السعيد بنلباه
في يوم 21 اكتوبر من سنة 2010 أي قبل تسع سنوات كنت كتبت هذا الموضوع، وعادة عندما نتحدث عن القبر وما فيه فإننا لا نتوقع انه بعد تسع سنوات إذا فتحناه سنجد ما فيه لايزال يحتفظ بطبيعته، لكن في الجزائر ومعة الرئيس بوتفليقة أو ما بقي من الرئيس بوتفليقة فكل شيء ممكن انه بكل بساطة عميد حكام القبور..ولكم ما كتبت قبل تسع سنوات كما لو أننا اليوم وهذه المرة ليس من قصر الرمادية بل من أحد مستشفيات سويسرا....
وأنا لا أزال أتلمس أبجديات السياسة، أو التسيس في أواخر سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي، وكنت وأمثالي، وأقراني، نسمى بفعلنا هذا مراهقين سياسيين، رغم أن ما كان متاحا لنا في انه، كان مشبعا وذا زخم، على ما هو عليه الحال الآن، فالحراك كان حراكا، حقيقيا، والنوايا كانت صادقة، والفاعلون كانوا ناكرين لدواتهم.
إذن وأنا لا أزال أتلمس أبجديات السياسة، أو مراهقا سياسيا، كان النموذج الطاغي على كل من كانوا في موقعي، هو النموذج الشيوعي، الذي لن أتحدث عن نظرياته، ومنطلقاته، وخلفياته، بل سأراه بالناظر لرجالاته، حيث كانت الصفوف الأولى والثانية، والثالثة، والمرصعة صدورهم، وبطونهم، بالأوسمة الخادعة، الغير معروف أسباب نزولها، كلهم من شيوخ القوم، ولعمري، أني أقصد بالشيوخ، الجانب العمري، وليس أخر، لم يكن وقتها لمفهوم الشباب والتشبيب، أي موقع ولا مكان، وإلى جانب هذا النموذج الغربي الشيوعي بامتياز، كان هناك نموذج عربي نشاز، أشير إليه بالذات لأنه كان قريبا منا ، ويحتل الزمان والمكان في ساحة النماذج العربية الرائدة انئدة، وهو بورقيبة، الذي شاخ في مكانه وزمانه، إلى درجة كنا نسمع بأنه سيحكم تونس من قبره، شيء لم يحصل، وطواه النسيان، لكن، ما أشبه الأمس باليوم، في منطقتنا العربية، المسماة شمال إفريقيا، رغم أنه ما كان لأحد أن يتصور أنه سيأتي علينا حين، في زمن شبابي متغير حتى النخاع، وزاده تغيرا ما سمي بالربيع العربي، أو ثورات الشباب، ونصحو عمن يريد حكم دولة كبيرة عمودها الفقري شباب وشابات، أن يحكمها من القبر؟؟ بوتفليقة الرجل المريض الذي أظهر نفسه للعالم في حالة مسخ أكيدة، وهو على كرسي مدفوع كما يدفع البناء، "البرويطة" وهو يقلب بصره يمنة ويسارا، في شبه ذهول أو تخذير حتى بالكاذ يحرك يديه،،ومع ذلك صوت على نفسه، لحكم الجائر المسكينة، لولاية رابعة، وإن كانت الحقيقة أنه يصوت على من يتحكم حقيقة في دواليب أمور الجزائر.
بوتفليقة، الذي أيام كان بإمكانه النقط، لأننا لسنا متأكدين من قدرته حاليا على النطق؟؟لم يترك محفلا دوليا، أو تجمعا دوليا، مهما صغر حجمه، وصغرت قيمته، إلا ويردد لا زمته، بنضاله من أجل تقرير مصير الشعوب….بوتفليقة..إن شعب الجزائر، يريد تقرير مصيره..فما بالك تدير ظهرك لمطالبه، وتصم أذنيك دون سماعه،،إذا كان في سمعهما من بقية؟؟؟