مؤسف أن يقع الإنسان ضحية شهوته وغريزته...ومؤلم أن نرى بشرا يحولون الرذيلة الى حق مشروع .. والخطير أن نعيش زمن الدفاع عن الغريزة والشهوة تحت مجموعة من المسميات...والأخطر أن تكون القضية والمشهد بين يدي مشرعين وأصحاب قرار في مجتمع ما.... والمأساة أن يقع دعاة الدين في حب الشهوات والملذات الجنسية... حينها نرى بشرا مسخا في مجتمعاتنا الاسلامية.... وما سقط فيه دعاة الدين من تهافت عن الدفاع عن الحق في الجنس والإغتصاب و"القتل" أحيانا في قضايا "كوبل" التوحيد والإصلاح ومنشد العدل والإحسان وجرائم بوعشرين الجنسية مثالا...إلا حمق بشري.. وعصيان أخلاقي...و أسلوب مريض يمارس به أصحابه حقوق العيش بيننا... بعدما تمكنوا من الصعود الى قمم الجبال باسم الدين، ركوبا على ظهر بعض أصوات الرجال والنساء..
غريب أن يعيش القارئ أو المتصفح للتعاليم الدينية المحرمة للزنى والفساد... حياة يدافع فيها عن الحق في الاغتصاب والجنس... إن الردة المعلنة والخفية في ذات الوقت..تشبه علامة التنور في قصة سيدنا نوح...قبل طوفان التغيير...ردة يعيشها أصحاب اللحي أمام لذة السلطة، والتأصيل لفكر "مرضي" نصرة لهفواتهم وتصرفاتهم...اليوم يخرج علينا قوم يدافعون عن شخص اغتصب 9 نساء وقتل فيهم إنسانيتهم، يجاهرون بالقول أن الاغتصاب والجنس المر متجاوز. كاشفين عن ضبابية في الرؤى تسيطر على عيونهم حينما يتعلق الأمر بالعشيرة والقبيلة والقوم..
لقد أبانت قضايا رائجة أمام المحاكم، أبطالها منتمون لحركات إسلامية ومتعاطفون او مسوقون للتنظيمات الإسلامية، عن حجم المسخ الكائن في مجتمعنا..في أناس استبدلوا دينهم بدين السياسة والمصالح والعشيرة... وعاتوا في الأرض يرمون المؤسسات و المجتمع بالباطل...وينتصرون لمجرميهم ومغتصبيهم والمتورطين في القتل وتجار مخدرات ومروجي السموم وسارقي مال الشعب بغير حق من تقاعدات وتعويضات سمينة..والدخول في سباق الزوجات الاربع...والتطاول في البنيان عبر فيلات وشقق فخمة...والاستيلاء على سيارات سوداء بمحروقاتها وسائقيها للنقل والتنقل بزيرو درهم...
لاشك أن خروج قيادات سياسية تحمل مرجعية إسلامية، للدفاع عن متهمين ومدانين بالاغتصاب والممارسات الجنسية...ومتهم بالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد...والنهل من قاموس المخططات والمؤامرات وتصفية الحسابات..لايعدوا كونه صبيانية فكرية عاشها القوم ولازالوا يقتاتون منها للبقاء بيننا..
لعل الصورة تحتاج منا الى وقفة تأمل، بعيدا عن الدراسة والتمحيص والتشخيص...تأمل يكفي لرصد الحالة المرضية لهؤلاء القوم، ممن ارتضوا لأنفسهم ولإخوانهم ممارسة الزنى والاغتصاب فغي حق نساء وفتيات..بدعوى انها مؤامرة او خطة للإيقاع بهم..متناسين عرض وشرف نساء تحولت صورهن وصور فضائح الممارسة الجنسية بمكتب بوعشرين الى كبسولة اعلانية على شاشات الهواتف...مشاهد جالت الدنيا ما فيها..حتى خرج علينا البعض بان الامر مؤامرة...مقولة تثير الضحك..كأن ما شهدناه مقطع فيديو على تلك المواقع المصنفة الأولى عالميا في "أليكسا"..قوم اختارو المجاهرة بالدفاع عن حق المغتصب في اغتصاب النساء وحق المتهم بالقتل من التنصل من العدالة...إنه زمن المسخ الأخلاقي... وزمن دعاة الحق في الجنس....