كما هو معلوم، عقد المحامي محمد زيان عضو هيأة دفاع توفيق بوعشرين، ندوة صحافية الخميس إحتضنها مقر "الحزب المغربي الحر" بالرباط. الندوة طبعا جاءت من اجل تثمين تقرير اللجنة الاممية حول ما قيل أنه "إعتقال تعسفي لبوعشرين".
المنطق يقول، أن خرجات الرجل معهودة ومتكررة في جوهرها، فالبهرجة سيمتها واللعب على المصطلحات وحتى المشاهد، يجتهد دائما في تغيير ديكورها و أبطالها، لكنها تفضي إلى معنى واحد وهو أن الرجل يبحث لنفسه عن موطئ قدم جديد في خارطة "التخربيق".
لا فرق بينه وبين فنانة تكيل "المعيور" لفنانة اخرى، وبينه وهو يكيل التهم لمؤسسة قانونية يعلم جيدا انها عبرت إلى ضفة الإعتراف بالحق و القانون كركيزة أساسية في تعاملها مع أي قضية كانت.
خرجة الرجل اليوم كانت اكثر رصانة من خرجته مثلا امام البرلمان وهو يجلس القرفصاء وسط مجموعة من "الطلبة" يقرؤون الفاتحة.
خرجة اليوم حاول من خلالها الإبقاء على بصيص امل في انه قد يهتدي إلى طريق دولة الحق و القانون، دولة المؤسسات وليست دولة الإدعاءات وأباطيل لجنة استندت في تقريرها على رأي واحد وحيد، كما سجلت هيأة دفاع ضحايا بوعشرين.
بدورنا سنكون اكثر رصانة منه، ونقول أن قضايا إستغلال السلطة من اجل إستعباد نساء مغلوبات على امرهن أمر لا يمكن أن يغتفر.
اليوم وعلى بعد سنوات طويلة نعلم أن المغرب دولة تحترم المواطن وتقتص له وتاخد حقه، من أي كان، وبوعشرين مارس سلطته "الخبزية" إن صح التعبير، وإستعبد أجيرات لديه من اجل إشباع قلمه اللحمي والكتابة بخط الفظاعة في دفترهن الإنساني، ملطخا صفحاته بنزواته وأمراضه النفسية والجنسية.
ربما اللجنة التي قال عن تقريرها زيان، انه في محله، لم تشاهد الفيديوهات، كما انها وهذا اكيد لم تقابل الضحايا وذلك حسب هيأة دفاعهن. والاكيد أكثر انها إلتقت فقط بهيأة دفاع بوعشرين، وهم مستنسخون في اللحظة و الفكرة و"القناعة"، بأنهم عليهم أن يكسبوا القضية ليس لانها عادلة فهذا لا يهم بالنسبة لهم، ما يهم هو الخروج منتصرين حتى ولو وظفوا وسائل خارجية للضغط على مؤسسات الدولة..
الحقيقة أن القلم يعجز عن وصف ما يبذله زيان ومن معه من اجل إلباس الباطل لباس الحق، اليقين كل اليقين اننا اليوم مطالبين بإعادة النظر في الكثير من القناعات منها ان كل المغاربة يريدون الخير للمغرب، لأن منهم من يريد خير نفسه ومأربه الدفينة المغلفة بنفاق الوطنية..
زيان قال أن دفاعه عن بوعشرين هو "نضال من أجل حماية وحصانة جميع المغاربة"، وهنا نختم ونقول بالله عليك دع المغاربة في شانهم ودعك في شانك وشأن بوعشرين وشأن "البوز" الذي تبحث عنه..
إدريس شكري