كشف مصدر مطلع أن هناك لقاءات سرية تعقد ليلا داخل منازل أتباع جماعة العدل والإحسان بمدينة سلا، حيث يتدارس أعضاء الجماعة بعض السبل الجديدة لمواجهة حكومة بنكيران في الشارع، من خلال تجييش المواطنين المتضررين اجتماعيا، ووضع أجندة من أجل تنظيم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية بنوعية جديدة لم يتم الكشف بعد عن الخطة المرسومة لتحقيق هذا الغرض.
ولم يستبعد المصدر ذاته، أن تكون هذه النقاشات قد خلقت نوعا من الانقسام في صفوف الجماعة، حيث أن بعضهم طلب الانتظار قليلا حتى يتم التعرف على نتيجة أداء بنكيران بعد تشكيل حكومته.
في حين أن القسم الأكبر جزم بأن لا فائدة من حكومة عبد الإله بنكيران كونهم يختلفون معه سياسيا وإيديولوجيا بل قبل خوض غمار الانتخابات وجه قادة جماعة العدل والإحسان انتقادات لاذعة لحزب العدالة متهمين إياه بأنه يشرعن النظام السياسي مثله مثل كافة الأحزاب السياسية التي تشتغل في إطار الشرعية المحددة من خلال الدستور والمشاركة في الانتخابات.
وفي المقابل يعتبر إخوان بنكيران أن جماعة العدل والإحسان تفتقر إلى الواقعية السياسية وتعيش أساطير تأويل الأحلام لاتخاذ القرارات المناسبة.
ووفق المصدر ذاته، تم خلال نفس اللقاءات السرية تدارس طرق وسبل جديدة لاستقطاب العديد من المواطنين الذين يعانون مشاكل اجتماعية من قبيل السكن العشوائي وقلة الدخل اليومي.
والتركيز على الأسر التي تعيش الهشاشة الاجتماعية كونهم الفئة الأكثر سهولة للوقوع تحت تأثير خطابات جماعة ياسين، وذلك بشحنهم بمجموعة من الأفكار التي تعكس توجهات الجماعة ، مع استغلال الخطاب الديني في البحث عن المزيد من الأتباع الذين يتم التركيز في اختيارهم على عامل الفقر والتهميش.
وتأتي هذه الخطوة من أجل ضخ دماء جديدة تعويضا عن تلك التي أنهكتها من خلال المشاركة في حركة 20 فبراير لمدة تزيد عن ستة شهور، والتي صرفت فيها الكثير من الأموال في التمويل اللوجستيكي للتظاهرات والمسيرات في أكثر من سبعين مدينة.
إذ أن أغلب المنتمين إلى العدل يشتغلون في التجارة غير منظمة حيث لا يؤدون الضرائب للدولة وبينهم تجار آخرون لا يؤدون مصاريف الصناديق الاجتماعية للعاملين معهم في مقاولاتهم الصغرى، كونهم مجبرون على أداء قسط من أرباحهم للجماعة كي تستمر في عملها الإعلامي والاستقطابي ودعم المسيرات الاحتجاجية.
عن الخبر