|
|
|
|
|
أضيف في 14 فبراير 2019 الساعة 27 : 12
إلى رئيس الحكومة من التحليل النفسي إلى التحليل السياسي وداعا فرويد. يقول فرويد عن بدايات تشكّل الجلسات الليلة التي كانت تجمعه مع الأطباء الشبان والتي ساهمت في طرح الأفكار وتبادل النقاش حول التحليل النفسي :نحن في زمان مسلسل السياسي"المهووس" (Maniac ) حيث الزمن الدرامي مستقبل حزب العدالة وتنمية مجهول ويصعب تمييزه . إن انتماء المغاربة للحركة الإسلامية يجعلك تشعر بأنك تنتمي إلى جيل الصحابة الأول، فهناك قواسم مشتركة بينكما، في المنطلقات والأهداف والتعرض لمحن الدعوة، وفي الظروف القاسية التي تحيط تبليغ كلام الله إلى العالمين. الأستاذ بنكيران مثله مثل أبو بكر الصديق. ولد أبو بكر الصدِّيق في مكة سنة 573م بعد عام الفيل هذا التقارب جعلني أتسأل ماهو الفرق بين الفيل والعفاريت. والأستاذ سعد الدين العثماني مثله مثل أبو بكرة الثقفي 51 هـ / 671 م )أقام بالبصرة، كان مولى لثقيف في الطائف، سمى نفسه بعد اعتناقه الإسلام بعتيق النبي، لقب بأبي بكرة لأنه تدلى بواسطة بكرة من أسوار الطائف لما حاصرها النبي فأنضم إليه سنة 631 م، اعتزل ولم يشارك في الحروب الداخلية بين المسلمين (الجمل وصفين ). والأستاذ مصطفى الرميد مثله مثل أبو ثعلبة الخشني كان أبو ثعلبة الخشني في كل ليلة يخرج فينظر إلى السماء فيتفكر ثم يرجع إلى المنزل فيسجد لله، وكان يقول: «إني لأرجو أن لا يخنقني الله عند الموت كما أراكم تختنقون»، كان يصلي قيام الليل أمينة ماء العينين مثلها مثل هند بنت عتبة قصة هند بنت عتبة كان للفاكه بن المغيرة بن عبد الله المخزومي القرشي بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن، فقام يوماً في ذلك البيت، وهند زوجته معه، ثم خرج عنها وتركها نائمة، فجاء بعض من كان يغشى البيت فلما وجد المرأة نائمة ًولى عنها. فاستقبله الفاكه بن المغيرة، فدخل على هند وأنبهها، وقال: من هذا الخارج من عندك؟ قالت: والله ما انتبهت حتى أنبهتني، وما رأيت أحداً قط. قال: الحقي بأبيك. وخاض الناس في أمرهم. فقال لها أبوها: يا بنية: أنبئيني شأنك، فإن كان الرجل صادقاً دسست عليه من يقتله فينقطع عنك العار، وإن كان كاذباً حاكمته إلى بعض كهان اليمن: قالت: والله يا أبت إنه لكاذب. فخرج عتبة، فقال: إنك رميت ابنتي بشيء عظيم، فإما أن تبين ما قلت، وإلا فحاكمني إلى بعض كهان اليمن. قال: ذلك لك. فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش، ونسوة من بني مخزوم، وخرج عتبة في رجال ونسوة من بني عبد مناف، فلما شارفوا بلاد الكاهن تغير وجه هند، وكسف بالها. فقال لها أبوها: أي بنية، ألا كان هذا قبل أن يشتهر في الناس خروجنا؟ قالت: يا أبت، والله ما ذلك لمكروه قبلي، ولكنكم تأتون بشراً يخطئ ويصيب، ولعله أن يسمني بسمة تبقى على ألسنة العرب. فقال لها أبوها: صدقت، ولكني سأخبره لك. فصفر بفرسه، فلما أدلى، عمد إلى حبة بر فأدخلها في إحليله، ثم أوكى عليها وسار. فلما نزلوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم. فقال له عتبة: إنا أتيناك في أمر قد خبأنا لك خبية، فما هي؟ قال: ثمرة في كمرة. قال: أريد أبين من هذا. قال: حبة بر في إحليل مهر. قال: صدقت فانتظر في أمر هؤلاء النسوة، فجعل يمسح رأس كل واحدة منهن، ويقول: قومي لشأنك، حتى إذا بلغ إلى هند مسح يده على رأسها، وقال: قومي غير رسحاء ولا زانية، وستلدين ملكاً سمى معاوية. فلما خرجت أخذ الفاكه بيدها فنترت يده من يدها، وقالت: والله لأحرصن أن يكون ذلك الولد من غيرك. حكومة الصحابة الطاهرين المبشرين بالجنة مجتمع مليئ بالأحقاد والأنانيات والجشع والطمع، فتصيب نفسَك انتكاسة عظيمة، ويقع عليك هول الصدمة حتى تفقد صوابك. قال الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" لهذا الوضع العربي فكتب مقالاً جميلاً حول ضرورة التمييز بين الوطن والحكومة حيث قال في مقالة جميلة تحمل عنوان "لا تـخـلـط بين الـحـكـومـة والـوطـن" يخاطب فيها العرب: "أتعلمون لماذا بيوت العرب في غاية النظافة، بينما شوارعهم على النقيض من ذلك؟ السبب أن العرب يشعرون أنهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم.. هل فعلاً شوارعنا وسخة لأننا نشعر أننا لا نملك أوطاننا؟ إذاً ما السبب؟ هذا يرجع إلى سببين، الأول: أننا نخلط بين مفهوم الوطن ومفهوم الحكومة، فنعتبرهما واحداً، وهذه مصيبة بحد ذاتها.. الحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن، ولا حكومة تبقى للأبد.. بينما الوطن هو التاريخ والجغرافيا، والتراب الذي ضم عظام الأجداد، والشجر الذي شرب عرقهم، هو الفكر والكتب والعادات والتقاليد.. لهذا من حق كل إنسان أن يحاسب الحكومة ولكن ليس من حقه أن يكره الوطن.. والمصيبة الأكبر من الخلط بين الحكومة والوطن هو أن نعتقد أننا ننتقم من الحكومة إذا أتلفنا الوطن.... وكأن الوطن للحكومة وليس لنا.. ما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنتَ، وبالجامعة التي يتعلم فيها ابني وابنك، وبالمستشفى التي تتعالج فيها زوجتي وزوجتك، الأشياء ليست ملك من يديرها وإنما ملك من يستخدمها.. نحن في الحقيقة ننتقم من الوطن وليس من الحكومة، الحكومات تعاقب بطريقة أخرى لو كنا نحب الوطن فعلاً. السبب الثاني: أن ثقافة الملكية العامة معدومة عندنا، حتى لنبدو أننا نعاني انفصاماً ما.. فالذي يحافظ على نظافة مرحاض بيته هو نفسه الذي يوسخ المرحاض العام، والذي يحافظ على الطاولة في البيت هو نفسه الذي يحفر اسمه على مقعد المدرسة والجامعة، والأب الذي يريد من ابنه أن يحافظ على النظام في البيت هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الصف بانتظار دوره، والأم التي لا ترضى أن تفوت ابنتها محاضرة واحدة هي نفسها التي تهرب من الإلتزام. متى سنعي ضرورة حب الوطن بالطريقة التي يجب أن نحب بها أمنا وأبانا وأجدادنا وبقية أفراد عائلتنا الكريمة وذكرياتنا الجميلة ورائحة الشجر والنخيل وماء البحر والتراث المعتق بالجغرافيا والتاريخ؟ متى يجب علينا أن نقدس الوطن في كل الأحوال والظروف والتعقيدات السياسية وغيرها؟ فالإنسان بلا وطن صالح ونظيف ومريح وزاهر ومشرق مثل اليتيم الصغير الذي يحتاج إلى حضن يحميه من غوائل الدهر. أخي أختي لا ترمي أوساخك في شوارع الوطن، ولا تكسر مصباحاً في طريق مظلم يضيء لبقية الشعب مشوارهم نحو المستقبل... إذا وصلت إلى هذه المرحلة فأنت "مواطن" وأرضك "وطن. الخيانة من أشد الصفات الممقوتة والصفات الذميمة، فلا تكاد توجد صفة قبيحة جمعت أنواعاً من الشرور بحسب علمي مثل الخيانة للأمانة. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم}، وقال سبحانه: إن الله لا يحب الخائنين وبين النبي صلى الله عليه وسلم فداحة هذا الجرم وأن شؤمه يلاحق صاحبه في الدنيا والآخرة، فقال عليه الصلاة والسلام: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب. بقلم الدكتور يونس العمراني
|
|
2288 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|