أضيف في 09 مارس 2019 الساعة 36 : 13
المقدمة
مما لاشك فيه أن التسويق السياسي هو احد الاتجاهات الحديثة و المعاصرة لدراسة التسويق الحديث , إلا انه لم يلق الاهتمام اللازم من قبل الباحثين و الكتاب و خاصة المتخصصين في مجال التسويق . مما انعكس على قلة الأدبيات الموضوعة في هذاالمجال , وعدم تطور هذا الاتجاه بالشكل الذي يتناسب مع أهميته لمختلف المجتمعات و لأنه يمس حياتهم بشكل مباشر أو غير مباشر ..و عليه فان الإطارالمفاهيمي لهذا الاتجاه بقي غامضا و مبهما لدى الكثيرين حتى المختصين منهم .
قد يعتقد البعض بان التسويق السياسي ما هو إلا تقنية من تقنيات التسويق , أو أحدالتقنيات المستخدمة في العمل السياسي, أو أنه يقع ضمن الفكر الاستراتيجيالمعاصر , أو أنه يمثل جانبا مهما من العلوم السلوكية ..
على الرغم من إن هذه الاعتقادات قد تكون ذات جوانب صحيح لكنها تبقى ناقصةغير معبرة عن العمق الصحيح للإطار المفاهيمي لما يتضمنه التسويق السياسي..وفي اعتقادنا , إن التسويق السياسي ليس مجرد نشاط تسويقي فقط , و لا هو نشاطسياسي أو استراتيجي أو سلوكي بل انه في الحقيقة امتزاج بين هذه العلوموالمعارف , وبالتالي فانه خليط متعدد الجوانب لكونه :
نشاط تسويقي يستخدم التقنيات التسويقية الحديثة في التأثير على الأفراد داخلالمجتمع
نشاط سياسي لأنه يعنى بالكيفية التي يمكن لمنظمة سياسية ( حزب أومرشح أن تمارس جزءا مهما من العمل السياسي , ألا و هو العمل في الوسطالجماهيري ( التحرك لكسب أو جمع التأييد و حشد الأصوات ) ..
و غيرها من الممارسات السياسية المعروفة .
نشاط استراتيجي لأنه يعتمد في مضامينه على الفكر الاستراتيجي فيالتخطيط ووضع الخطط و صياغة الاستراتيجيات بما تتضمن من سياسات وبرامج مختلفة للأنشطة التسويقية السياسية المراد تحقيقها وفقا للأهدافالعامة للمنظمة السياسية .
نشاط سلوكي لأنه يعنى بمعرفة تطلعات , حاجات , قضايا , هموم كلشريحة من الشرائح الاجتماعية داخل المجتمع , و بالتالي يهدف أيضالمعرفة مواقف و آراء و اتجاهات هذه الشرائح نحو العمل السياسي بشكلعام.
ان هذه المؤشرات جميعها تشير إلى أن التسويق السياسي هو امتزاج لعدةعلوم .. و بهذا فإننا حاولنا ضمن هذا البحث دمج هذه الأفكار لتحديد الإطارالعام لمفهوم التسويق السياسي و أسسه و استراتيجياته التسويقية المختلفة.
تم تقسيم هذا البحث إلى أربعة مباحث , تناول المبحث الأول مدخل تمهيديفي التسويق السياسي , و تناول المبحث الثاني تجزئة السوق السياسية , أماالمبحث الثالث فانه تطرق إلى عناصر المزيج التسويقي السياسي , في حينتضمن الفصل الرابع موضوع إدارة الحملات الانتخابية , أما المبحثالإضافي فقد تناول بعض التجارب الناجحة و الفاشلة في الاستراتيجيات التسويقية للرؤساء الأمريكيين منذ عام 1980
المبحث الأول: مدخل تمهيدي في التسويق السياسي
تمهيد:
يمثل أي مدخل تمهيدي لأي موضوع, الحجر الأساسي في بناء التصور الأوليالذي يحدد القاعدة التي يمكن الانطلاق من خلالها للتوسع في الفهم العميق للجوانبو المواضيع التي سيتم تناولها في هذا البحث.
و خاصة موضوع التسويق السياسي و الذي يعتبر من المواضيع الحديثة و الجديدةو التي يفتقر الأدب الإداري و التسويقي العربي إلى تناولها و حتى في تحديدالأسس أو الملامح التي تأطر و تحدد هذا الموضوع بأبعاده المختلفة:
كما أن التسويق السياسي يعتبر أحد الأوجه المهمة لأنشطة التسويق المعاصرة,على ضوء ما تقدم فإنه كان لزاماً علينا أن نبدأ بتقديم الملامح الأولية لموضوعالتسويق السياسي و ربطه بالمفهوم الحديث للتسويق و الهدف من ذلك هو خلقتصور متكامل عن التسويق السياسي كأحد مداخل التسويق الحديث ... و عليه فإنناسنتناول في هذا المبحث المواضيع التالية : مفهوم التسويق السياسي التسويق الانتخابي. الدعاية السياسية. نقاط الاختلاف بين تسويق المنتجات و التسويق السياسي المزيج التسويقي الواسع للتسويق السياسي. إجراءات التسويق السياسي.
أولا: مفهوم التسويق السياسي:
من الحقائق المهمة عند البحث عن مفهوم محدد للتسويق السياسي, هي القلة اوالندرة في الكتابات التي أعطت مفهوماً محددا للتسويق السياسي, و هذا يشير إلىحقيقة لا تقبل الجدل فيها, هي عدم الاهتمام بهذا الموضوع بالشكل الذي يتطلبه ,على الرغم من اعتقاد الكثير من الباحثين و المتخصصين في مجال التسويق بأنالتسويق السياسي من المواضيع المهمة و المعاصرة.
أما في يتعلق بالسياسيين فإنهم يشيرون إلى أنهم يمارسون الأنشطة التسويقية و لكنبشكل محدود لا يتعدى بعض الوسائل والطرق المتعلقة بالدعاية السياسية و بعضالتقنيات المتعلقة بأنشطة التوصيل أو التعزيز السياسي , و لكن دون التعمق الكثيرفيه, و بالتالي عدم التوجه نحو دراسته و إعطاء مفهوم محدد له وفقاً للبعد التفكيريالسياسي لهم.
على الرغم من ذلك فإن هناك بعض المحاولات لتعريف التسويق السياسي فيعرفه (Newman ) على أنه
تطبيق إجراءات و مبادئ التسويق في المجالات السياسية بواسطة مجموعة منالأشخاص أو المنظمات. هذه الإجراءات تتضمن تحليل, تطوير, تنفيذ و إدارةحملات إستراتيجية بواسطة مرشحين , أحزاب سياسية, حكومات, مجموعاتذات مصالح, و التي تسعى كل منها لأهداف معينة, كتعزيز إيديولوجياتهاالخاصة, الفوز بالانتخابات, تطبيق قانون أو تشريع ما, و إجراء استفتاءات عامةللاستجابة لحاجات و رغبات الأشخاص و المجموعة المختارة في المجتمع.
كما يعرفه كل من (David, Quintrie ) على أنه
(العمل لتحسين وضع حزب سياسي ما على مستوى زيادة أعضائه , و لتحسينالمساهمات المالية و الانتماءات لحزب معين, أو برنامج سياسي , أو مرشحسياسي, و في هذا السبيل يستخدم التسويق السياسي جميع الوسائل الضرورية والتقنيات الممكنة للوصول إلى هدف محدد مسبقاً , و ذلك بالارتباط مع تطلعاتالرأي العام الشعبي, و متطلبات الجماهير الحقيقية أو المفترضة.
كما يعرفه سميث (Smith ) على أنه مجموعة من العمليات و الأنشطة التي تؤدي إلى نجاح المرشح في الانتخابات السياسية ).
يلاحظ من هذا التعريف على أنه يؤكد على كافة العمليات و الأنشطة التي تقوم بهاالأحزاب أو المنظمات السياسية, و التي تتضمن عملات التقديم, و الإسناد والدعم, الدعاية السياسية التي تمكن الحزب أو المرشح السياسي من تحقيق النجاحفي الانتخابات و أي منصب يتنافس عليه, إن هذا التعريف أقرب إلى التسويقالانتخابي منه إلى المفهوم الأشمل للتسويق السياسي.
وعليه فإننا يمكننا تعريف التسويق السياسي على أنه:
"شكل جديد من أشكال التسويق , تستخدم فيه مجمل العمليات و الفعاليات التييجب أن تدار بشكل عملي و منتظم باستخدام عناصر المزيج التسويقي لغرض أولهدف مقصود و محدد, ينبغي على الحزب أو المنظمة السياسية أو المرشحالوصول إليه و تحقيقه. ثانياً: التسويق الانتخابي:
إن التسويق الانتخابي يمثل أحد الجوانب المهمة من التسويق السياسي و الذييعتبره قسم كبير بأنه البديل أو أنه التسويق السياسي ....
فيعرف التسويق الانتخابي من خلال هدفه:
"غايته حمل أكبر عدد ممكن من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالح حزب أومشروع سياسي"
و يمكن ذكر بعض ملامح التسويق الانتخابي
من حيث الهدف: يهدف التسويق الانتخابي إلى: 1. تقديم صورة ذهنية جيدة لدى الناخب عن حزب أو مرشح لحزب 2. إقناع جمهور الناخبين بالتصويت لهذا الحزب أو مرشح الحزب "أيالحصول على التأييد الجماهيري" أو الحصول على أكبر عدد ممكن منالأصوات.
دراسة السوق الانتخابي تمهيداً لتخطيط الحملة الانتخابية , حيث يتم التعرفعلى آمال و طموحات و رضا و عدم رضا الناخبين , موقف المرشح لدىالجماهير , رأي الجماهير في الحزب , مدى الاستعداد من قبل الناخبين أوالجماهير للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
إعداد البرنامج, أي الإعداد للحملة الانتخابية و تحديد المحاور الأساسية أوالموضوعات التي سيتم من خلالها جذب أو الحصول على تأييد الناخبين.
اختيار الوسائل الملائمة للاتصال الجماهيري, هل عن طريق الدعاية والنشر , أم الاتصال الشخصي, أم المؤتمرات و المنشورات , او الصحف أوالوسائل المرئية, أو المسموعة.
إن النقاط السابقة تنحصر في اتجاه واحد ألا و هو الانتخابات و الحملات الانتخابية,و كيفية الفوز باستخدام كافة الوسائل المتاحة.
و عليه يمكن تعريف التسويق الانتخابي على أنه:
(كافة الاجراءات التسويقية اللازمة لحمل أكبر عدد ممكن من الناخبين للإدلاءبأصواتهم لصالح حزب أو مرشح ).
و يمكن القول بأن التسويق الانتخابي ما هو إلا نشاط مهم و حيوي من أنشطةالتسويق السياسي.
ثالثاً: الدعاية السياسية:
يمكن أن تعرف الدعاية السياسية على أنها مجموعة متناسقة من التقنيات الهادفةإلى إيصال المعلومات و الأفكار و المشاعر إلى الناخبين . و هذا الاتصال يخلق ويقوي , أو يحطم بعض الآراء و المعتقدات لدى الناخب.
و ينتج عن ذلك خلق أو تنشيط استعداد مسبق للموافقة على عقيدة أو على أفكار ومعتقدات مرشح, هذا الاستعداد المسبق للموافقة يؤثر على الفرد في اختياراتهالسياسية بشكل مقصود و محدد بصورة مسبقة.
أما الدعاية الحديثة, فيحددها جاك الّول و ذلك باللجوء إلى الاستخدام الدائم للوسائلالتقنية المرتكزة على ملاحظات دقيقة,
مع محاولة إحداث تغيير في الرأي العام في مجمله, و الحصول على سلوكياتجماهيرية طويلة الأمد.
رابعاً: نقاط الاختلاف بين تسويق المنتجات و التسويق السياسي:
من خلال ما تقدم من عرض لمفهوم التسويق السياسي فإن هناك نقاط تطابق كثيرةفي الإجراءات و الوظائف, و لكن هناك بعض التباين و الاختلاف:
إن نتائج الجهود و الفعاليات المتعلقة بالتسويق السياسي التي بذلت في تنفيذالبرامج والخطط يمكن ملاحظتها في غضون أيام أو أسابيع محدودة, و هذالا يمكن أن يحدث في برامج المنظمات الصناعية إلا بعد أشهر أو سنوات.
الأهداف النهائية التي يهدف إليها التسويق السياسي تختلف عما هو فيتسويق المنتجات.
إن التخطيط التكتيكي الذي يعتبر أحد وسائل المناورة السياسية, هو أكثروضوحا و حاجة في التسويق السياسي منه في تسويق المنتجات.
الاختلاف في كل حقل بنوعية البضاعة التي يحاول أن يبيعها أو يوصلها إلىالجمهور.
المناورات و المساومات و التحالفات إحدى الوسائل التكتيكية في التسويقالسياسي, و بينهما على صعيد تسويق المنتجات قد توجد بدرجة أقل.
ترتكز أهمية النشاط التسويقي في منظمات الأعمال في قدرتها على تحقيقأهدافها كزيادة المبيعات و الحصة السوقية و الربحية, و كذلك في كسبرضا المستهلكين عنها و عن منتجاتها. أما في المنظمات السياسية (حزباً أو مرشحا ) فترتكز أهمية النشاط التسويقيهنا على إيصال أفكارها و غاياتها وفق برامج تضمن لها النجاح في حركتهااليومية و العقائدية و السياسية.
خامساً: المزيج التسويقي الواسع للتسويق السياسي:
إن نجاح إستراتيجية التسويق لا يمكن أن يتم إلا بالاختيار المناسب والفعالوالمتكامل والنسق لعناصر المزيج التسويقي الذي سيتم اعتماده في تنفيذ إستراتيجيةالتسويق وصولاُ إلى الأهداف المرسومة . إن أي خطأ في اختيار هذا المزيج لهانعكاساته السلبية على تنفيذ إستراتيجية التسويق وبالتالي تحقيق الأهداف المرسومةللمنظمة . إن هذه الأهمية في اختيار المزيج التسويقي الاستراتيجي تسويقالمنتجات <سلع وخدمات > لا تقل عنها في التسويق السياسي .حيث إن الأساسفي نجاح أنشطة وبرامج التسويق السياسي يعتمد بشكل أساسي وجوهري علىالإختيار المناسب والفعال والمتكامل والمنسق لعناصر المزيج التسويقي السياسيبالشكل الذي يمكن من خلاله نجاح الفعاليات التسويقية السياسية بشكل يؤدي إلىتحقيق أهداف المنظمة السياسية.
ويمكن القول إن عناصر المزيج التسويق السياسي يمكن تحديدها كما يلي : 1 المنتج السياسي . 2 التسعير السياسي . 3 التوصيل (المكان ) السياسي . 4 التحشيد السياسي . 5 التعزيز ( الترويج ) السياسي . 6 التمويل السياسي .
وسنتحدث في مبحث لاحق بشكل تفصيلي عن هذه العناصر .
سادساً : إجراءات التسويق السياسي :
إن إجراءات التسويق السياسي لا تختلف اختلافا جوهرياً ولا بعيدا عن ما يتم فيتسويق المنتجات , حيث تبدأ هذه الإجراءات ب :
دراسة البيئة :
إن من أولى المهام هي دراسة البيئة المحيطة بشكل تفصيلي وبتحليل علمي دقيقوذلك للوقوف على أهم العوامل والمتغيرات التي تؤثر بالسوق السياسية وبالأخصالرأي العام وشرائح الناخبين والتي تتمثل بالقضايا والأغراض التي تشغل حيزاًكبيراً من تفكيرهم , والثاني تعتبر المحور الأساسي لاهتماماتهم, إن هذه الدراسةوالتحليل لابد أن تتم وفقاً للأسس المعتمدة في تجزئة السوق السياسية (الساحة ) ,أي تجزئة جمهور الناخبين إلى شرائح متجانسة في القضايا والاهتمامات التيتتقارب أفكارهم فيها فمثلا العمال لهم اهتمامات تختلف بشكل أو بآخر عم اهتماماتالمزارعين الطلبة , المتفقين ...إلخ من فئات الجمهور داخل المجتمع , وعليه يجبأن تكون هذه الدراسة دقيقة واضحة يتم فيها التشخيص الدقيق لقضايا كل فئة منهذه الفئات .. وكذلك دراسة الأحزاب أو المنظمات السياسية المنافسة , من ناحيةقدراتها , تغللها داخل المجتمع , الوسائل أو البرامج التي يتم إتباعها من قبلهم ,الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها , ومدى تأثيرها على جمهورالناخبين والعمل السياسي
إن هذه الدراسة والتحليل تشكل الأساس في وضع الإستراتيجية الخاصة بالمزيجالتسويقي السياسي وتكيفها وفقاً لكل شريحة من الشرائح داخل المجتمع ..... إن مثل هذه الدراسات لا يمكن لها أن تحقق أهدافها ما لم يكن هناك نظاماً فاعلاًللمعلومات التسويقية السياسية باعتبارها الروافد التي يتم من خلالها رفد المنظمةالسياسية (حزب أو مرشح ) بكافة عناصر المزيج التسويقي والوسائل اللازمة لتحقيقه وبالتالي تحقيق الأهداف المراد الوصول إليها.
وضع برامج التسويق السياسي :
وفقاً لنتائج الدراسات السابقة يتم وضع البرامج الخاصة بالمزيج التسويقي السياسيالخاص بالحزب أو المرشح السياسي .. أي كل ما يتعلق باستراتيجيات (المنتج,السياسي - التسعير - التحشيد - التوصيل (المكان ) التعزيز والتحويل السياسي ) . وبالتالي صياغتها على شكل خطط وبرامج يتم تنفيذها وفقاً للإطار الزمني المحددلكل خطة أو برنامج .
المبحث الثاني : تجزئة السوق السياسية
تمهيد :
إن إحدى المهام الأساسية لنجاح أي منظمة سواء أكانت منظمة أعمال { صناعية_ تجارية _ خدمية } أم منظمة سياسية هو قيامها بدراسة وتحليل وتحديدالأسواق المتواجدة فيها أو التي ترغب العمل فيها لأن هذه الأسواق تمثل النطاقأو المجال الذي سيتم فيه ممارسة الأنشطة التسويقية, فعلى صعيد التسويقالسياسي فإن هذه الدراسة والتحليل الضرورية من أجل تحديد الاختلاف والتباينفي شرائح الجمهور داخل هذه الأسواق ووفقاً للمؤثرات البيئة المختلفة وكذلكفإنها مهمة لمعرفة الموقع النسبي للمنظمة السياسية قياساً بالمنظمات السياسيةالمنافسة المتواجدة في هذه السوق أو في قطاع معين إضافة إلى أن هذه الدراسةوالتحليل للسوق السياسية ضرورية لوضع الإستراتيجية التسويقية السياسيةوالخطط التكتيكية الواجب أتباعها في كل قطاع أو جزء من هذا السوق
وفي هذا البحث سيتم تناول الأفكار التالية :
مفهوم تجزئة السوق السياسية :
إن دراسة وتحليل الأسواق هو الأساس في تخطيط الجهود التسويقية بعناصرهاالمختلفة إن مفهوم تجزئة السوق السياسية يستند على فكرة أن الأسواق { أوالساحات السياسية } متباينة أو مختلفة وغير متجانسة فهي تتكون من عدةقطاعات من الجمهور يختلف كل منهم باحتياجاته وتطلعاته واهتماماته وكذلك فيدرجة استجابتهم للمؤثرات البيئية المختلفة ومنها المؤثرات التسويقية.
إن تجزئة السوق السياسية يهدف إلى تقليل الاختلاف والتباين حيث يشكل كل قطاعفرصة أو فرص تسويقية مستقلة ومختلفة عن غيرها من القطاعات أو الفئاتالأخرى. إن تقسيم السوق السياسية إلى قطاعات معينة يحقق درجة من التجانسيمكن المنظمة السياسية من صياغة الإستراتيجية التسويقية التي تتلاءم معظروف وخصائص كل قطاع من القطاعات أو كل فئة أو شريحة من شرائحالمجتمع التي تشكلها السوق الكلية كما أن تقسيم السوق السياسية إلى قطاعات أوشرائح يساعد على ترتيب هذه القطاعات أو الشرائح حسب درجة أهميتها ممايؤدي إلى تركيز على الجهود التسويقية وعدم تشتتها بالشكل الذي لا يخدم عمليةتنفيذ الإستراتيجية التسويقية للمنظمة السياسية ورقابتها !
2} أهمية التجزئة السوق السياسية :
إن لتجزئة السوق لعديد من الفوائد والمزايا التي تخدم ألإستراتيجية التسويقيةللمنظمة السياسية ويمكن إنجازها بما يلي :
1 إن تقسيم الأسواق المعقدة وغير المتجانسة إلى قطاعات أو شرائح متماثلةومتجانسة نسبيا يسهل عملية أ دارتها والسيطرة عليها وبالتالي إمكانية تحديدوتقييم الفرص المتاحة في كل قطاع أو شريحة من هذه القطاعات أو شرائح.
2_ يحقق تقسيم السوق التوافق بين ما تقدمه المنظمة من منتجات سياسية {أفكار –مبادئ – برامج – مرشحين} وبين التطلعات واهتمامات كل قطاع أو شريحةاجتماعية داخل كل قطاع.
3_ يساعد تقسيم السوق السياسية على ترتيب شرائح الاجتماعية حسب درجةأهميتها النسبية داخل المجتمع بما يمكن المنظمة السياسية من حشد كافة طاقاتهاالمادية و البشرية {من أعضاء الحزب والمؤيدين ... } الخدمة كل شريحة أوقطاع بشكل أفضل.
4_ يساعد تقسيم السوق على الوصول إلى الأهداف التسويقية المراد تحقيقهابسهولة وبدرجة عالية من الدقة .
5_ يساعد المنظمة السياسية على إعداد إستراتيجيات المزيج التسويقي السياسيبشكل يتفق مع اهتمامات وتطلعات وهموم كل شريحة أو قطاع بما يحقق مستوىإنجاز عال.
6_ يساعد على تقييم أداء أنشطتها التسويقية في كل قطاع أو شريحة اجتماعيةومراقبته وفقاً للأهداف محددة.
3} معايير تجزئة السوق السياسية :
للوصول لصياغة الإستراتيجية التسويقية الفعالة لتجزئة السوق السياسية لا بد منتوفر عدد من المعايير :
1_ يجب أن تكون هذه القطاعات أو الشرائح الاجتماعية بأحجام تبرر صياغةوتصميم وتوجيه البرامج التسويقية الخاصة بكل شريحة أو قطاع .
2_ يجب أن تكون هذه القطاعات الشرائح الاجتماعية قابلة للقياس الكمي من عددالجمهور أو الناخبين و المساحة الجغرافية للمنظمة و حجم الأصوات المتوقعة.
3_ أمكانية الوصول إلى هذه القطاعات أو الشرائح الاجتماعية.
4_ يجب أن تكون هذه القطاعات والشرائح الاجتماعية مربحة من ناحية كسبالحشد والتحشيد والتأييد أو من ناحية الحصول على الأصوات.
5_ إمكانية تطبيق البرامج التسويقية للمنظمة السياسية في هذه القطاعات أوالشرائح الاجتماعية .
6_ يجب أن تكون هذه البرامج التسويقية للمنظمة السياسية ملبية للطموحاتوالاهتمامات لكل قطاع أو شريحة اجتماعية.
7_ يجب أن تكون برامج تسويقية للمنظمة السياسية المرنة والتكييف وفقا للردودالفعل المضادة سواء من هذه القطاعات أو من المنظمة السياسية { الأحزاب المرشحين المنافسة والمتواجدة في نفس السوق السياسي.
8_ يجب أن تكون هذه البرامج التسويقية بمستوى يمكن فهمه وإدراكه وفقاًللمعايير الخاصة بالوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي والمستوى المعاشي لكلقطاع أو شريحة وبالتالي فإن هذه البرامج يجب أن تكون بلغة يمكن فهمها بسهولةوأن يكون الخطاب الموجهة أليهم معبراً عما تتأمل أو يأمل كل قطاع أو شريحة .
رابعا ً : أسس تجزئة السوق السياسية :
من الناحية النظرية لا تختلف الأسس المتعمدة في تجزئة السوق لدى منظماتالأعمال فيما يتعلق بمنتجاتها ولكن نتيجة لطبيعة العمل السياسي فإن هذه الأسستأخذ نوع من الخصوصية تكون متناسبة مع الاعتبارات السياسية المختلقة ولكن بشكل عام يمكن تقسيم السوق السياسية وفقا ً لثلاثة معايير أساسية مهمة : الأساس الجغرافي :
يعتبر هذا الأسلوب من أقدم الأساليب التي استخدمت في مجال تجزئة سوقالمنتجات إلى قطاعات مختلفة .ويستند هذا الأساس على الاعتبارات الجغرافية التيلها تأثير كبير على سمات شرائح الجمهور وتهم الناخبين من ناحية التقدمالحضاري والاجتماعي ومستوى التمدن . إن فهم هذا التباين مهم جدا ً لمخططيالمنظمة السياسية من أجل وضع البرامج التسويقية السياسية بما يتفق ومستوىالوعي والإدراك والتحضر في كمل قطاع من هذه القطاعات وبالإمكان إتباع واحدةأو أكثر من الأسس المتبعة ضمن هذا التقسيم منها :
المنظمة الجغرافية : زراعية .سياحية. صحراوية . أو حسب موقعها في الشمال . الوسط . الجنوب ..
إن التقسيم على أساس المناطق أو المقاطعات يساعد المنظمة السياسية علىتوجيه برامجها بما يخدم كل منطقة أو مقاطعة وفقا ً للمؤشرات والخصائصالتي تتميز بها .
2 ) حجم المدن : يتم التقسيم وفقاً لحجم المدن من الناحية أتساعها الجغرافيةوعدد النفوس المتواجدة في كل مدينة .
3 ) الكثافة السكانية : قد تمتاز بعض المناطق أو المقاطعات بكثافة سكانيةعالية أو قد تكون متوسطة أو قليلة الكثافة السكانية.
b. الأساس الديموغرافي :
يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب المستخدمة في تجزئة السوق السياسية فهيشائعة في مجال السوق المنتجات وهي أيضاً مهمة جداً في السوق السياسي ووفقاًلهذه الطريقة و يتم تقسيم السوق إلى قطاعات أو شرائح وفقاً للمتغيراتالديموغرافية كالعمر ، الجنس ، الحجم ، العائلة ، الدخل ، المهنة ، الحالةالاجتماعية ، مستوى التعليم ، الديانة ، الطبقة الاجتماعية وغيرها .
سكينة عشوبة طالبة وباحثة
|