تعود مرحلة علاقات الصداقة بين المغرب وروسيا الى القرن ال 18 ،وبالتحديد الى القرار الذي اتخذه السلطان المغربي محمد بن عبد االله والامبراطورة الروسية إيكاتيرينا الثانية بمنح نفس الامتيازات لسفن البلدين بما في ذلك الحماية الضرورية. وقد بقيت معاهدة السلم والعلاقات الديبلوماسية سارية المفعول منذ ذلك الحين، باستثناء مرحلة الجمود التي عرفها البلدان إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقيام الثورة البولشوفية سنة 1917، إلا أن حالة الجمود سرعان ما ستبدد بعد نيل المغرب استقلاله سنة 1956، وهو ما مكن من تعزيز العلاقات بين موسكو والرباط على نحو أفضل والارتقاء بها الى مستويات عالية وطموحة . أما مرحلة التعاون، فانطلقت مباشرة بعد استقلال المغرب، إذ آان أول بلد اعترف بهذا الاستقلال هو الاتحاد السوفياتي، وهو ما حدا بالدولتين مباشرة الى إقامة العلاقات الديبلوماسية وتبادل السفراء، آما تبادل قائدا البلدين، آنذاك، الزيارات الرسمية، ومكن هذا التجاوب من تحفيز البلدين لبناء أسس تعاون متعدد الأوجه، يشمل مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، سواء تعلق الأمر بالمجال التجاري أو الثقافي أوالعلمي والتقني، أوالبحري والجوي. واستفاد الطلبة المغاربة من فرص التكوين في المعاهد العليا السوفياتية، ثم الروسية، التي تخرج منها أزيد من 15000 إطار مغربي قدموا إسهامات نبيلة في المجالات التقنية والعلمية.
واستمر التعاون بين المغرب وروسيا، على نفس المنحى بعد إندثار الاتحاد السوفياتي، وتعزز الحوار السياسي بينهما على مستويات عديدة، تقوم على المنفعة المشترآة ومصالح البلدين سياسيا واقتصاديا وثقافيا، أطرتها اتفاقيات تعاون عديدة تشمل القطاعات التقنية ومجالات الفلاحة والتجارة والصيد البحري والصناعة الغذائية والبحث العلمي واستغلال المناجم. ولا أحتاج الى التأآيد، على أن هذا التعاون الغني أدى بشكل طبيعي الى مستويات راقية ومتينة من العلاقات، مكنتنا من بلوغ مستوى الشرآاء الاستراتيجيين.
منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره العرش صهر على تطوير العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية روسية الاتحادية فقد عرفت العلاقة بين البلدين تطورات عديدة بحيث كانت
ابرزمحطات العلاقات بين البلدين تتجلى في الزيارات المتبادلة بين جلالة الملك محمد السادس نصره الله و فخامة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في كل من 2002 و 2006 حيت تم توقيع في زيارة جلالة الملك لموسكو في سنة 2002على إعلان الشراكة الاستراتيجية التي تشمل التعاون في مجالات التجارة وتكنلوجيا المعلومات والصيد البحري،كما تم توقيع اتفاق هام للتفاهم بين المجموعة الروسية روسكوسموس والمركز الملكي المغربي للاستشعار الفضائي، والمركز الملكي للدراسات الفضائية بالمغرب في مجالات استخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية و أيضا تم توقيعالشراكة الاستراتيجية بين البلدين والذي تم توقيعه بعد الأحداث الارهابية ل 11 سبتمبر 2001 محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وبذلك يعبر البلدان عن إصرارهما مواجهة هذه الآفة
وتم في عام 2006، في موسكو، لقاء وزير الخارجية والتعاون آنذاك، محمد بن عيسى ووزير الدولة المغربي فاسي فهري مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وسكرتير مجلس الأمن الروسي إيغور إيفانوف.
وفي الفترة ما بين 27 فبراير و1 مارس سنة 2007 قام وفد مغربي ضم في عضويته وزير الداخلية شكيب بن موسى ووزير الخارجية والتعاون المغربي الطيب فاسي فهري وكاتب الدولة في الداخلية فؤاد علي الهمة. كما قام ياسين المنصوري المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات (مخابرات خارجية ) بزيارة عمل إلى موسكو، حيث أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسكرتير مجلس الأمن إيغور إيفانوف.
و في سنة 2016 استجابة لدعوة الرئيس الروسي فلادمير بوتين قام الملك محمد السادس بزيارة تانية للكرملين بحيت عبر الرئيس الروسي بعدم رضائه عن تراجع العلاقات بين البلدين كما عبر عن سعادته لقيام الملك محمد السادس بزيارة إلى روسيا في هذا العام الذي حلت فيه الذكرى الـ50 لقيام والده الحسن الثاني بزيارة إلى الاتحاد السوفيتي وإقامة علاقات بين البلدين على أرض الواقع. و ثم بهته المناسبة توقيع العديد من الاثفاقيات بين البلدين
سكينة عشوبة طالبة وباحثة