يبدو أن الوضع العام داخل حزب العدالة والتنمية يسير نحو مزيد من الانشقاق والتشرذم، فبعد محاولات للتكتم على ما يعرفه هذا الحزب من نقاشات ساخنة حول قضايا التدبير الحكومي باعتباره يترأس الحكومة وانعكاس ذلك على الوضع الداخلي، اضطرت الأمانة العامة للحزب لفتح جلسات النقاش الداخلي لتطويق هذه الأمور، والتي كانت من أبرز مظاهرها تقديم استقالات جماعية وفردية سواء من التنظيم الحزبي او من المسؤولية الجماعية على صعيد الجماعات والبلديات، وهو ما يجعل من خطابات قوة الحزب التنظيمية وعقيدته الفكرية، مجرد شعارات جوفاء، لن تصمد أمام موجات الغضب الداخلي وحدة التناقضات الداخلية.
آخر مظهر لهذا التناقض هو ما كشفت عنه آمنة ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، من حيث إعلانها رفض مساءلتها من من قبل الحزب حول واقعة ظهورها بدون حجاب في باريس، وقالت في حوار مع اسبوعية "الأيام"، أنها اعتبرت ذلك تدخلا من الحزب في حياتها الخاصة، متشبثة بعدم الخوض في جوهر النقاش، "لأن هذه القوانين لاتسمح بالخوض في الاختيارات الخاصة للأعضاء، ومع ذلك أستطيع أن أقول إن الحزب فضل مساءلتي بمنطق غريب عنوانه عدم الوضوح"، تقول ماء العينين. مضيفة أنها فوجئت بخطب عصماء حول مرجعية الحزب وكأن مرجعية الحزب متوقفة على غطاء رأس امرأة "علما أنه لاوجود لوثيقة في الحزب تنص على اللباس".
وحول مراجعة انتمائها لحزب العدالة والتنمية، أكدت ماء العينين، أن حزبها ليس هدفا في حد ذاته، "ومن الطبيعي بالنسبة لي لو ظهر حزب أفضل منه أن ألتحق به.. ولو ظهر حزب ديمقراطي قوي ومنظم ويمكن ان يخدم الوطن أفضل منه، لما ترددت لحظة في الالتحاق به".
تصريحات، يمكن اعتبارها أن العلاقة بين ماء العينين وإخوانها وأخواتها في حزب "المصباح" تسير نحو الطلاق، وهو ما يكسر المقولات الجاهزة التي يتشدق بها زعماء الحزب كون هذا الأخير متراص ويشد بعضه بعضا، ليسقط في هذا الامتحان.