طه لمخير
عندما يقيم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تحت مظلة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين موتمرا في الدار البيضاء وصف بكونه شهد حضورا ملفتا للأتراك !!! فعلينا ان نتوجس. فهذه الطغمة من الإرهابيين المتدثرين بالألقاب الدينية والوظائف الأكاديمية ليسوا عند التحقيق سوى عملاء ومجندين من طرف حزب العدالة والتنمية التركي لتعزيز الاعمال الدعائية للمشروع الإسلاموي في المملكة، فهذا عراب دولة الخلافة القطري الجنسية احمد الريسوني واحد من الداعين الى مثل هذه المؤتمرات، وهو في حقيقة وظيفته احد المبعوثين السامين للرئيس التركي اردوغان، وولاءه لتركيا لا يشكك فيه احد والا ما اختاره الاتراك لشغل منصب الاتحاد العالمي احد اهم أذرع السياسة الخارجية لأردوغان.
ورغم ان المؤتمر عقد تحت شعار "التراث ومتطلبات العصر"، فان مثل هذه المؤتمرات الايديولوجية ليست سوى محاولات لجس النبض واختبار الارضية التي سيتم الاشتغال عليها بعمق وأناة، خصوصا وان الريسوني كان قد قدم لهذا المؤتمر ببعض التصريحات التي تطعن في المؤسسات الدينية الرسمية وذلك لانها تشكل حجر عثرة امام قوى الفكر الشمولي الراغبة في التغلغل في أوساط الطبقة الوسطى من اساتذة الجامعات وطلابها.
وليس هذا فحسب، فان تركيا التي طال مدّ تأثيرها المادي والأيديولوجي الساحة الليبية من خلال دعمها للميليشيات الإرهابية المسلحة، قد نجحت في بسط نفوذها على التراب التونسي من خلال طابورها الخامس الذي تمثله حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي، وليست الندوة التي استضافت فيها تونس أعضاء جماعة العدل والاحسان – بدعوى مدارسة بعض المواد الدوغمائية المعادية لثوابت المملكة لمرشد الجماعة الراحل، وقبلها كانت قد وُجهت دعوة لمنشدها رشيد غلام المقيم في لندن لأداء بعض الأناشيد امام الجمهور التونسي، وهو الذي لا يفوت فرصة الا أغرى العالم بالمغرب وكال له ألوان من الشتائم والسباب - الا ترتيب من ترتيبات السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية التركي والتي يدبرها مستشار اردوغان المكلف بالبلدان العربية المدعو ياسين أقطاي، حيث يعمد الاتراك الى تقوية الجماعات الاسلامية المحظورة في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتدجينها لتتحول الى خادم أمين للأجندات التركية في المنطقة.
وقد سبق واشرنا الى انه اذا استمر الاتراك في دعم الجماعات المتطرفة والشخصيات والكيانات المشبوهة في المغرب بهدف زعزعة استقراره والإخلال بموازين القوى فيه لصالح فئات موالية لهم، فان المغرب من حقه ان يستخدم كرت جماعة الخدمة التي يتزعمها عبد الله غولن وهي من ابرز اطراف المعارضة في تركيا، واتباعها في المعارضة و في الجيش والشرطة ومنظمات المجتمع المدني هم من الكثرة والقوة ما يجعل اردوغان يضرب أخماسا في أسداس اذا ما قرر المغرب ان يمنح لاعضاء الجماعة منصة للمعارضة وصوتا للتعبير.