توقف نبض حركة 20 فبراير في أول خروج لها خلال سنة 2012، بعدما لم تتمكن أول أمس الأحد من استدراج أكثر من 100 شخص بحي درب غلف الشعبي بمدينة الدار البيضاء، والذي يضم أكبر جوطية في المغرب والتي يزورها يومي السبت والأحد أكثر من مليون زائر، فيما لم يتعد عدد الذين خرجوا في مدينة سلا 60 شخصا، أما في الرباط، فإن الحركة فضلت عدم الخروج من أجل دعم مظاهرة سلا التي كانت فاشلة بكل المقاييس، وأكدت أن الحركة انتهت فعليا وبات من المستحيل أن تستقطب أكثر من الأعداد التي خرجت أول أمس الأحد.وشهدت مدينة طنجة أكبر ضربة للحركة حين لم يتجاوز عدد الذين خرجوا 50 شخصا، ولم يشفع لما تبقى من الحركة المدعومين بسدنة اليسار العدمي، رفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام في استقطاب زوار درب غلف بالدار البيضاء، كما أن رجال الأمن ظلوا يراقبون الوضع من بعيد دون أي تدخل رغم أن المسيرة انحرفت في طريقها نحو أحد مراكز الأمن المتواجدة بالمنطقة، إلا أن ذلك لم يستفز رجال الأمن الذين لم يتدخلوا في أي فترة من فترات المسيرة.وقال شهود عيان، إن تظاهرة مدينة طنجة كانت باردة حتى من حيث الشعارات التي تم رفعها، مشددين على أن بعض المشاركين في الحركة حاولوا الالتفاف على الفشل الذي أصاب الحركة من خلال الدعوة إلى الاعتصام بساحة التغيير، وهو الأمر الذي لقي رفضا من قبل عدد من المشاركين فيها بمبرر موجة البرد التي تجتاح المغرب، وكذلك لعدم جدوى الاعتصام بالساحة مادام أن عدد المشاركين كان قليلا جدا.ولم يتمكن "مناضلو" ما يسمى باليسار الراديكالي من إقناع المغاربة بالخروج إلى الشارع، حيث كان الرهان في مدينة الدارالبيضاء على زوار جوطية درب غلف، الذين فضلوا متابعة ما يجري عن بعد، كما أن كثيرا من تجار الجوطية اعتبروا خروج الحركة في درب غلف بأنه لن يغير من الواقع في شيء، ولم تتأثر الجوطية التي توفر لزائريها كافة الخدمات المطلوبة، بتواجد ذلك الحشد من المتظاهرين حيث استمر الزوار في التجول داخل الجوطية.وبات مؤكدا أن توقف العدل والإحسان عن الخروج في تظاهرات حركة 20 فبراير، أصاب هذه الأخيرة في مقتل، حيث أظهرت الأرقام المسجلة خلال المظاهرتين الأخيرتين حجم الجماعة داخل الحركة والتي كانت قد أعلنت عن توقفها عن الخروج إلى الشارع، بمبررات لم تكن مقنعة لأي أحد، مع أن المعطيات التي رشحت حول انسحاب الجماعة ربطت الأمر بمرض عبد السلام ياسين الذي يوجد في وضعية صحية حرجة منذ أسابيع، إلى جانب صراع الخلافة الذي اشتد في الأونة الأخيرة مما جعل الجماعة تركز على إعادة ترتيب البيت الداخلي في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
عبد المجيد أشرف