كيف انقلبت القيم في هذه البلاد وأصبحت تمشي على رأسها ومع هذا الوضع باتت "المركات" المسجلة في بورصة الرداءة هي من تصنع الحدث؟
بل الأغرب من ذلك أن هذه الكائنات التي لا تنبت في عقولها غير الحشرات الفكرية، استطاعت أن تجرّ وراءها مجموعة من المنابر الإعلامية ليكتمل مشهد الانحطاط الأخلاقي بالصوت والصورة.
نطلّ على الفن فنجد الكثير من "المعتوهين" من تسرّبوا إلى هذا الميدان، وحوّلوه إلى مساحة "عفن" بكلام ساقط وداعر (هم) من تفتح في وجوههم المهرجانات والحفلات الصاخبة ... وتعقد (لهم) لقاءات تكريمية على ما قدموه لهذا الوطن(؟) أكثر مما قدمته المقاومة وجيش التحرير وجيش من المناضلين من قضوا سنين طوال في غياهب السجون فقط، لأنهم كانوا يؤمنون بغد أفضل لهذه البلاد، ولم يكن يسقط في حسبانهم أن المشعل سيتسلمه جماعة من "المعتوهين" والفقراء في التفكير وفقهاء التكفير وتجار الدين ...
نطلّ على الساحة الثقافية فنجد ناقدا لا يعرف غير النقد "بلغة الأبناك" والقراءات الطامسة أو "شويعر شعير" يصدر ديوانا أشبه بمقبرة جماعية للحروف أو هو أقرب إلى شبكة الكلمات المتقاطعة فيصبح حاضرا ومحاضرا في مدرجات الجامعات تحت يافطة "سي الدكتور" وهو حاصل على هذه الشهادة من "محطة بنزين" تقطن في الفضاء الأزرق ولا يستحيي صاحبها من تسميتها مثلا، ( الجامعة العربية الدولية للفنون والثقافة...) على الرغم من أنه في أصله وفصله مجرد راعي إبل استيقظ ذات صباح فوجد نفسه في أرض آبار البترول .
نطلّ على المشهد السياسي وهذا أبشع مما يكون وهو أيضا، يضم الكثير من المعتوهين الصغار واللصوص الكبار الذين يختلسون كل شيء من المال العام... إلى مشاعر الناس واستغفال عقولهم أواللعب عليها باسم الدين، كما هو الشأن بالنسبة للحزب الحاكم (العدالة والتنمية) والذي يقودهما (أي الحكومة والحزب المذكور) طبيب في أغوار النفس أصبح هو نفسه يحتاج إلى حصص علاج من فرط صمته وفقدانه القدرة على النطق بكلمة حق في سبيل المواطن المغربي، بدل "سف" دمه وعرقه بالضرائب والزيادات المتتالية في الأسعار وقصف صناديق الدعم وبالتالي تحويله إلى مجرد "طالب صدقة" في الوقت نفسه الذي يعيش فيه (الإخوان) أصحاب نظرية "اُنصر أخاك ظالما أو مظلوما" في بحبوحة نعيم ويوزعون على بعضهم البعض المناصب العليا بغير وجه حق. وهم في الأخير يتحدثون بـ(قال الله قال تعالى) داخل المغرب وفي فرنسا (قال دوغول)؟