يبدو أنَّ الآنسة مايسة سلامة الناجي لا تريد مغادرة كهف الجهالة رغم كل الشروحات المُسْتَفِيضَة التي قُدِّمَتْ لها حول موضوع " الإندماج الإفريقي " للمملكة المغربية و أهدافه على المدى القريب ، المتوسط و البعيد.
و عوض أن تعترف الشابة الزِّينَة بأخطائها الكارثية في التحليل و إستقراء الوقائع و آفاقها الجيو ستراتيجية .
و عوض أن تَتَحلَّى جَمِيلَتُنَا بثقافة الإعتذار كَسُلُوكٍ لاَ يَتمتَّع بِفضائِلِه إلَّا الرّاسخين في العلم و الفهم ، و كَمُبادرة محمودة وجب إتِّباعُها للإرتقاء بِمُستوى التَّناظُر المكتوب قصد إعطاء القدوة لكل أقلام الرأي بمختلف تلويناتها و اتجاهاتها .
تأبى الآنسة مايسة سلامة الناجي إلاَّ أن تَنْتَقِل بِجمهور قُرائِّها الكرام من جهالة إلى سبع جهالات طباقا ما رأيتُ فيها من تَفَاوُتٍ.
و حيث أنّ مايسة وجدت نفسها - اليوم - ضحيةً لِكتاباتِها الظلامية السابقة و لِتَحريضاتِها العنصرية المقيتة ضد شعوب إفريقيا جنوب الصحراء ، فقد إرتأيْتُ التجاوز عن خبايا نزع حجاب عفتها و الإرتماء في أحضان " الحداثة الإستهلاكية" ، و القيام بالردّ فقط على تلك الصياغة الرَّكيكة لمقالة تَنْهلُ من قواميس الطعن في استقلالية القرار السيادي للدولة المغربية.
هكذا خرجت علينا المُتَأسلِمة الناكصة بخربشات خطيرة، طالبت فيها بالمجادلة من خلال حُجة نتائج تلك التحركات وتلك المصاريف على ملف الصحراء المغربية.
و لأنها إِسْتَبَقَت الجواب بِعدمية عبارة : لا شيء ؟! . فإني أدعو مايسة الجَاحِدة إلى التمعن السديد في مكاسب الدورة الـ32 لقمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، حيث شكلت أول قمة لم يصدر عنها أي قرار بشأن قضية الصحراء المغربية، على اعتبار أن القرارات ذات الصلة تتم على مستوى الأمم المتحدة. أول قمة إفريقية لم يتضمن فيها تقرير مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، أي إشارة إلى قضية الصحراء المغربية، و قد كان ذلك نتاج نقاش طويل و معركة قانونية و ديبلوماسية قوية.
و هُنا وَجَبَ طَرْحُ السؤال على "صَابِغَة شيب زَمانِها" : ماذا لو اتخذ الاتحاد الإفريقي مسار حل موازٍ للمسار الأممي ؟! ، ماذا لو ترك المغرب كُرسيَه الإفريقي فارغًا ؟!. ثم ماذا لو اتخذت دول إفريقيا جنوب الصحراء قرارًا يَدْعَمُ أجندة أعداء الوحدة الترابية للدولة المغربية ؟!...
أسئلة كثيرة لا نجدُ لها جوابا عند مايسة سلامة الناجي التي بعد أن أسْقَطْنَا تُرَّهَاتِها بالحجج العميقة ، اتجهت اليوم إلى سبونسورينغ الإشهار للإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب.
و أسمحوا لي أن أقوم بِجَرْد عبارات الإهانة الحقودة الواردة ضمن المقال الجديد لمايسة سلامة الناجي المنشور على موقع " goud " :
1- تقول أن المملكة المغربية في نظرها تقوم بدور " الوساطة" لاستثمار رؤوس أموال خليجية في إفريقيا.
2- تقول أنها لم تَنْعت الشعوب الأفريقية بالتخلف إنما كان نعت “ لاديمقراطية” خاصا بالدول الإفريقية وعمل مؤسساتها.
3 - تقول أنها تعلم براغماتية علاقات ترامب المبنية على الصفقات المالية و الأخذ و العطاء، سواء عبر منحِه وعدا بخوصصة المكتب الشريف للفوسفاط ، أو وعدًا بمراجعة صفقة القرن خصوصا مع “ الفضيحة ـ الابتزاز” الإسرائيلي للمغرب لكيْ يُسْرع في اتخاذ موقف أو الإعلان عن موقف إزاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
4 - تقول أن المغرب وهو يتعامل مع مؤسسات وديبلوماسيي الدول الأفريقية فهو فوق أرض ملغومة، وتبقى العلاقات بين الإدارات المغربية الأمريكية، المغربية الأوروبية، مهما عشقنا الهوية الإفريقية، للأسف، وفي الوقت الراهن: أكثر أمانا وثقة.
من خلال ما تم بَسْطُه يَتَّضِح بالملموس أن مايسة " الباحثة عن زْمَانْها " ، قد أخَذَتْها -فقط- العزة بإثم ترويج الجهل باسم ولاد الشعب و الاستعانة بأسلوب النقل قبل العقل . و بالتالي سنجيب "صَابِغَة شيب شَعرِها" بالمختصر المفيد :
1 – أعتقد أن مايسة لَكْوَافُّورَة ، لم تشفى من عقدة ماضيها الأحمر " بِطيران خليج البترودولار " ، و لأنها تعلم أن الوسيطات هن من ذهبن بها إلى هناك ، نجدها تقوم بإسقاط مصطلح الوساطة على مفهوم الشراكة في العلاقات بين الدول التي تريد الاستثمار في افريقيا .
2 – تحاول الآنسة مايسة " زَوَّجَها" الله و فكّ عُنوسَتَها إنْ شاء ، أن تَتَلاَعَب بالعبارات قصد التَّهرُّب من جريمة معاداة الجنس البشري الإفريقي من خلال لَغْوِ الحديث عن لا ديمقراطية الدول الإفريقية و غياب مؤسساتها. في حين كان على مايسة الزِّينَة مطالعة الإتفاقيات الكبرى بين الدول التي لا تدخل حيز التنفيذ إلاَّ بعد مرورها من مختلف المؤسَّساتِ التنفيذية و التشريعية لكي تحوز قوة الشيء المصادق عليه.
3 – ربما تعيش مايسة سلامة الناجي في عالم آخر غير الذي نتابع أخباره كل يوم ، أَلَمْ تعلم أن جلالة الملك محمد السادس يظل أول العاملين على حماية أرض إسراء النبي محمد – عليه أزكى الصلاة و السلام – . و لعل البيان الختامي الأخير لمنظمة التعاون الإسلامي ينهي كل أشكال الجدل الفارغ ، حيث أشادت المنظمة الإسلامية - في قرارات صدرت في ختام اجتماع الدورة الـ46 - بالجهود الفائقة التي يبذلها جلالة الملك لرعاية وكالة بيت مال القدس الشريف ومساندتها بكل عناية وسخاء لتمكينها من ممارسة دورها في حماية المدينة المقدسة وسكانها الفلسطينيين المرابطين ، وصون هويتها والحفاظ على تراثها العربي الإسلامي، وتمكينها من أداء رسالتها من خلال توفير مقر لها وتسخير إمكانات مالية سخية لها قصد الاضطلاع بمهامها في أحسن الظروف.
فهل تستطيع الكاتبة " المليونية" أن تَدُلَّنَا عن نوع تنازلات المملكة المغربية في إطار " صفقة القرن " كما ادعت في مقالها المُتَرَهِّل . لا سيما و نحن نرى بأمهات الأعين أن هذا التوجه المغربي يخالف منظور الرئيس دونالد ترامب ، هذا الأخير الذي يحاول ترسيخ نقل السفارة الأميركية إلى القدس دون أن يتمكن من القدرة على وقف مسار المقاومة العقلانية الحكيمة التي يناضل من أجلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ألَا تعلم مايسة بأن المملكة المغربية وضعت مستشفى ميداني عسكري بقطاع غزة، و رفضت كل أشكال التطبيع مع نتانياهو أو غيره مادامت فلسطين الحبيبة لم تتمتع بقيام دولتها المستقلة ، كاملة السيادة ؟!
فَيَا أيَّتُها الأنثى الجميلة ، تَذَكَّري معي أن دونالد ترامب هو الذي عاد إلى رشد قرارات المؤسسات الأميركية التي تحتفظ بمواقف الإحترام والتقدير للمملكة المغربية.
4 – و لأن كاتبة المقالات العنصرية لا تستطيع لِخِصَالِ الحياء و الإستحياء سبيلاً ، أو رُبَّما لأنَّها تعاني من أرق البحث عن علاقة عاطفية أكثر أمانا و ثقة . فإنَّ مايسة الزينة تدعونا إلى تغيير الجغرافيا و التاريخ ، و انتزاع المملكة المغربية من خريطة القارة الإفريقية الأم و ربطها فقط بالإتحاد الأوروبي ( رغم أن هذا الإتحاد هو في حاجة إلى إفريقيا ).
و هذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّما يَدلُّ على أن القلم إذا فُصل عن العقل ، ستكون النتيجة كاتبة شعبوية مَسلوبةَ الإرادة ، مسجونةً بين شعور الدونية أمام الغرب و الإستعلاء على إفريقيا المستقبل.
ملحوظة لا بد منها : وَصَفَتْنِي مايسة سلامة الناجي بأنِّي من المُتَعامِلين مع جهات في السلطة ، و أنِّي من الذين لم يكونوا قد أطلقوا أفكارهم الإعلامية حين أنشأت موقعها " افريقيا ".
وَ أنَا المُوَقِّعُ أسْفَلَهُ سأُجِيبُهَا – بأسلوب مَعْشُوقِها السياسي السابق بنكيران – لكي أقول : يا مايسة إنَّ قَلَمِي كْبِيرْ عْلَى دِيَالَكْ ! ، و أنَّ التعامل مع جهات في الدولة تَخْدُمُ المصلحة العليا لِلْوَطَن المغربي لَهُوَ شرفٌ لا أدَّعيه ! .
ثمَّ أنكِّ يا آنستي الزِّينَة قد خَلَقْتِ مَوقِعَكِ الإلكتروني " أفريقيا " تَيَمُّنًا و طمعًا في كسبِ أموال إشهار " محطات أفريقيا أخنوش " ، و حين فشلت في عملية الإسترزاق تحولت إلى رشقه إعلاميا دون جدوى .
و إذا كُنتِ مُدَوِّنَة حُرَّة و مُسْتَقِلَّة، فأنا لَعْرُبِي الزيراوي أدعوكِ إلى مناظرة فكرية عقلانية وجهاً لِوَجْه ، ولك حق اختيار المكان و الزمان!.
*رئيس الإختيار الحداثي الشعبي