ماذا ننتظر من "الجماعة" كرد على الإجراء القانوني الذي قامت به السلطات بتشميع "مقرات" تحول البعض منها إلى حمامات، و البعض الاخر إلى مقرات عبادة غير مرخص لها وغير مخول لها الخوض في غير عقيدة المغاربة.
التساؤلات التي تطرح نفسها بشدة:
لماذا تختبئ جماعة العدل و الإحسان، خلف مقرات خاصة لممارسة "التعبد"؟
لماذا تترك المساجد وما اكثرها وما أقربها، وتتوارى عن الانظار للصلاة؟
لماذا تخصيص اجزاء مهمة من تلك "المقرات" إلى اماكن للإغتسال والإستحمام؟
لماذا تريد أن تبني لنفسها حصنا داخل المجتمع وتمارس من خلاله "الإرشاد" و "التوجيه" حسب ما تمليه عليها امزجة ضرب عقيدة الامة المغربية؟
الأسئلة كثيرة ومتناسلة، وخروج "الجماعة"، في يوم مثل الجمعة، هو طلب لبركة لا يمنحها الله لمن يبثون الفتنة وسط المسلمين، والمغرب بلد إسلامي، و المغاربة مسلمون بالفطرة وبالقناعة، ومساجد المغرب كلها بيوت الله، والأذان الذي يرفع عند كل صلاة ترفعه أصوات مغربية، و التكبيرات التي تصدح بها الحناجر يقولها مغاربة.
وكل ذلك حسب "الجماعة" يدخل في باب الله أعلم، ونحن بدورنا نقول عن عقيدتها وصدقيتها وتوجهها الله أعلم، أي نية تسير بها الأفعى الله أعلم، لولا برودة جسدها ما كان ليشعر بها أحد.
ندوة "الجماعة" التي نظمتها الجمعة، لم تأت بجديد، ولم تكن كما توقعنا أي أن ردودها ستكون في مستوى يقظة السلطات المغربية. ردود بالدليل و البرهان وليس بالملاججة الفارغة والدفع بكلمة "المخزن" في كل مناسبة ودون مناسبة.
الناطق الرسمي بإسم "الجماعة"، قال أن عدد المقرات التي شمعت سبعة، الحقيقة انها مفاجأة فالواقع يفرض تشميع كل المقرات، وليس بعضها فقط، لأنها تؤدي الوظيفة نفسها، ولا تخرج عن "التوجه" العام الذي خطته لنفسها وسارت عليه مع بعض الإجتهادات التي تشكل مزيدا من الإنحراف الروحي.
ناطقهم الرسمي، قال أن جماعته لن تنجر خلف الإستفزازات، ونقول له ما قاله حمزة لأبي جهل "ردها إن إستطعت". ومفهوم الإستطاعة هنا ليس القوة أو أي شيء من هذا القبيل، بل الدليل الذي يؤكد براءة تلك المقرات من ممارسات مشبوهة دفعت إلى إعمال القانون ولا شيء غير القانون، إن كان للجماعة ما ترد به على تأويل هذه الرؤيا القانونية فلتأتنا به، أو لتصمت وتنعم مثل باقي المغاربة بالامن و الإستقرار في ظل دولة الحق و القانون..
عبد العزيز المنيعي