طه لمخير
تصاعدت نبرة التهديد والخطاب الجهادي لجماعة العدل والاحسان بشكل مُلفت في الآونة الاخيرة، ويبدو ان الجماعة تراهن على الاحتجاجات في الجارة الشرقية لخلق حالة من النفير العام في أوساط حصيصها والإرجاف في المواطنين بالتحريض ونشر الشائعات وبث روح التيئيس.
لاحظنا ذلك ايضا من خلال التنسيق الزمني مع أبواق الدعاية الاسلاموية في المشرق مثل جريدة القدس العربي القطرية وعربي 21 ذات الولاء التركي بدمج اخبار حراك الجزائر مع اخبار الواقع السياسي المغربي بشكل ممنهج ومرتب. ولقد تزايدت حدة الخطاب الدعوي على مواقع الجماعة وصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، والمحيل على الافكار الجهادية المستمدة من بعض الروايات التراثية التاريخية وإسقاطها على الدولة المغربية بأسلوب تكفيري محض، تمهيدا لاستثارة عواطف الاستشهاد الكامنة تحت رماد القومة الموعودة.
وفِي الوقت الذي يراهن فيه الاسلاميون وعرابو الثورات على مظاهرات الجزائر لخلق حالة عامة تأخذ شكل العدوى في المنطقة المغاربية، وجدتها جماعة ياسين فرصة لنشب مخالبها في النسيج الاجتماعي المغربي وتحريض طوائفه ومكوناته بالإرجاف وإغارة الصدور واستغلال أزمة الأساتذة المتعاقدين لتوجيه الإضرابات الى منحى تصاعدي محملا بإبعاد سياسوية ونفس تثويري رخيص.
هذا وقد تعالت أصوات المواطنين منددة بدينامية التجنيد والاستقطاب التي كشفتها المداهمات الأمنية المتوالية في الشهور الاخيرة، والتي أسفرت عن مخطط استراتيجي لاختطاف الشبيبة المغربية وارتهانها لمشروع الخلافة والدولة الثيوقراطية التي ظل ينادي بها مرشد الجماعة طيلة حياته ولا زالت طغمة دراويشه وفية للفكرة نفسها.