طائرُ الفنيق، هو طائرٌ أسطوري، في الميثولوجيا الإغريقية؛ كان يحترق، ويصير رمادًا، ثم ينهض من رماده من جديد.. هذه الأسطورة أصبحت مجسّدة في بلادنا التي صار لها طائرُ فنيقٍ خاصٍّ بها، وكم احترق مرّات عديدة، لكنّه كلّ مرة كان ينهض من رماده ويُبْعثُ مجدَّدًا.. وقد احترقَ منذ سنتيْن، وها هو الآن يحاول أن يُبعَث من رماده مجدَّدا؛ فمَن هو طائرُ الفِنيق المغربي هذا؟ إنه [بنكيران] على وجه الدّقة.. طائر الفنيق هذا، نما من رمادِ [ابن تيمية الحرّاني]، زعيم الظّلامية، والرّماد، والقتل، والإرهاب؛ وفتاواهُ هي مرجع الإرهابيين، وقد قال بعدم عِصْمة الأنبياء، وخرقَ الإجماعَ في كثير من الفروع، وهو من أبرزِ المجسِّمة على الإطلاق، ويعتبر أهلَ السُّنة، والسّواد الأعظم من المسلمين، كلَّهم ضالّين، مبتدِعين، أو كفّارا مارقين.. هكذا.. فهذا الرجل الضّال، متيَّمٌ به [بنكيران]، ويقولها صراحةً في خُطبِه، ويثني عليه، ويرفع من شأنه، ويسير على (هَدْيه)، ومع ذلك، يدّعي كذبًا حبّ الملك، والوطن، والملَكية، وهو والله لـمُنافق، وكذّاب، بالدّليل، والحجّة، والبرهان..
دخل الرحّالةُ المغربي الشهيرُ [ابن بطّوطة] أحدَ المساجد في (سوريا)، فوجد [ابن تيمية] يخْطب من على المنبر، ولم يكنْ يعْرفه، فإذا بالخطيب [ابن تيمية] ينزل من المنبر وهو يقول: [إنّ الله ينزل من على عرشه، كما أنزِل أنا الآن من على المنبر]؛ فضاق صدْرُ [ابن بطّوطة] بما سمعه، وروى في (رحلاتِه) أنّه (سمع خطيبًا يقول شيئًا غريبًا، ربّما يعاني من شيء في عقله)، و[بنكيران] نفسُه، يعاني من شيء في عقله، لكثرة ثرثرته، وتناقضاته، وقوْله أشياء غريبة عبْر وسائل الإعلام، بل حتى الذين ما زالوا يسمعونه، هم كذلك، يعانون من أشياء في عقولهم لا محالة.. وفي هذه المقالة سوف نرى أنّ [بنكيران] لم يكنْ له برنامجٌ سياسي، وتنموي، بل كان يمشي على هَدْي سيّده [ابن تيمية]، ويعمل بفتاواه.. في كتابه (الخلافة والـمُلْك)؛ صفحة: (34) يقول [ابن تيمية] بجواز تَرْكِ بعض واجبات الشريعة، وارتكاب بعض محظوراتها للضرورة.. لهذا رأيتَ [بنكيران] لا يفي بوعوده للشعب، بل خان الله، وعبادَ الله، بعدما ضلّلَ بما أسماه [الدّعوة إلى الله]، فهؤلاء يضحكون على أمّة بأسرها، ويذكِّرون المغاربة بممارسات الاستعمار البغيض بسياستهم.. يرى [ابنُ تيمية] أنّ قاتِل (عُمَر) في النار؛ ولكنّ قاتِلَ (عليٍّ) إنّما هو رجلٌ اجتهد فأخطأ؛ وهذا ما يفسّر مساندة (بنكيران) لقاتل (أيْت الجيد)، لأنّ القاتلَ إنما هو رجلٌ اجتهد فأخطأ.. وفي كتابه [منهاج السّنة]؛ المجلّد الأول؛ صفحة: (561)، [أمرَ بالسمع والطاعة للحاكم، وإنْ ضربَ ظهْركَ، وأخذ مالَكَ، فتبيَّـنَ أنّ الحاكم يُطاع، وهو من كان له سلطانٌ، سواء كان عادلاً أو ظالـمًا]؛ لذا رأيتَ (بنكيران) يجْلد ظهورَنا أثناء الاحتجاج، ويأخذ تقاعدَنا، ويقتطع من أجورنا، وينتقص من أقواتنا، ومع ذلك، نلتفّ حوْلَه، ونسمع قولَه، خلال التجمّعات، رغم أنه حاكِمٌ ظالمٌ لا شكّ في ذلك..
ويجوز قتلُ النساء في الحرب والأطفال، وإنْ كانوا مسلمين، وهذا ما يفسّر مساندةَ [بنكيران] لـ(النّصرة) الإرهابية، حتى لإنّه كان على وشك تدمير العلاقات المغربية الروسية خلال مقابلة تلفزية ساند فيها (النّصرة) وانتقد (روسيا)، واحتجّ سفيرُها في بلادنا، لولا ألطاف الله عزّ وجلّ؛ لأنّ الكلامَ كالدّواء، قليلُه نافِع، وكثيرُه قاتِل كما قال الإمامُ (عليّ) كرّم الله وجهه؛ و[بنكيران] كلامُه كثيرٌ وقاتِل لثَرْثرته بسبب شيء في عقله، نرجو له الشفاءَ العاجل..
ويقول [ابنُ تيمية]: [إنّ نكاحَ المتعة لا تنفُر منه الفِطَر والعقول]، وهو ما يفسّر دفاعَ [بنكيران] عن الزّواجات، والـمُناكحات، وهي كلّها فضائحُ عُرِف بها حزبُ (الدعوة إلى الله)؛ بل إنّه وبدلاً من أن يدين الشذوذَ صراحةً لكي لا تشيع الفاحشةُ في الأمّة، اعترف بأنّ ذلك لا يهمّه (وماشي سُوقو)، وأين هي (الدعوة إلى الله) يا ترى؟! قال [ابنُ تيمية] بعدم عِصْمة الأنبياء، وهذا يفسّر اتّهامَ (بنكيران) لسيّدنا (إبراهيم الخليل) عليه السلام بالكذب، أمام الملَإ، تمشيًا مع فتوى سيّده (ابن تيمية) الذي ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث رأى أنّ الأنبياء غيْرُ معصومين من الذّنوب عنده، بل وحتى التبليغ غيرُ معصومين فيه، وهذا كلّه ضلالٌ، وفتْحٌ لأبواب الشك في الدين، والذين قالوا بعدم عصمة الرُّسل، إنّما هم اليهود، وتبعهم النصارى: اُنظر (سِفْر الملوك) الكرونيكَل الثانية.. ثم لا ننسى قول [ابن تيمية] إنّ زيارة قبْر النبي صلّى الله عليه وسلم معصية، وأنّ التوسّل به شِرْكٌ أو وسيلة إلى شركٍ، وهذه بدعة، وبدَعُ متّبِعيه من الوهّابيين، وقد كفّروا جميعَ الأمّة الإسلامية منذ قرون كثيرة، ونسبوها إلى الشّرك.. وبالله عليكم كيف سيُخْلِص (بنكيران)، تلميذُ (ابن تيمية) لملكٍ من آل البيت، ولأمّةٍ سُنّية، تزور قبر النبي الكريم؟ هل نحن سذّج، وبُلهاء، إلى هذا الحدّ؟ لقد سمّى (ابنُ تيمية) مثله مثْل (ابن القيّم) هذه الأمّةَ بأمّة (جنْكِزْخان)، وعلماؤُها، علماءُ حزب الشّيطان، ولِلُؤْمِه مات (ابنُ تيمية) في السجن الذي كان لا يخْرج منه إلاّ ليدخلَه مجدَّدا.. هذه حقيقة [ابن كيران]..