إدريس شكري
لحقت بثينة القروري، القيادية في القطاع النسائي لحزب العدالة و التنمية، وزوجة حامي الدين، بركب الكاتب العام لشبيبة المصباح، وهاجمت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، امينة بوعياش.
اما دوافع هذا الهجوم المصباحي، ببارود بارد، فلأن بوعياش قالت رأيا موضوعيا في قضية ساخنة جدا، هي قضية الطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد، المقتول، ومتابعة حامي الدين بالمساعدة في القتل العمد.
تصريح امينة بوعياش لم يجانب الصواب مطلقا، ولم يوالي جهة دون الاخرى، بل كانت في صف القانون، و اكدت أن جرائم القتل لا تعرف التقادم، وهي فتوى قانونية قالها فقهاء المعرفة وليس نزوات ورغبات الجناة و الضحايا.
الاهواء لا مكان لها في مجال مثل القضاء و القانون، ولا مكان لها في عمق الإحساس بالظلم، والرغبة في اخد الحق، بل هناك فيصل واحد ومرجع واحد وأوحد يتخاصم لديه الناس هو القانون.
المؤكد أن تصريحات بوعياش ما كانت لتمر مرور الكرام، امام توتر "الاخوة"، من محاكمة "أخيهم"، بل على العكس كان منتظرا مثل هذا الدفع بالسلاطة اللسانية، والإتهامات الباطلة لسيدة خبرت المجال الحقوقي وراكمت رصيدها في خضم رصيد الوطن.
ولعل الكل تابع، أن بوعياش تساءلت عن سبب توتر جهات معينة من محاكمة حامي الدين، رغم أن القضاء لم يقل كلمته، وقد ينصف عائلة أيت الجيد كما انه قد ينصف حامي الدين. هذه إفادات بليغة في دلالاتها ولا تحتمل التأويل إلا إن كان في القلب شيء من شك في براءة المتهم من طرف أهله وعشيرته و"أخوته". فتلك مسالة أخرى لا ندخل فيها ولا نقربها ونبقى على طريق القانون ننتظر كلمته فيما أختلف فيه المتنازعون.
خروج بثينة القروري، زاد من التأكيد على أن الامر يدعو إلى التساؤل بالفعل عن سبب توتر هؤلاء من محاكمة تجري اطوارها حسب دولة الحق و القانون، هل هناك ما يدفع غلى كل هذا التجييش المصباحي و الترصد لكل من خالفهم الرأي، والتهجم على كل من قال كلمة حق. الاكيد أن اهل المطبخ المصباحي يعرفون السبب ولا يصرحون به، لأنهم علموا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه ولا يمكن أن تبني قلعة من تبن وأنت تمسك عود الكبريت في يدك مشتعلا..