يخلد العالم في كل يوم 08 مارس من كل سنة اليوم العالمي للمرأة ،وكالعادة سيتم الحديث عن النساء الناجحات اللواتي اخترقن عوالم العلم والصناعة والفن والسياسة من قيادة الدراجات مرورا بالسيارات إلى الطائرات ومن قيادة المدارس الى قيادة الأحزاب والدول.
وسيتم الإشارة إلى أن هنالك من نساء هذا الكون يعشن تحت الاضطهاد والتهميش والتقتيل والإرهاب المادي والمعنوي والتحرش الجنسي والاغتصاب.
وفي المغرب سوف يحتفل باليوم العالمي للمرأة وسوف يتم عرض المكاسب التي تحققت تاريخيا ودستوريا والتي يحب أن تتحقق مستقبلا .
لكن بين هذا وذاك يجب الإشارة والتأكيد على أن ثلة كبيرة من النساء لازالت تستغل أبشع استغلال من طرف عصابات المصانع والمعامل والمقاهي والمحلات والمزارع في الداخل والخارج، حيت يتم استعباد النساء تحت غطاء التشغيل مقابل دراهم معدودة وقليلة ومحدودة وفي خرق واضح لقانون الشغل والأعراف والحقوق الإنسانية .
المرأة المغربية هي الأم التي أعدت جيلاً طيب الأخلاق ، عظيم التضحيات والبطولات والتطلعات وهي جامعة الحياة في البدايات والنهايات ورائحة الذكريات .
هي الأخت والرفيقه والأسيرة والشهيدة ، صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل ونسجت خيوطاً من الوفاء وعهداً لا إنفصال فيه ولا إنفصام.
وهي الجدة التي غرست في الأرض ابتسامة وأمل وصنعت تراثاً مزركشاً عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لاجيال تتناقلته عبر العصور وظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها .
وهي الزوجة للرجل وحبيبته وعشيقته وصديقته حافظة البقاء حتى الأبد ، ورفيقة الحياة وعبقها الدائم المتجدد في أبدية المكان.
هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون ، وحاضنة الرسالة الإنسانية الخالده وجواز عبورها الى المجد بابتسامه وثقة وأمل متجدد مفعماً بالحياة.
هي المنبعثة نوراً وحياة في الوطن أو في الشتات ، حارسة الحلم وضامنه البقاء وموقدة الحياة ومؤسسة العهد الجديد .
هي المرأة مهما تبدلت أدوارها ظلت بروحها واحدة تجمع كل الصفات وتتقن فن إدارتها بامتياز وباستثنائية لا يستطيع أيً من الرجال إتقانها فهي معجونة معها منذ التكوين بالصبر والرقة والحنان والحب والاحساس والطاقة والغيرة والجمال والانوثة والكبرياء الزاهد والطيبة المتواضعة .
هي المرأة في يوم عيدها ، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً بل تتقدم بجدارة الى الأمام ، لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين ، وما فرض عليها من قيود وما تكبلت به من عصبيات جاهليه ، مؤمنةً بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية ، ومتسلحة بكل ما اوتيت من قوة وعلم ومعرفة الى الأمام بلا تراجع يحذوها الأمل وثقة المدافع عن الحق .
ولعلنا اليوم وبعد أن قطعت المرأة شوطاً كبيراً الى الأمام متخطية العديد من العقبات والحواجز التي كانت تواجهها وكانت مفروضة عليها في السابق وبعدما أصبحنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة في حياتنا وعلى مختلف المستويات والاشكال ومساهماتها الكبيرة في عمليه النهضة الانسانية والثقافية والاقتصادية والعلمية والابداعية التي كان للمرأة دوراً هاماً وبارزاً لا يمكن تجاهله ، الى جانب ما قامت به من إبداعات تطورت معها سبل الحياة ، ولعلنا ايضاً نرى حتمية هذا الدور الذي لا بد وأن يكون خاصةً وقد إنتهى عصر عبودية المرأة الى الأبد وتخلصت من قيود الجاهلية الأولى بجدارتها وايمانها برسالتها الخالده وقدرتها على العطاء .
وفي هذا اليوم الثامن من 8 مارس والذي يصادف يوم المرأة ، ننحني إجلالاً لأمهاتنا العزيزة الماجدات اللواتي أعطوا بدون اخذ بالوفاء والخلاص ،فاليوم نبارك للمرأة عيدها وندعوا لها بالمزيد من التقدم والعطاء على ذات الطريق لرفعة المجتمع وتطوره ومزيداً من العطاء يا أمهاتنا الفاضلة
سكينة عشوبة طالبة وباحثة.