أضيف في 11 مارس 2019 الساعة 37 : 12
المرأة والحب. رغم مهاجمته المرأة, فإن المرأة كانت غايته, وقد وقع في علاقات غرامية عدة, كلها باءت بالفشل. لم تكن كوزيما الحب الوحيد لنيتشه, ولكنه العمق, حتى ً أرسل الى كوزيما ثلث رسائل أنه عندما انهار ذهنيا : ”أدريان... خاطبها باسم أدريان قائلًا أحبك“. وعام 1877 تعرف على ماتيلد ترامبيداخ وهي فتاة من المقاطعات البلطيكية في روسيا, ويبدو أنه وقع في حبها, وهذه المرة قام بعرض الزواج إلا أن عرضه ُرفض. وكأن ذلك جرح كبرياءه فانكمش على نفسه. وأثناء وجوده في روما أحب الفتاة لو سالومي فكتب لها العديد من القصائد منها: ”إجعلي شعلتك, يا روحي, تتوقد لجوهرك اللغزي ً دعيني في لهيب الصراع أجد جوابا من السنوات دعيني أفكر وأحيا ألفاً ه. ّ وأرمي فيها كل ما لديك... وإن لم يكن لديك من سعادة باقية تقدمينها لي فلن يكون في وسعك أن تزيدي من آلمي“. وحبه للو سالومي أيضا قوبل بالرفض. ً بعد هذه الخيبات التي تركت في أعماقه جروحا عميقة, صب نيتشه جام غضبه على النساء في كثير من مؤلفاته. ففي كتابه ”إنسانيون شديدو النسانية“ على نفوس أزواجهن الكثر ً قال: ”النساء يتآمرن دائما رفعة, فإنهن يردن سلب مستقبلهم منهم من أجل حاضر مريح بعيد عن اللم“. وفي كتابه ”هكذا تكلم زرادشت“ قال: ”يجب أن يهيأ الرجال للحرب, وأن تهيأ النساء للترفيه عن المحارب“ و“سعادة الرجل هي إنني أريد, وسعادة المرأة هي أنه يريد“. هذه مقتطفات من أشهر مؤلفاته : ما الانسان المتفوق إلا حبل منصوب بين الحيوان والانسان فهو الحبل المشدود فوق الهاوية . أحب من يجود بروحه فلن يطلب جزاء ولا شكورا ولن يسترد فهو يهب دائما ولن يفكر في استبقاء على ذاته. تسرني مجالسة البلهاء لانهم يجلبون النعاس ولشد ما يغتبطون عندما نحبذ حماقاتهم ونشهد باصابتهم . لن ينتشي المتألم بمسرة أشد من مسرته حينما يعرض عن آلمه وينسى نفسه. لقد علمتني ذاتي عزة جديدة أعلمها للناس :علمتني ألا اخفي رأسي بعد الان في رمال الاشياء السماوية بل أرفعها رأسا عزيزة ترابية تبتدع معنى الرضى . إنها لمزية أن تكون للانسان فضائل عديدة غير أن تعدد الفضائل يرمي بالانسان إلى أشقى الحظوظ وكم من مجاهد أرهقه النزال في ساحات الفضائل فتوارى لينتحر في الصحراء. من يحوم فوق أعالي الجبال يستهزئ بجميع مآسي الحياة ويستهزئ بمسارحها بل بالحياة نفسها . إن تجمع المياه في الينابيع لن يتم إلا ببطء وقد تمر أزمان قبل أن تدرك المجاري ما استقر في أغوارها . كن أمينا وابذل للامانة دمك وشرفك حتى لو كان جهادك في ما يضير وما يورد المهالك. ما من أحد يرتكب الكذب إلا إذا تكلم ضد ضميره فأصدق الناس من لا ضمير له يحول دون قوله الصدق . إن كثيرا من ساميات الافكار لن تعمل إلا عمل الكرات المنتفخة فلن تكاد تتخضم حتى يحكمها الضمور . إن الناس يرشقون المنفرد بالمظالم والمثالب ولكنك إذا كنت تريد أن تصبح كوكبا فعليك أن ترسل أنوارك حتى إلى الراشقين . ما من مشهد أشد قبحا من مشهد من لا يخضع إلا للظلم. أود لو تميد بي الارض عندما أرى رجلا فاضلا يتخذ له زوجة حمقاء . إن ما تدعوه عشقا إنما هو جنون يتتالى نوبة بعد نوبة حتى يجيء زواجكم خاتما هذه الحماقات بالحماقة المستقرة الكبرى. لا تقبلوا شيئا دون احتراس وحكموا تميزكم عندما تأخذون ذلك ما أشير به على من ليس لهم ما يبذلونه للناس . علينا أن نكبح جماح قلوبنا كي لا تجر عقولنا معها إلى الضلال . إن القوى يعرض نفسه للخطر في سبيل قوته فهو يجازف بحياته مستهدفا للاخطار . إن من أفرط في ادخار جهوده لا يلبث حتى يبتلي بالخمول . من يطمح إلى الاحاطة بأمور كثيرة فليتدرب على إرسال إبصاره إلى ما وراء حدود ذاته. الرفيق الصامت يشعرك بوحشة الانفراد أكثر مما تشعر بها وأنت وحدك لا رفيق لك. إن من يسدي الثناء يتظاهر بإعادة ما بذل له وهو لا يرمي في الواقع إلا إلى الاستزادة لنفسه من المديح والطراء الشهوة والتحكم والانانية هي التي استحقت أشد لعنات الناس حتى اليوم إن أعظم اللذات هي اعتلاء صارية المعرفة والاتقاد بلهب يتلوه لهب فان في هذا الشعاع المتردد هداية السفن الجانحة وأمل المشرفين على الهلاك. و هذه بعض من قصائد نيتشه : ) ) نشيد الثماله ( ( آه ايها الانسان انتبه ! ماذا يقول منتصف الليل العميق ؟ انا نمت لقد نمت ومن حلم عميق استيقظت العالم عميق اعمق مما يظن النهار عميق المكم ـ غبطه لكن اعمق من معاناه القلب يقول الالم امض كل غبطه تود الخلود تود عميقا الخلود العميق ) )سعادتي ( ( منذ ان تعبت من البحث تعلمت ان اجد منذ ان جعلتني الريح ندا جعلت شراعي مع كل الرياح ) )جسور ( ( أينما كنت , احفر عميقا الينبوع في السفل دع الرجال المتشائمين يصرخون في السفل يكون الجحيم دوما ) )ذكاء العالم ( ( لتبق في حقل منبسط لتصعد عاليا كذلك اجمل رؤيه للعالم تكون من علو متوسط ) )صنوبر وبرق ( ( عاليا كبرت اعلى من الانسان والحيوان اتكلم لا احد يكلمني في العزله اكبر واترعرع انتظر ولكن ماذا انتظر ؟ قريبه مني مجالس الغيوم انتظر اول برق ) )الحكمه تتحدث ( ( قاس ولطيف , خشن ,وشفاف واثق وغريب , قذر ونقي مجنون وحكيم : كل هذه الاشياء انا واود ان اكون حمامه, افعى وحمار في نفس الوقت ) )ورودي ( ( اجل سعادتي تودين ان تبهجي اجل كل سعاده تود ان تبهج ! اتودون ان تقطفو وردي ؟ يجب ان تنحنين وتختبئين بين الصخور واشواك السياج كثيرا ماستمتد الاصابع اليكن ! سعادتي تحب الممازحه سعادتي تحب الدهاء ! اتودون ان تقطفو ورودي ) )هذا هو الانسان ( ( نعم اعرف من اي اصل انا ظامئا مثل الشعله اتوهج واخبو كل ما المسه كانه نور كل ما اخلفه جمر بل شك انني شعله آلمه. بعد عام 1876 ,ساء نظر نيتشه, كما ساءت صحته عامة, الى درجة كانت أكثر الاحيان تجعل من الصعوبة بمكان أن يستطيع حتى كتابة بعض الملاحظات يضطر الى إملائها والنبذات لنتاجه المقبل, وكان أحياناً على الموسيقار الشاب بيتر غازت. إلا أنه من المؤسف أن علل نيتشه )الصداع, وآلم , فاضطرته ً المعدة, والرق.. الخ ( أضحت مؤلمة جدا سنة 1879 الى الاستقالة من منصب أستاذ في جامعة بازل. نهايته : لقد وصل نيتشه الى مرحلة لم يترك له فيها صديقا وأعلن حربا شعواء على الناس والافكار ثم بدأ يتصارع مع نفسه ووحدته , لقد أدى هذا التصادم مع كل شئ الى ضياع نيتشه نفسه عام 1889 حيث بدأ يكتب رسائل بدا فيها الجنون واضحا فوضع في مستشفى المجانين لفترة حتى جاءت أمه وهي كبيرة في السن لترعاه وبعد وفاة أمه عهد به الى أخته لترعاه الى أن توفي مجنونا في العام 1900. مقتطفات من كتاب : )هكذا تكلم زرادشت ( عن مشاهير الحكماء الشعب وخرافات الشعب خدمتم، يا مشاهير الحكماء، جميعكم ! وليس الحقيقة ! ولهذا بالذات غمركم الناس بآيات الجلل . ولذلك أيضا تحمل الناس عدم إيمانكم، لانه كان مجرد دعابة ومسلكا ملتويا باتجاه الشعب. هكذا يفعل السيد وهو يغض الطرف عن عبيده ويتسلى أيضا بمرحهم العابث. لكن الذي يكون مكروها من الشعب كالذئب لدى مدبر عن ُ الكلب: هو العقل الحر، عدوّ القيود ، ا لا العبادة، الساكن في الادغال. مطاردته و إجلاؤه عن مخدعه ؛ ذلك ما يعني لدى الشعب "حسا بالعدالة ": وضده يستثير كلبه الاكثر شراسة . "ذلك أنه هنا تكون الحقيقة: إذا ما كان الشعب هنا ! و ُعلن ويل، ويل للسالك دروب البحث !" هكذا ظل على الملا منذ القدم . ّميتم أردتم إقرار الصواب لشعبكم في عبادته؛ وليس ذلك "إرادة الحقيقة"، يامعشر مشاهير الحكماء ! ّث نفسه على الدوام: "من الشعب وكان قلبكم يحدت؛ ومن هناك أيضا أتاني صوت الله ". أتي مثابرين ودهاة على غرار الحمار كنتم دوما في دفاعكم عن الشعب . والبعض من ذوي الجاه ممن كان يروم السير سيرة المحنّك مع الشعب قد شدّ إلى مقدمة جياده أيضا حمارا: واحدًا من مشاهير الحكماء . ا يا ً والا ن، أردت لو تلقوا عنكم أخيرا جلد السد كليّ معشر مشاهير الحكماء ! جلد الحيوان المفترس، الجلد المزوّق وفروة المستطلع ،الباحث، الغازي ! سيكون عليكم أن تحطموا إرادة العبادة التي في ، كيما أتعلم الاعتقاد في "صدقكم". أنفسكم أوّلًا ذلك الذي يمضي في صحاري لا ّ صادق – كذا أس د. ّ م قلبه المتعب ّ آلهة فيها وقد حط تائها في الرمال الصفراء و ملفوحا بلهب الشمس قد ًا إلى جزر ملئية ينابيع حيث يستلقي يرنو بعينه ظ ِمئ الحياء تحت أشجار ظليلة . لكن ظمأه لن يقنعه بأن يغدو شبيها بهؤلاء المستلقين في الرفاه : ذلك أنه حيثما توجد واحات تكون هناك أيضا أصنام وتماثيل آلهة . ً ، وكافرةً : كذا تريد إرادة ، وحيدة ، عنيفا ً جائعا ً السد لنفسها أن تكون . من الالهة ً ص َ ّ ة من سعادة العبيد، مخل منعتق ً والعبادات، مخيفة لا تعرف الخوف، عظيمة و وحيدة: كذا هي إرادة صديق الحقيقة . في الصحراء كان يقيم منذ الازل أصدقاء الحقيقة، العقول الحرة، أسيادا على الصحراء ؛ لكن في المدن يقيم المتخمون علفا ؛ مشاهير الحكماء – دوا ّ الحمل. وفعل كالحمير يجّرون عربة ّ وعلى الدوام يدب الشعب ! ً ت بالحانق عليهم من أجل ذلك : لكنهم خدما كل، لس ُ ّرجة ، حتى وإن بدوا مس ً ون بالنسبة لي ودوابّا ّ يظل ملتمعين بسروج من ذهب . وجديرين بالطراء. إذ هكذا وغالبا ما كانوا خدما تتكلم الفضيلة : " إذا ما كان عليك أن تكون خادما، فلتبحث لك عن ذلك الذي يستفيد من خدمتك على أفضل وجه ! وليكن لسيّدك كسب في مزيد عقل وفضيلة، لانك أنت الذي تخدمه: هكذا تترعرعون بدورك مع نمو َ أقول لكم يا معشر الحكماء، عقله وفضيلته !" الحقّ يا خادمي الشعب ! لقد ترعرعتم أنتم أيضا على عقل الشعب وفضيلته –والشعب كذلك من خلالكم ! إكراما لكم أقول هذا ! لكنكم تظلون شعبا في نظري حتى في فضيلتكم، شعب بأعين بليدة ،شعب لا يفقه معنى العقل ! العقل هو الحياة التي تجترح نفسها في الحياة ؛ وفي المعاناة الخاصة تنمو المعرفة الخاصة، هل علمتم بهذا المر من قبل؟ وإن سعادة العقل هي هذه: أن يكون مضمخا بالدهن بالدموع من أجل أن يكون أضحية، هل علمتم بهذا المر من قبل ؟ ّمسه ليست سوى الدليل عماء العمى وبحثه وتل وإ ّ الشاهد على قوّة وسلطان الشمس التي يحدّق.فيها ، هل علمتم بهذا المر من قبل؟ ما البناء ! بالجبال ينبغي على مريد المعرفة أن يتعلّا وإنه لشيء قليل أن يكون العقل قادرا على زحزحة الجبال، هل علمتم بهذا الامر من قبل ؟ إنكم لا تعرفون من العقل سوى شرارته، لكنكم لا ترون أي سندان هو، ولا قسوة مطرقته ! الحق أقول لكم، إنكم لا تعرفون كبرياء العقل ! وأقل تواضع العقل إذا ّ من ذلك ستكون قدرتكم على تحمعن لذلك التواضع أن يتكلم في يوم ما ! أبدا لن تجرؤوا على القذف بعقلكم في حفرة جليد: فليس لكم ما يكفي من الحرارة من أجل ذلك ! وهكذا فأنتم لا تعرفون أيضا نشوة برده . لكنكم وفي كل أمر تبدون في هيأة الخبير جدا بأمور حة ّ العقل؛ ومن الحكمة جعلتم مأوى فقراء ومص للشعراء الرديئين . لستم صقورا؛ وهكذا لم يكن لكم أن تخبروا السعادة التي في رعب العقل. ومن لم يكن طائرا لا يحق له أن يبني عشه فوق الهوى السحيقة . فاترون أنتم في نظري: لكن بردا قارسا تتدفق كل معرفة عميقة. شديدة البرد هي الينابيع العميقة للعقل: طراوة منعشة بالنسبة للايادي وللفاعلين. َرامين أراكم تقفون أمامي، بهيآت متصلبة وظهور محت كالعمدة، يا معشر مشاهير الحكماء ! –لا تدفعكم ريح قوية وإرادة عاتية. ألم تروا قط شراعا يمضي فوق البحر منتفخا متقوّسا ومرتعشا بالعصف الشديد للريح ؟ كما الشراع، مرتعشا بالعصف الشديد للعقل تمضي حشة ! حكمتي فوق البحر –حكمتي المتو ّ أما أنتم يا َخدَمة الشعب، ويا مشاهير الحكماء – من أين لكم أن تمضوا معي ! عن طريق المبدع أتريد أن تمضي إلى الوحدة يا أخي؟ أتريد أن تبحث ي . ّ عن الطريق إلى نفسك ؟ تمهّل قليل إذن واصغ إل ن من يبحث يمضي بدوره إلى الضياع بسهولة. " إ ّ م القطيع . ولوقت ّ وك ّل اعتزال خطيئة ": هكذا يتكل َت مع القطيع . طويل كن ن في داخلك. وعندما ستقول ّ سيظل صوت القطيع ير : " لم يعد لي من ضمير مشترك معكم"، سيكون ذلك شكوى ووجعا . ده ذاك الضمير : وآخر ّ أنظر، ذلك الوجع ذاته إنما ول بصيص من ذلك الضمير ما يزال يشتعل فوق لوعتك . لكنك تريد المضي على درب لوعتك الذي هو دربك بذلك وذا طاقة ً إلى ذاتك ؟ أرني إذن إن كنت حقيقا عليه ! جديد ؟ حركة أولى ؟ هل أنت طاقة جديدة وحقّ دولب يدفع نفسه بنفسه؟ سيكون بإمكانك إذن أن ترغم النجوم على الدوران حولك. آه ، لكم هناك من طمع متلهف على العالي ! وهناك الكثير من صراعات الطموحين ! أرني أنك لست واحدا من الطماعين والطموحين ! آه، كم هناك من الفكار الكبيرة التي ل تعدو كونها محاكاة لفعل للفقاقيع : تنتفخ لتزيد من من فراغ الفراغ . حّرا تس ّمي نفسك ؟ أريد إذن أن أستمع إلى فكرتك صت من نير. ّ المسيطِرة، ل إلى كونك تخل صوا من نير؟ هل أنت واحد ممن حقّ لهم أن يتخلّ هناك من رمى بآخر قيمة له عندما رمى بآخر أواصر عبوديته. م زرادشت في هذا ؟ بل لتقل لي ر من ماذا؟ ما ه ّ حّ نظرتُك بوضوح : من أجل ماذا ؟ ق ّ َرك وأن تعل َرك وش ّ هل تستطيع أن تمنح نفسك خي إرادتك مثل قانون فوقك؟ هل تستطيع أن تكون ّص لقانونك ؟ قاضي نفسك والمقت ص ّ فظيع أن تكون على انفراد مع قاضي قانونك الخا ُقذف به هكذا في فضاءٍ خلءٍ وفي ّص له . نجم ي والمقت الوهج الجليدي للوحدة . إلى اليوم مازلت تعاني من أولئك الكثيرين، أنت الواحد : إلى اليوم ماتزال شجاعتك كاملة وكذلك آمالك . لكن سيأتي يوم تتعب فيه من وحدتك، في يوم ما ر دواليب شجاعتك. في يوم ما ستنثني كبرياؤك وستص ّ ستصرخ: "إنني وحيد !" في يوم ما لن تستطيع أن ترى علوّك، وتكون وضاعتك ملصقة لك؛ مقدّسك ذاته سيغدو مثل شبح مرعب بالنسبة لك. و ستصرخ ذات يوم : "الك ّل باطل " ! هناك أحاسيس تريد قتل المتو ّحد؛ وإذا ما لم تفلح في ذلك فإنه سيكون عليها هي إذن أن تموت ! هل أنت قادر على أن تكون قاتل ؟ هل تعرف كلمة "احتقار" يا أخي ؟ وعذاب عدالتك في إنصاف أولئك الذين يحتقرونك ؟ إنك ترغم الكثيرين على مراجعة معرفتهم بك؛ ذاك هو ما يحاسبونك عليه حسابا عسيرا. لقد اقتربت منهم لكنك مضيت في طريقك؛ ذلك ما لن يغفروه لك أبدًا . إنك تقفز من فوقهم : لكن كلما ازددت ارتفاعا إل ن الذي يحلق وتراءيت صغيرا في أعين ح ّسادك. غير أ ّ ّب عليه نقمتهم غالبا. طائرا هو من تنص "كيف تريدون أن تكونوا عادلين تجاهي !" –كذا ينبغي عليك أن تتكلم "إنني أختار لنفسي ظلمكم كنصيب مستحقّ ." حد : لكن إذا ظلما وقذارات يقذفون على رأس المتو ّ ّك ذلك من أن ما أردت أن تكون نجما فل يمنعن تضيئهم ! رين والعادلين ! فل شيء يحلو لهم مثل ولتحذر الخيّ ّصة – إنهم صلب أولئك الذين يبتدعون فضائلهم الخا حد . يحقدون على المتو ّ ولتحذر أيضا السذاجة المقدّسة ! فك ّل ما ليس ساذجا س في نظرها ؛ وإنه ليحلو لها أيضا أن تلعب ٌ ّ مدن بالنار نار المحرقة . حد متسرع ن المتو ّ ولتحذر أيضا اندفاعات محبّتك ! إ ّ يده لك ّل من يعترضه. في مدّ ف ّ إليهم يدك، بل ك ّ بعض الناس ل يحقّ لك أن تمد ضا. فك مخالب أي ً سبع: وأريد أن تكون لك ّ ال ّ ن أشرس العداء ممن يمكن أن تلتقي ستكون لك ّ ّص بنفسك داخل الكهوف ذاتُك دوما؛ أنت الذي تترب والغابات . وحيدا تمضي على طريقك إلى نفسك ! عبرك أنت ذاتك وعبر شياطينك السبع تم ّر طريقك ! زنديقا ستكون في عين نفسك وساحرا وع ّرافا ريرا. ستريد أن تحرق َسا وش ّ ّ كا ومدن ّ ّرجا وومشك ومه ًا ّص : كيف يمكنك أن تغدو جديد نفسك في لهبك الخا إن لم تتحوّل أول إلى رماد ! ًا تريد أن تصنع وحيدا تمضي على طريق المبدع : إلَه لنفسك من شياطينك السبع ! ب، ّ ب : نف َسك تح وحيدا تمضي على طريق المح ّ ب أن يحتقر. ولذلك تحتقر نف َسك كما ل يمكن إلّلمح ّ ب خل ًقا يريد المح ّب لنه يحتقر ! ماذا يعرف عن الح ّ ذلك الذي لم يكن عليه أن يحتقر بالذات من يح ّب ! ّك إلى عزلتك، وبإبداعك يا أخي؛ بعدها لتمض بحب ستتبعك العدالة مجرجرة رجلها العرجاء من ورائك. ب لتمض برفقة دموعي إلى عزلتك يا أخي. إنني أح ّ ذاك الذي يريد أن يبدع ما يفوق منزلته ويمضي هكذا إلى حتفه . غنية الليل ه الليل: هي ذي الينابيع الفيّاضة ترفع صوتها في إنّ حديث مسموع . وروحي هي أي ًضا نبع فيّاض. ين تستيقظ الان . ه الليل: هي أغاني المحبّ. وروحي هي أي ًضا ب. ّ أغنية مح نه يريد أن ّ ن ول شيء يسك َ ّ شيء في داخلي لم يُسك يرفع صوته . ظمأ إلى ب . م هو أي ًضا لغة الح ّ ّ ب يسكنني، يتكل الح ّ ! لكن تلك هي وحدتي، أن نور أنا : آه ليتني كنت ليلً أكون متمنط ًقا بحزام من نور. ا، لكم كنت سأكرع من ثدي ً ًما وليليّ ت قات ُ آه، لو كن ور ! النّ وأن ِت أي ًضا أيّتها الكواكب الصغيرة الملتمعة وحباحب راقة ، لكم كنت ّ السماء الب ي أباركك و أنعم بسعدة نيْل هبتك الضوئيّة . أودّ لو أنّ ّص ألسنة اللهب ص، وأمت ّ لكنّني أحيا داخل نوري الخا ي . ّ الطالعة من ن ل أعرف سعادة المتناولين، وغالبا ما حلمت بأ ّ السرقة ل بدّ أن تكون أكثر متعة من الخذ . ف يداي أبدًا عن العطاء، تلك هي فاقتي: أن ل تك ّ َي ًا ملؤها النتظار وليال وذلك هو حسدي: أن أرى عيون يضيؤها الشوق . يا لَشقاء ك ّل المانحين ! يا لكسوف شمسي ! يا شة إلى الرغبة ّ للرغبة المتعط في شيء ما ! يا للجوع الحارق الذي في الشبع ! إنّهم يتناولون من يدي؛ لكن ترى هل ألمس روحهم ؟ ن أصغر الفجوات ما بين الخذ والعطاء هوّة ، وإ ّ لكثرها تعذّرا على التجاوز. ٌ يطلع من جمالي؛ وإنّي لرغب في أن أسيء إلى جوع ك ّل الذين أنيرهم، والذين أجود عليهم أريد أن أسرقهم ش إلى السوء . –كذا أنا أتعطّ ًما مثل ّي : تما ون أيديكم إل ّ أسحب يدي لحظ َة تمد ش الشلل يتردّد وهو في غمرة التدفّق –كذا أنا أتعطّ إلى السوء . ّر مثل هذا النتقام، ومثل هذه ثرائي هو الذي يتدب الحابيل تنبع من وحدتي . سعادتي التي في العطاء استُنفذت في العطاء، وفضيلتي أنهكها زخمها الخاص. ص به خطر أن يفقد ّ من يظل على الدوام يمنح يترب على الدوام يصيب يده وقلبه سكر الحياء، ومن يو نَب من فرط التوزيع. الكَ عيني لم تعد تدمع لخجل السائلين، ويدي غدت أصلب من أن تشعر بارتعاشة اليدي المليئة . ما الذي جرى لدموع عيني وزغب قلبي؟ يا لوحدة ك ّل المانحين ! يا لصمت ك ّل المضيئين ! َل نفس شموس كثيرة تحوم في فضاءات خلء، وك ّ ّما أنا فل تنبس لي بكلمة . ّثها بنورها؛ أ قاتمة تحد أوه، عداء النور لك ّل ما هو مضيء؛ بل رحمة يمضي النور في طريقه . ة في العماق قسوتها تجاه ك ّل مضيء، باردةً حامل ً إزاء الشموس؛ هكذا تمضي ك ّل شمس. مثل عاصفة تمضي الشموس في مداراتها؛ تتبع إرادتها التي ل تنثني: تلك هي برودتها. ون دفأكم ّ ون تستمد ها القاتمون الليليّ ّ وحدكم أنتم أي من المضيئين ! ووحدكم ترتشفون الحليب وك ّل شراب ور . منعش من ضرع النّ من حولي، ويدي تحترق لملمسة ك ّل جليديّ آه، جليدٌ يسكن روحي ويتوق إلى عطشكم . ٌ . آه، ظمأ شا ًرا ! وعط ً ّي أن أكون نو ه الليل : آه، لِم ينبغي عل إنّ ! ً ّي ! ووحدة لما هو ليل ه الليل : هي ذي رغبتي تنفجر ف َي الن مثل نبع ؛ إنّ رغبتي تريد الحديث . ه الليل : هي ذي الينابيع الفيّاضة ترفع صوتها في إنّ حديث مسموع . وروحي هي أي ًضا نبع فيّاض . ه الليل : هي ذي أغاني المحبّين تستيقظ الان. إنّ روحي هي أغنية الحب
سكينة عشوبة طالبة وباحثة
|