قد يتذكر البعض، لجنة الشفافية المنبثقة عن الامانة العامة لحزب العدالة و التنمية، والتي كانت قد بحثث وتقصت وحللت وتابعت ودرست، ملف فيلا الوزير نجيب وليف.
حينها خرج حزب العدالة و التنمية، ولجنة شفافيته ببلاغ، يستعرض نتائج البحث و التقصي في حقيقة إقتناء بوليف لفيلا بمدينة تمارة، كما كشف عن حقيقة مساحة الأرض، وأكد وهذا هو الاهم بالنسبة للحزب، ان بوليف بريء من كل ما تم تداوله بخصوص هذه القضية التي أثارتها الصحافة الوطنية.
الحديث عن لجنة الشفافية المصباحية، وقضية بوليف، والفيلا وما جاور ذلك، هو فقط نمودج من العدالة التي يريدها حزب العدالة و التنمية.
نموذج لبناء مؤسسات داخل مؤسسات الدولة تنوب عنها بل تقوم مقامها كلما تطلب الامر ذلك، وخاصة إذا كان احد "الأخوة" في مرمى قضية تعرض على المغاربة، فمحاكم المصباح اولى بهذه القضية، وبالتالي لا داعي لتدخل مؤسسات الدولة وصحافة المغرب والمنظمات الحقوقية المغربية، "فمؤسسات" حزب العدالة و التنمية ستقوم باللازم.
مناسبة هذا الحديث، هو الهجوم الذي تعرضت له رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، امينة بوعياش بعد أن قالت قولها، الموضوعي، في قضية أثارت الكثير من النقع، وجيش لها "الاخوة" كل ما إستطاعوا من دعم "لأخيهم".
طبعا كم كان سيكون جميلا، لو تخلى القضاء المغربي عن مهمته في هذه القضية، وفوضها "لقضاء المصباح"، ليشكل لجنة "قضائية"، على منوال لجنة "الشفافية"، لتتدارس قضية حامي الدين وتخرج بقرارها.
هذا مبتغى ومنتهى الحلم بالنسبة لحزب يفرض الرأي الأخر، وللإشارة فبنعيسى أيت الجيد مات مقتولا بسبب الرأي الأخر.
لكن الغريب أن امينة بوعياش، لم تقل رأيا مخالفا، للقانون، أو لمقتضيات الحقوق المدنية، بل قالت رأيا يعود في مرجعيته إلى المعرفة بالفقه القانوني، فهي لم تدن حامي الدين ولم تبرئه، ولم تنصف عائلة أيت الجيد. بل قالت ما يفيد أن القضاء هو الذي يملك الحق في البث في هذه القضية.
لكن ربما تأكيدها على أن جرائم القتل لا تعرف التقادم، هو تلك النقطة التي أراد "الاخوة"، أن يخفوها عن الرأي العام، لذلك كانت مثل القشة التي قصمت ظهر بعير الصبر عندهم.
فهم لا يهمهم رأي المنظمات الحقوقية، فلديهم منظمتهم "الحقوقية"، ولا يهمهم رأي الصحافة، فلديهم "صحافتهم"، ولا يهمهم رأي الشعب فلديهم "شعبهم".
لكن ليس لديهم مؤسسات بمستوى مؤسسات المغرب التي صنعت الحدث والتاريخ، وكانت سباقة إلى بصم المسار الحقوقي الكوني بمبادرات كبيرة.
لذلك هم أشد ما يتخوفون من رأي أهل التجربة و المعرفة والخبرة واهل الحقيقة..
كفى