سعد الدين العثماني مثله مثل عبد الإله بنكيران، ولاؤهما الكبير إلى ""دولة" البيجيدي أقوى من ولائهما إلى "دولة" المغرب والمغاربة.
ففي الوقت الذي كان ينتظر المغاربة من رئيس الحكومة خلال ترؤسه للوفد المغربي بأشغال الدورة العادية 32 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في أثيوبيا، أن يمثل الملك محمد السادس، ويتحدث بلسان رئيس حكومة "منتخب"، ويتجرد من أي انتماء حزبي أو مذهبي أو أصولي، بحكم أن سفره تم بمال الدولة لتمثيل المغرب في القمة، نراه يبعث بتدوينة "ملغزة" يقول فيها بالحرف "لن نصبر على أن يؤذ الوطن، وسندافع عنه بكل ما أوتينا، لأن هذا هو ما رضعناه في تربيتنا كأبناء لوطنيين قاوموا الاستعمار وأدوا أدوارا مهمة، وكأبناء حزب أول أمينه العام هو الدكتور عبد الكريم الخطيب الذي أبلى البلاء الحسن، وله مواقف مشهودة في الدفاع عن الوطن والدفاع عن الملكية".
وهي تدوينة لا تعبر إلا أن حكام العدالة والتنمية لم يستطيعوا التخلص من "غطرسة" الوحش "البيجيدي" الذي يسكنهم، ومن نظرة "الاستعلاء" التي تجعل من رئيس حكومة ائتلافية لا يخاطب الشعب إلا من خلال "أنا" الأمين العام لحزب البيجيدي، حتى وهو في مهمة رسمية دبلوماسية خارج المغرب، وليس بصفته رئيس حكومة المغرب.
من هنا السؤال: هل سعد الدين العثماني رئيس حكومة أمير المؤمنين أم سفير "دولة البيجيدي" لدى أمير المؤمنين؟!
ولله في خلقه شؤون.
مالك الجنيدي