|
|
|
|
|
أضيف في 28 فبراير 2019 الساعة 55 : 09
جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي أبو موسى، أو أبو عبد الله، كان معروفا بالصوفي لزهده، وهو المعروف في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم (geber )، له العديد من الإسهامات في حقل الكيمياء ويعتبر بحق أبو الكيمياء .
اختلفت الروايات على تحديد أصله ومكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا، وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب “الأستاذ الكبير” و”شيخ الكيميائيين المسلمين” و”أبو الكيمياء” و”القديس السامي التصوف” و”ملك الهند”.
ويعد جابر بن حيان من أعظم علماء القرون الوسطى، وقد هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلانياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين ) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء، تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن، وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي.
انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية واللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق، وذكر أنه درس أيضا على يد الحميري، ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من مصدرين: الأول من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق،والثاني من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية، فعن طريق هذه المصادر تلقى علومه ونبغ في مجال الكيمياء وأصبح بحق أبو الكيمياء فقد وضع الأسس لبداية الكيمياء الحديثة.
مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد، وبعد نكبة البرامكة سجن في الكوفة وظل في السجن حتى وفاته.
إسهاماته العلمية درس جابر بن حيان مركبات الزئبق ووضع أبحاثا في التكلس وإرجاع المعدن إلى أصلها بالأوكسجين، وتعود شهرته الحقيقة إلى تمكنه من اكتشاف أن الزئبق والكبريت عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرة السيمياء اليونانية القديمة.
وتميز جابر بن حيان باعتماده على التجربة العلمية، ووصفه خطوات عمل التجارب وكميات المواد والشروط الأخرى. فوصف التبخير والتقطير والتسامي و التكليس والتبلور، كما ابتكر عددا من الأدوات والتجهيزات المتعلقة بهذه العمليات وأجرى عليها تحسينات أيضا، وامتدت إنجازاته إلى تحضير الفلزات وتطوير صناعة الفولاذ، وإلى الصباغة والدباغة وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتقويم الزجاج ، ومعالجة السطوح الفلزية لمنع الصدأ، وتركيب الدهانات وكشف الغش في الذهب باستخدام الماء الملكي، وتحضير الأحماض بتقطير أملاحها.
ومن المواد التي حضرها جابر كبريتيد الزئبق، وأكسيد الزرنيخ، وكبريتيد الحديد الكبريتيك، وملح البارود، كما كان أول من اكتشف الصودا الكاوية، واخترع من الآلات البواتق والإنبيق والمغاطس المائية والرملية.
ومن الجانب الكمي أشار جابر بن حيان إلى أن التفاعلات الكيميائية تجري بناء على نسب معينة من المواد المتفاعلة والتي توصل بموجبها الباحثون فيما بعد إلى قانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية. كما توصل إلى نتائج هامة في مجال الكيمياء من أهمها زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها. وقد استطاع أن يضع تقسيما جديدا للمواد المعروفة في عصره فقسمها للفلزات كالحديد والنحاس، واللافلزات وهي المواد القابلة للطرق، والمواد الروحية كالنشادر والكافور.
قال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون ) : (إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء )، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي (مارسيلان برتلو m.berthelot ) المتوفى سنة 1907 هـ في كتابه (كيمياء القرون الوسطى ) : (إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق )، كانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثرا في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها.
ومن منجزاته في علوم الكيمياء: أنه اكتشف “الصودا الكاوية” أو القطرون (NaOH )، وأول من استحضر ماء الذهب، أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا، وأول من أكتشف حمض النتريك، وأول من اكتشف حمض الهيدروكلوريك، وأضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما ( الكبريت والزئبق ) وأضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح )، وأول من اكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج، وأدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير، واستطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق وأكسيد الارسين (arsenious oxide )، ونجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم، فقد اخترع جهاز تقطير ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم “Alembic” من “الأمبيق” باللغة العربية،.وتمكن جابر بن حيان من تحسين نوعية زجاج هذه الأداة بمزجه بثاني أكسيد المنجنيز. أهم مؤلفاته جابر بن حيان ترك جابر أكثر من مائة من المؤلفات منها اثنتان وعشرون في موضوع الكيمياء، منها كتاب السبعين وهو أشهر كتبه ويشتمل على سبعين مقالا يضم خلاصة ما وصلت إليه الكيمياء عند المسلمين في عصره، وكتاب الكيمياء ، وكتاب الموازين ، وكتاب الزئبق ، وكتاب الخواص ، وكتاب الحدود ، وكتاب كشف الأسرار ، وكتاب خواص أكسير الذهب ، وكتاب السموم ، وكتاب الحديد ، وكتاب الشمس الأكبر ، وكتاب القمر الأكبر ، وكتاب الأرض ، وكتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل بعض منجزات ابن حيان هذه قائمة بسيطة وموجزة حول بعض منجزات جابر بن حيان في علوم الكيمياء:
مكتشف القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة باسمها العربي Alkali، إدخال البحث التجريبي إلى الكيمياء. فقد أدخل عنصرَيْ التجربة والمعمل في الكيمياء وأوصى بدقة البحث والاعتماد على التجربة والصبر على القيام بها ، فجابر يُعَدُّ من رواد العلوم التطبيقية. إكتشف "الصودا الكاوية" أو القطرون (NaOH ). أول من إستحضر ماء الذهب وماء الفضة. أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض. وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا. ملح النشادر، والبوتاس، أول من أكتشف حمض النيتريك. أول من إكتشف حمض الهيدروكلوريك. إعتقد بالتولد الذاتي. تناول في كتاباته الفلزات، وأكسيدها، وأملاحها، أضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما ( الكبريت والزئبق ) و أضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح ). أول من إكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج. أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والإنصهار والتبلور والتقطير. استطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق و أكسيد الأرسين (arsenious oxide ). إسهاماته في هذا الميدان في تكرير المعادن، وتحضير الفولاذ، وصبغ الأقمشة ودبغ الجلود، وطلاء القماش المانع لتسرب الماء. استعمال ثاني أكسيد المنغنيز في صنع الزجاج. شرح بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ ، والأنتيمون ، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة. اكتشف أن الشب يساعد على تثبيت الألوان ، كما أنه صنع ورقاً غير قابل للاحتراق ، وحضر أيضاً نوعاً من الطلاء يمنع الحديد من الصدأ . أول من استعمل الموازين الحساسة ، والأوزان المتناهية في الدقة في تجاربه العلمية . شهادات غربية إن جابر بن حيان هو الذي وضع الأسس العلمية للكيمياء الحديثة والمعاصرة ، وشهد بذلك كثير من علماء الغرب .
فقال عنه Berthelot برتيلو :"إن لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق" .
وقال عنه الفيلسوف الإنكليزي (فرانسيس باكون ) : (إن جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء )
ويقول ماكس مايرهوف : يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوربا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية.
لقد عمد جابر بن حيان إلى التجربة في بحوثه ، وآمن بها إيمانا عميقا . وكان يوصي تلاميذه بقوله :"وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لايعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يابني بالتجربة لتصل إلى المعرفة".
مؤلفاته
جاء في "الأعلام" للزركلي أن جابراً له تصانيف كثيرة تتراوح ما بين مائتين واثنين وثلاثين وخمسمائة كتاب، لكن ضاع أكثرها. وقد ترجمت بعض كتب جابر إلى اللغة اللاتينية في أوائل القرن الثاني عشر، كما ترجم بعضها من اللاتينية إلى الإنجليزية عام 1678م ، وفي سنة 1928م أعاد هوليارد صياغتها، وقدم لها بمقدمة وافية ، وظل الأوربيون يعتمدون على كتبه لعدة قرون . من أهم هذه الكتب :
1 كتاب الرحمة: وتطرق فيه إلى تحويل المعادن إلى ذهب.
2 كتاب السموم ودفع مضارها: وقسمه خمسة فصول تبحث في أسماء السموم وأنواعها وتأثيراتها المختلفة على الإنسان والحيوان، وعلامات التسمم والمبادرة إلى علاجها والاحتراس من السموم، وقد قسم السموم فيه إلى حيوانية كسموم الأفاعي والعقارب وغيرها، ونباتية كالأفيون والحنظل، وحجرية كالزئبق والزرنيخ والزاج.
3 كتاب استقصاءات المعلم.
4 كتاب نهاية الإتقان .
5 الوصية الجابرية.
6 الكيمياء الجابرية: ويشتمل على مجموعات من مكتشفاته المهمة، وأهمها:
1 الماء القوي أو الماء الملكي.
2 "سم السليماني" المعروف اليوم باسم كلوريد الزئبق.
3 حجر جهنم (قابل للانصهار وشفاف كالبلور ).
4 الراسب الأحمر، ونحصل عليه عن طريق أخذ مقدار رطل من الزئبق ومقدار رطلين من الزاج ورطل واحد من الحجر الصخري، ونعامل هذا المزيج بواسطة النار، فنحصل على مركب لماع أحمر.
5 المستحلب الكبريتي.
7 كتاب المائة واثني عشر: ويضم 112 رسالة عن صناعة الكيمياء عامة مع إشارات إلى كيميائيين قدماء.
8 كتاب السبعين: ويضم سبعين رسالة فيها عرض منظم لجهود مؤلفها في الكيمياء.
9 كتاب الموازين: ويضم 144 رسالة تعرض الأسس النظرية والفلسفية للكيمياء والعلوم عامة.
10 كتاب الخمسمائة: ويضم خمسمائة رسالة تعالج بتفصيل بعض المسائل التي وردت موجزة في كتاب الموازين.
11 كتاب الميزان.
12 كتاب الخواص الكبير.
13 كتاب الزئبق.
14 الشمس كتاب الذهب
15 كتاب الخواص.
16 كتاب الأحجار كتاب الموازين.
17 كتاب الوصية.
18 كتاب الخالص.
19 الأسرار.
20 القمر كتاب الفضة.
21 كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل.
22 كتاب صندوق الحكمة.
23 كتاب خواص إكسير الذهب.
24 رسالة في الكيمياء.
25 كتاب المماثلة والمقابلة.
26 كتاب الأحجار: ويقع في أربعة أجزاء.
27 الحدود. وفاته توفي جابر بن حيان حوالي عام 199 هـ ، الموافق 815 م على اختلاف بين المؤرخين .
سكينة عشوبة طالبة وباحثة
|
|
2525 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|