel من خلال مبرهنتي عدم التمام وعدم البت اللتين أبرزتا حدود الأنساق الصورية (* ).

طبيعي أن تخلف تلك الأزمة الفكرية مراجعة شاملة للمفهوم الكلاسيكي للمنطق المتوارث عن أرسطو بحيث ظهرت أنساق منطقية متعددة تستجيب للتحولات العلمية الجديدة  (منطق الموجهات، منطق الزمان، منطق الحوار... ) "وهكذا ظلت الأنساق المنطقية تتناسل وفق ما يطرحه الواقع من ظواهر وقضايا جديدة، بحيث صار المنطق تابعا للواقع، بعدما كان الواقع تابعا للمنطق في مفهومه الكلاسيكي الأحادي المغلق"

وراء كل حل حقيقي مشكلة حقيقية، ووراء كل مشكلة حقيقية مقومات نظرية وتحديدات تاريخية واقعية. هذه القاعدة النظرية تمكننا من إدراك سر إحياء الخطابة والجدل في الفكر الفلسفي اللساني المعاصر تحت مسمى الحجاج (* )، إذ انصرفت أبحاث إلى دراسة الأجناس اللاصورية واللابرهانية من تراث أرسطو لاسيما كتب الجدل والخطابة والسفسطة والشعر، بعدما كان أرسطو  (التحليلي البرهاني ) يحجب عن الباحثين كل أثر لأرسطو الجدلي الاحتمالي. وقد كان هذا الإحياء ذا صلة بانتعاش النظم السياسية الديمقراطية الداعية إلى الانفتاح ونبذ العنف والإقماع  (عادة ما يربط الدارسون عودة الخطابة والجدل بحركة ما بعد الحداثة ) والخروج من بؤس الإطلاقية والضرورة نحو آفاق الممكن والاشتباهي (، أي مجال القيم بما هو مجال غامض ومائع ينأى عن التقويم الكمي بافتقاره إلى المعايير الموضوعية كما هو الحال بالنسبة للعلوم الدقيقة (** ).

صفوة القول: إن المنطق الأرسطي في شقه الجدلي الخطابي عاد للظهور بقوة، بعدما كرست العقلانية الديكارتيكة والتجريبية الإنجليزية  (بيكونBacon ، هيومD.Hume  ) "أن كل ما كان اشتباهيا يوشك أن يكون كاذبومعلوم أن الخطابة والجدل لا يمكن تصورهما إلا ضمن حقل المعرفة الاحتمالية، يقول بيرلمان: "لا ندخل في المشاورة إذا تعلق الأمر بالقضايا الضرورية، كما أننا لا نحاجج ضد البداهة

عالج أرسطو أمور الفلسفة العملية اعتمادا على المنهج الشكوكي  (La méthode aporétique )، حيث الممكن والمحتمل والشبيهي أي المجال الذي تتلون فيه القضايا بالمكان والزمان ومقدار الحجج، فكم من حق ضاع لضعف حجته، وكم من باطل ذاع لقوة حجته.

سكينة عشوبة طالبة وباحثة

 



2455

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



كلام للوطن

"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة

جماعة الفسق والفجور تختنق بما يحققه المغرب من تطور

في فقه الروكي وسلوك الحلاّج، الشيخ ياسين من القومة إلى الدولة المدنية

لندن أشبه بساحة حرب: قتيل واحتراق مبان وموجة اعتقالات

التغيير يبدأ من قلب ... حركة 20 فبراير

المغربيات والاعتقاد بالجن والخرافة عندما لا يترك للعقل متسعا للتفكير الموضوعي والعلمي يصبح أداة طيع

هل يعتذر علي أنوزلا بعد أن اعتذرت إلبايس عن خبر الإقامة الملكية؟

وهم طرد «التابعة» ينتهي بالتخلص من الملابس الداخلية !

عبد الفتاح جندلي السوري الأصل لم يُعلّق على وفاة ابنه ستيف

المريزق: كنا نخاف الاختطاف والتعذيب واليوم أصبحنا نخاف على الوطن

النرويج: الثراء، التواضع والهوس

ثورات الربيع العربي وأسئلة الفكر السوسيولوجي

مغربيات كسّرن العادات و التقاليد وتقدّمن لخطبة العرسان

دراسة: الذباب يلجأ إلى الكحول لينسى صد "الحبيب"

نجوم مغربية تلمع في سماء العالم.مقابل خونة يتاجرون بالوطن،ولايستحقون حتى الإشارة ولو بالوسطى

دراسة: الطماطم تتفوق على الإنسان فى عدد الجينات

تنظيم حملة لـ”مناهضة حجاب الصغيرات” بالمغرب

حديث الصباح: باسم الحريات الفردية

ما جدوى حذف البيعة؟





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة