كشفت يومية "الاحداث المغربية"، عن مطلب عجائبي تجلى في مبادرة للعفو عن توفيق بوعشرين المدان في قضايا تحرش جنسي وإتجار في البشر.
الدعوة حسب اليومية، تزعمها السياسي محمد بنسعيد أيت إيدر، وإلتحق بها الإستقلالي أمحمد الخليفة وإسماعيل العلوي من حزب الكتاب.
المبادرة العجائبية المطالبة بالعفو عن بوعشرين، جاءت هكذا، سقطت من السماء فكرة على رؤوس المبادرين إليها، وأغلب الظن انها جاءت دون تفكير، فقط من اجل المبادرة و السلام.
أولا كل الإحترام و التقدير لهذه الأسماء وخاصة بنسعيد أيت إيدر، الذي راكم سنوات من النضال والمعقول السياسي، لكن مبادرته غير موفقة، لأنها جاءت لتحاول إخراج شخص أدين بالإغتصاب و التحرش والإتجار بالبشر وإستغلال سلطته في حق نساء مستضعفات كن يعملن تحت إمرته.
القضية ليست فيها جبر خواطر، او الدخول بخيط أبيض، القضية أكبر بكثير من ذلك، فتهمه تدل عليه، ودلائلها مصورة، كما أن الضحايا يطالبون بالحق كاملا حتى الحكم الصادر في حقه، لم يكفهم ودخلوا في الإستئناف.
هناك حيوات عديدة على المحك في قضية بوعشرين، وليس حياة واحدة، هناك أسر كاملة عاشت وتعيش سيناريو القهر والحكرة بشكل يومي، في السابق من خلال إستعباد بوعشرين للأجيرات لديه، والان من خلال الذاكرة المؤلمة التي توخز نساء مستضعفات يعشن المحنة مضاعفة.
القضية ليس فيه حياد، أو محاولة رأب الصدع، فحائط الثقة بهذا المتهم إنهار كليا، ولن يستطيع احد أن يعيد البناء.
أضف إلى ذلك تلك المحاولات البائسة بإقحام الرأي الدولي من خلال محاولة تدويل قضيته وإلباسها لباسا حقوقيا..