إغلاق "فيلات""لجماعة العدل و الإحسان، هو في الحقيقة إغلاق لدرب مظلم في طريق منير، تشميع مقر، ليس إلا تشميعا لفوهة انحراف روحي، يقذف الأمة بصواريخ التطرف، ويربك عقول المغاربة التي تشبعت بعقيدتها السمحة و المتسامحة والمسالمة.
لذلك، لا يجب الوقوف عند مثل هذا الخبر إلا من أجل وضع اليد على القلب، والشعور بنبضه يعود إلى عادته، متوازنا ومنتظما، فالخوف كل الخوف من بقاء مثل تلك " الغيران" مفتوحة لا نعرف أي وحوش تخفي داخلها.
الوصف هنا مجازي، حتى لا نؤاخذ بجريرة الإهانة والتحقير، لكن الانحراف الروحي و النفسي لا يمكنه أن يولد غير الوحوش ولنا في نوازل وحوادث سابقة خير دليل.
المهم أن القنيطرة وعين الشق وانزكان تلتحق بوجدة، و البقية تأتي في إطار المرور إلى السرعة القصوى من أجل وقف هذا المد المظلم، وتجفيف منابع الحقد و الكراهية وأخذ الناس بما ليس فيهم.
فنحن أمام "سرطان" يعرف المناورة والمراوغة، ويجيد التكاثر كلما بدأت المضادات الحيوية و العلاجات تأتي نتائجها. لذلك على الدولة المغربية أن تكون صارمة في مثل هذه القرارات مستقبلا، ليس في البعيد بل في القريب، فالوقت لا يسمح بالمزيد من انتظار "الهداية" لأمثالهم، فهم لا يهتدون، لسبب بسيط هو لأنهم يعتبرون أنفسهم في أوج التقوى والورع، وفي قمة الإيمان و"التضحية" من أجل مجتمع "مسلم"، حسب مزاجهم ومزاج من يقومون بشحن الرؤوس بما "لذ وطاب" من وجبات الكراهية الروحية و الحقد على المجتمع.
حقيقة مثل هذا الخبر يثلج الصدر، الدولة "دايرة شغلها"، ومتيقظة و لا تغفل، تراقب وتحمي وتحصن، وعينا أن نكون ممتنين لمثل هذا الحصن الأمني و القانوني و الحقوقي الذي بني من ثقة وغيرة على البلاد و العباد.
نحن نمارس حقنا في العيش الآمن، لأن أمثال تلك "الجماعات" لم تعد تجد لها موطئ قدم في طريقنا، لم تعد تقوى على مجابهة النور، فمصاصي الأحلام والآمال والحياة يقتاتون على الظلام، ويحرقهم الضوء.
إدريس شكري