عبد العزيز المنيعي
الاكيد و الثابت والحتمي، أنه إذا هطل المطر في الجزائر العاصمة، يحمل زعيم الإنفصاليين المظلة في تندوف. وطبعا إذا تحرك الشعب في الجزائر، يستيقظ "الزعيم" الوهمي، ويكون في حالة تأهب.
ذلك هو شأن إنتفاضة الشعب الجزائري ضد العهدة الخامسة، ونكتة العصر الحديث بترشيح رئيس في حكم الميت.
فالعهدة الخامسة عرت النظام الجزائري بشكل فاضح، ليس امام الجزائريين فقد بل امام العالم، الذي فهم اخيرا أن كهنة هذا النظام المتشبث بالطاغوت، و العابد لصنم الأحقاد، لا يمكن أن يثمر ما هو في صالح شعبه قبل أن يساهم في بناء العالم الحديث.
اللعبة التي إنكشفت اوراقها، مع إنتفاضة الشعب الجزائري ضد ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، أظهرت بالملموس أن هذا النظام الذي يريد بقاء مسارب تمر من خلالها مصالح فئة صغيرة تستنزف الجزائر لصالحها الخاص، عبر الإستمرار في إستبلاد هذا الشعب الذي رفع "لا" كبيرة في وجهه بعد أن أعياه الصبر وإنتظار أن يفهم هؤلاء الكهنة ان وقتهم مضى ووقت الاحقاد القديمة ولى، ووقت الحسابات الضيقة لم يعد له وجود في أرقام العالم الحديث.
لنكن اكثر واقعية، القيادة الواهمة الموهومة في تندوف، هي مجرد حجر في زاوية محراب كهنة النظام الجزائري، وما يصيب أولائك يصيب هؤلاء، وما يصح هناك في العاصمة الجزائر، يصح في مخيمات تندوف التي تعيش على إيقاع الغليان مند مدة.
واليوم وليس امس أو غدا، هو أقرب وقت للإنتهاء من هذه الخزعبلات بفك شيفرة العلاقة بين النظام الجزائري وحراس الوهم في تندوف. اليوم صار الامر يقينا، أن ما بدأه المحتجزون في تندوف، من إحتجاجات متقطعة سيصبح متواصلا، فليس هناك نعيم أبدي للطغات، ليس هناك أبدية للكذب حبله قصير مهما طال فهو قصير.
المتأمل ولو على عجل، لرعشة قيادة الوهم في تندوف، يعرف السبب، ويفهم أن الإحتجاجات في الجزائر العاصمة وغيرها من المدن الجارة الشرقية، هي لا محالة إلى إمتداد نحو تندوف، لذلك لن نستغرب خروج قيادة "البوليساريو" بما يشبه الأفكار، المستولدة من رحم السراب، ومحاولة إستثمار بعد المناورات البائدة من قبيل خلق "لجنة للتفكير"، التي بدأت بإعوجاج واضح، بناءا على الإستياء الذي خلفه إختيار العناصر المكونة لهذه اللجنة.
هي مناورة تعودت قيادة الوهم على القيام بمثلها، لكنها اليوم محاصرة بالمطالب الحقيقية، وقرب نهاية النظام الذي يمد "بزولة" الدعم لهذا الرضيع الذي لا يريد أن يكبر ولا يريد أن ينضج وأن يفهم أن رهن المستقبل بنظام هو عبارة عن أشخاص، مصيرهم إلى الفناء، هو من قبيل وضع الماء في الغربال والإندهاش من عدم بقائه.
السؤال الأني، هو متى ينهض المحتجزون في مخيمات العار، ويقومون قومة رجل واحد، كما كان يكررها المغفور له الملك الحسن الثاني أثناء إطلاق المسيرة الخضراء المظفرة.
السؤال هو بصيغة الترقب، وليس بصيغة الإستبعاد، فالشرارات الأولى لهذه الوقفة، بدأت مند مدة، اخر تجلياتها إعتصام أحد القادة داخل مقر "القيادة" الوهمية، ومنها أيضا لافتات تهرب عبر الهواتف الذكية، ووقفات متفرقة تتوزع عبر يوميات المسخرة الإنفصالية.
إذا فرياح الحرية قادمة، من الجزائر إلى تندوف، وحتما ستقتلع تلك الشجيرات المريضة التي بالكاد تستطيع أن ترى ضوء الشمس..