أصدر الناطق الرسمي باسم العدل والإحسان، الأستاذ فتح الله أرسلان بيانا مركزا يشرح فيه موقف الجماعة من المراجعة الدستورية، وبين ملاحظات الجماعة على المشروع المطروح للاستفتاء ليخلص إلى موقف عدمي من الدينامية الحالية.
يتحدث البيان في مشروعيته عن التضحيات الجسام التي قدمها الرجال منذ الاستقلال من أجل التغيير من شهداء ومختفين ومعتقلين..
عقدة عدم مقاومة الاستعمار لدى الجماعة جعلت الجماعة للمرة الثانية تحاول تشميع نضالات القوى السياسية الأخرى، وتحفيظها في اسم الجماعة، ولنبدأ بالشهداء الكبار:
المهدي بن بركة: كان اتحاديا ولم يكن في العدل والإحسان، وأسرته السياسية طلقت العدمية منذ سنين، وانخرطت في النضال الديمقراطي منذ 1975، إذن الرجل لم يكن في العدل والإحسان، ولم يدافع يوما عن الخلافة حتى يُصبح اليوم قربانا لها.
عمر بن جلون: كان اتحاديا وقَتَلَتُهُ كانوا من رواد مدرسة الاستبداد، ولم يدافع يوما عن الخلافة أو القومة، حتى يستبيح الناس تاريخه في مشروعهم الاستبدادي، هو ديمقراطي اشتراكي، وهو مهندس النضال الديمقراطي ولم يكن يوما خلافيا.
معتقلو 1963 ولا واحد فيهم يساند مشروع الخلافة.
معتقلو 1965 ماتوا من أجل الخبز والديمقراطية، ولم يموتوا من أجل مشروع الاستبداد، ولو كان واحد منهم مات من أجل الخلافة فالجماعة يمكن أن تنورنا اليوم وتكشف لنا اسمه.
معتقلو 71ـ 72 كانوا انقلابيين وإذا كانت الجماعة تتبنى أسلوبهم فيمكنها أن تنور الرأي العام.
معتقلو 1974 جلهم غادر النهج وموقفهم من الجماعة لا يحتاج إلى تبيين وبقاياهم في النهج لا يؤمنون حتى بالدين
معتقلو وشهداء 1981 ماتوا من أجل الخبز والاختيار الديمقراطي وزعيمهم النقابي لا زال على قيد الحياة وقادة الجماعة الذين كانوا يومها في التعليم لم يشاركوا في الإضراب العام ولا في إضراب 1979.
معتقلو وشهداء 1990 ماتوا من أجل الرغيف والاختيار الديمقراطي وقادة النقابات لا زالوا على قيد الحياة، فهل منكم من شارك في الإضراب أو مراسيم التأبين؟
ومعتَقَلوكم منهم من قَتَلَ ومنهم من عَنَّفَ الناس من أجل تشميع الهامش الديمقراطي أنذاك في الجامعة المغربية، وهذا تاريخ قريب لا يمكن أن ينساه إلا الجاحدون، أو الذين لهم انفصام في قراءة تاريخ شعوبهم.
معتقلوا ساعتين في مخافر الشرطة من أجل عقد اجتماعات بدون رخصة وأحكام الغرامة من ألف إلى ألفين التي لا تُنَفَّذ، لا تعطيكم المشروعية التاريخية في الحديث باسم القوى الوازنة الفاعلة في الساحة التي اختارت طريق 1 يوليوز.
بيان ديباجة من هذا النوع يمكن أن توقع عليه الجماعة إذا كان الذي صاغه من الذين يملكون المشروعية التاريخية في الفعل، وآنذاك يمكن للجماعة أن تتدثر بثوب غيرها من الديمقراطيين، وإلا فإنها غدا سوف تقول أن محمد الزرقطوني عندما كان يقاوم الاستعمار فإنه كان يدافع عن الجماعة.
تاريخ المغرب ليس لكم ومشروعيتكم لم تبدأ إلا بعد 1974 وحصيلة تضحياتكم لا تعطيكم حتى مشروعية دستور 1962 إنه التاريخ، فمن لا يعرف تاريخ المغرب لا يمكن له أن يفهم ميكانزمات التغيير والتطوير في المغرب، فالجماعة استفادت من مناخ الحريات الذي من أجله ضحى غيرها وعليها اليوم أن تقف عند تضحيات غيرها وتسمي الأشياء بمسمياتها فلكل شهيد أو معتقل سابق عائلته السياسية، التي تملك وحدها الصلاحية في تأصيل مواقفها الحالية والمستقبلية على نضالاتها، أما الذي لم يشارك يوما ولو في إضراب واحد، أيام الدليمي وأوفقير والبصري، فلا حق له في ارتداء قبعة المقموع، لأنه ليس مقموعا، فهو يخرج إلى الشوارع كل أسبوع في مجموع التراب الوطني، ويرفع ما يريد من اللافتات ويجتمع في مقراته غير القانونية، ليس لأنه صنديد وقوي، بل فقط لأنه استفاد من المتراكم بفعل تضحيات الرجال والقوى، الذي يبني مشروعه المستقبلي على اغتيالها ومصادرة تاريخها و أفقها
على الجماعة أن تنفتح على التوارخية حتى تعرف حقيقة تاريخ المغرب بالتفاصيل التي ربما لا تريد.
وإلى تتمة البوح حول ملاحظات الدستور.
أكورا بريس: بواب محراب أكورا